قال لي صديقي
......هل تذكر فلانة؟..
.... وما ذكرك بها؟
.... قد ماتت بالأمس
....رحمة الله عليها
....وهل تذكر فلانة وفلانة وفلانة
....للأسف لم أر واحدة منهن منذ ثلاثين أو أربعين سنة
....ألا ترى هذه التي أمامك؟ ألا تعرفها؟
....لا أذكر أني رأيتها قبل ذلك!!...هذه مدرعة مصرية طراز منصورة 66
....يا أخي هذه علانة !!! زميلتنا في الإعدادية ...لقد كانت فاتنة الفصل
....ومن هذا العجوز الذي تجره في يدها؟
....إنه زوجها عبد الحميد الناظر السابق لمدرسة الشهيد حمدي إمام الثانوية
....آه لقد نسيته تماما لقد شاب شعره وانحنى وكبرت أنفه وتغير كثيرا..
....هل كنت تتصوره شابا كما كان منذ أربعين عاما؟
....لا طبعا ولكن طول الزمن منذ رأيته آخر مرة جعله ثابت الصورة في ذهني
....أكمل صديقي الحديث ولكني لم أكن معه فقد سرحت في الأيام البعيدة الخالية وتحرك قلبي وعرض على الصور الجميلة لكل زميلات العمر حيث بدأ القلب حينذاك يتحرك ويتزلزل وتثور فيه البراكين ....أحسست بقلبي في هذه اللحظة يكاد يقفز من صدري وانساب الدم في عروقي ولم أشعر ببرد الليل الذي يلفني أنا وصديقي في شتاء ذلك اليوم ...
.....سألني صديقي: أين ذهبت؟
.....من فضلك أتركني فقد ركبت آلة الزمن ورجعت إلى شبابي ولن أعود قبل الفجر....
التعليقات (0)