مشكلة الكاتب الموريتاني ولد مخيطير الطافح فجأة على سطح الإعلام الموريتاني ليس الدين و التدين كما كتب في عنوان مقالته التي جرت عليه التكفير و التبرئة و السجن مؤخرا، فالرجل زج بالرسول الكريم صلى الله عليه و سلم في ظاهرة مجتمعية سلبية لا علاقة للدين بشكل مطلق بها بقدر ما هي نتيجة لعنصرية قبلية قسمت المجتمع إلى طبقات كان حظ ولد مخيطير فيها الدرك الأسفل حسب التقسيم السالف.
القارئ للمقالة التي بطن فيها الرجل التهمة للرسول صلى الله عليه و سلم و لصحابته بالتمييز الطبقي في أحداث عدة مرة بين الطلقاء من قريش و يهود قريظة و مرة بين هند و وحشي، قد يطرح سؤال الأين للشق الثالث من عنوانه، فما علاقة الرسول الكريم بذلك؟
بين الكاتب المغمور و الأمين العام لحزب الإتحاد الإشتراكي المغربي لشكر خيط وصل مداه التكفير، الأخير خرج داعيا بضرورة تغيير المواريث دفاعا عن حقوق المرأة، حديث الرجل اليساري الحداثي رفعه إلى ساحات الإعلام حيث الرد و الرد المقابل، كلاهما أحدث ضجة في مسامع الخلق، يشتهر الأول و يظهر و يعرف ككاتب ينبش في حيف الدين و التدين ضد طبقات اجتماعية بعينها، فما تعيشه موريتايا من طبقية اجتماعية جعلت من الناس مراتب سببه الدين و التدين... و ما تعيشه المرأة من ظلم و ما يعيشه اليسار المغربي من انكماش و غياب شعبية و تشتت و تشرذم سببه المواريث و ظلم الإسلام للمرأة.
لنترك ولد مخيطير و صراعه مع مجتمع محافظ يرى في الدين خطا أحمر، فالرجل لم يجد عونا حتى من المعارضة اليسارية التقدمية، أما النظام فقد يجد ذريعته في كونه الحامي الأول للدين و التدين.
لنعرج على كلام لشكر و لشخص لشكر بعينه، فالمعلوم أن الأمين العام الحالي لحزب الإتحاد ظهر بشكل بارق لينزع الرئاسة من شخصيات اشتراكية أكثر حضورا، أمر عزاه الكثيرون لتدخلات مشبوهة من عل، المهم الرجل الشعبوي كثيرا كما تصفه الصحافة جاء ليحكم قطب اليسار الأكبر، و في ظل افتقاد الحزب لمصداقيته الشعبية بعد أن خسرها في تجارب اشتغاله بالعمل الحكومي لسنوات خلت أرد السيد لشكر خلق معارك سياسية و إعلامية يحقق بها الجلبة فتزداد الشعبية و الشرعية كزعيم حداثي ضد الرجعية و الظلامية و التطرف، بعد أن فشلت معارضته البئيسة في البرلمان في استرجاع أيام الثمانينات حيث صولات و جولات الإتحاديين تحت قبة المجلس النيابي و في العمل النقابي كذلك، مثيل لشكر في هذا الرجلين الزعيمين شباط أمين عام حزب الاستقلال و رئيس الحكومة بنكيران ، خصلة الشعبوية جمعتهم حسب كلام الصحف و المتتبعين، و هذا أمر استحدث بعد 2011. شخصيات المشهد الحزبي أكثر ضجيجا و أقل مصداقية و شعبية، و المواطن المغربي فقد الثقة في أحزاب كهذه فشلت في الحكومة و في المعارضة.
ربما جمعت بين ولد مخيطير و بين لشكر و كما أسلفت رغم الفارق بينهما لحديثهما المتزامن نسبيا و لكونها تعرضا لحملة التكفير المتسرعة، و هو أمر يخدمهما لجلب النصرة الحقوقية و التعاطف ضد الظلاميين و المتطرفين كما يدعون. لنقول أليس من العقل ترك الرد على هؤلاء من حيث الشرع لأهل الإختصاص دون الدخول في معارك تنفيرية؟
التعليقات (2)
1 - الغباء
حمدي - 2014-01-08 14:59:41
كاتب المقال شخص فاقد لادبيات المقال الصحفي و ولد مخيطير نكرة و لشكر سياسي انتهازي و لاسقط بينهما في غير محله
2 - الغباء
شخص - 2014-01-10 13:33:21
شكرا على المرور ,,,,,,,