مواضيع اليوم

حدثَ أن أغلقتُ على قلبي الأغنية!

حامد بن عقيل

2009-06-02 09:17:29

0

عندما مات ظلي بدوتُ حزيناً
إخوتي شاركوني أغانيَّ وصلاتي
أما أبي فكان يفكِّر في اللعنة التي أصابتْ الأسْرَةَ منذ الأزل.
لا شيء يظل مألوفاً
في الفجر العتيق، كما يفعل جارنا العربيد، ينكسر الصوتُ ويختفي الحَمَام الزاجل والذكريات
ماذا يلتقطُ أخوتي الآن
وأمي؛ لماذا تحملُ أحزانها كقطعة خزف
تخاف أن يداهمها خبرٌ عن جراد يُقعي قريباً من عُمر فتاتها الوحيدة
تخاف صوت الرعد، وتبسملُ عشر مراتٍ وهي ترتجف.
يا الله
كيف أبدو بلا ظلِّ لغرباء يأتون مع المطر
كيف أذهب برفقتهم وأنا نصفُ جسدٍ وأمنية.:
[كان حالماً، آمن بالورود والفراشات وحقائب السفر العاجل ونبوءة من أحبها، هي من قالتْ:
لا يملُّّكَ الحزنُ ما دمتَ على قارعة الطريق فاتحاً قلبُكَ للعابرين!].
في مقبرة قريتنا يركع النخل لصخرة دامية
والمعاول عاطلة عن الهديل
ما عاد أحدٌ يهتم بالحشائش الضارة إكراماً للراحلين
ذات مساء بكى شيخٌ على قلب أرضنا المفطور
كانت الشمس تفهمُ سر حنينه. الأطفال عرفوا في وجهه الأماني الآفلة
بينما خرج رفاتُ الأذكار المقدسة زاحفاً نحو سفح الجبل
كل الأشياء التي تنتحرُ الآن كانت حياتنا البدائية
كل الأصوات التي ترتجُّ تعتاد محنتها الجديدة
وكل الأضواء التي تنسحب تزيد من حسرة الأجساد المعتمة..
لماذا أنا وحدي من يفتقدُ ظله ولا يبكي
تقول أمي: إن الجراد قادم
بينما يستمر أبي في فكّ طلاسم السحرة الذين انتقموا من عروش العنب
وأبادوا النور.
كل مساء أبدو شديد التأنق في انتظار غرباء المطر.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !