حديث الثورات

 ملايين الكلمات قيلت في شأن الثورات العربية ولم نصل بعد إلى اتفاق على هوية من أشعلها وأدارها وركبها واستغلها وحرفها عن مسارها ومنعها من محاسبة المجرمين وأدان من قاموا بها ونعتهم بكل النقائص ومن المستفيد من قيامها ومن المتضرر منه....وهناك أسئلة يسألها كل متابع ومن هذه الأسئلة من الذي أنفق على دعاية نواب الشعب المنتخبين وكيف يستردون أموالهم التي أنفقوها وهل تكون هي شغلهم الشاغل أم أنهم أنفقوا الملايين في سبيل الله؟.... من الذي يسلح ومن الذي يثير الشغب ومن المستفيد؟... ومن الذي يدير المحاكمات وكم يتقاضى؟...  ومن الذي يدافع فعلا عن المتهمين وهل هو مقتنع بدوره ويشعر أن المتهمين برءاء من التهم؟... ولماذا تضيع الحقائق رغم رؤيتها على الشاشات الفضائية؟... ومن الذي جنى ثمرات الثورات ومن الذي فقد في سبيلها حياته أو عيونه؟ ولماذا تقلصت التهم والجرائم حتى صارت جنحا أو إساءات أدب أو مجرد مخالفات يعاقب عليها باللوم أو بلفت النظر؟...هل سيدنا المال أو أميرتنا الثروة أو فخامة الدولار أو سمو الريال أو حضرة الجنيه هم أرباب الأمر والنهى وأصحاب السلطان؟...هل الإنفاق السخي من الخارج والداخل على أصحاب الوجوه المتحدثة والأقلام الكاتبة والظاهرين على الشاشات هم فعلا من يحركون الأحداث أم هم عرائس بيد حكام العالم؟....هل تستعيد الشعوب الثائرة زمام المبادرة باتفاق كل أحزاب البلاد العربية واتجاهاتها؟ أم تبقى رهينة الملايين في بنوك الغرب؟...هل يكتفي الشعب العربي بإدارة الثروات الحالية والمستقبلية ويتناسون ما ضاع منها على أيدي الناهبين المجرمين ويتركون ماذهب منها إلى غياهب البنوك الغربية وعقاراتها؟ ...هل من الحكمة أن نغرق في تفاصيل ما مضى وننسى ما بين أيدينا وأيدي أبنائنا؟ ...أقول من الحكمة أن نترك لكل ذي عمل عمله بعد أن نطهر الأرض من فلول ومساعدي القتلة المجرمين فلا نرفع أعيننا عنهم حتى ينالوا الجزاء الرادع وليبقوا في بلادهم حتى لا يتمتعوا بما نهبوا وليتوجه من اختارهم الشعب إلى رفع شأن البلاد بالعمل الشريف ويكفينا ألا يتحول الذين اخترناهم إلى ناهبين ذوي دخول مليونية يتحولون بسببها حيتانا لن نستطيع الإمساك بها ولا صيدها