حين تموت مريم....
يعلن الياسمين الحداد..
وتفقد اللغة العربية...علامات الإعراب...لتكون جميعها محصورة
في فعل ماضٍ..وحروف علة..
مكسورة بكِ
ومفعولا لأجلكِ
وضمير غاب معكِ
..........
من المخجل أن أعرف خبر موتك بهذه الطريقة..ومن المضحك أني أجهل سببه حتى الآن
فلم يعد يهمني السبب..
ولكن ربما هي رحمة الله بي...فهو يعلم كم تؤلمني ذاكرتي المليئة بالفقد
خطر لي أن أتصل هاتفيا بكِ..وأناقش معكِ خبر وفاتك..فما من أحد يستطيع تهدئتي بموقف كهذا
غيركِ
أتذكر جيدا..اتصالك بي..حين ماتت أمي
ورغم أنكِ لم تأتِ لزيارتي..
إلا أن حديثكِ...كان بمثابة عزاء أمة
" من السيء أن تمـوتي و أنتِ لا تدرين كم أنا ممتنة لكِ ..بل من السيء أن أحيا أنا حباً.. شوقـاً.. قهراً.. حزنـاً.. كرهـاً.. كمداً " وتموتين أنتِ بقلبك الطيب"
أغفر لي يارب
أتُرى أليس الوضع بأفضل حال من موت يبدأ بـقلبي وينتهي بـكِ
لا ضير من المواساة هنا ألا تتفقين معي هذه المرة!
اعذريني ..
فهذا ما أعرفه عن المواساة..فلم أواسيكِ يوما
كما كنتِ تفعلين حين أجيئكِ محملة بحقيبة بكاء
الذي أحترفه كما تقولين
تٌرى..
كيف أبكيكِ الآن؟
وماذا أبكي تحديدا
صدقيني...
يرتجف قلمي وأنا أكتب عنكِ ولكِ
فهو يدرك تماما أنكِ من وضعته في يدي ذات شعر
أتدرين...
كنت سأرثيكِ بقصيدة..
ولكني..فكرت كثيرا..
من سيصححها لي....؟!
من سيرفع همزتي المكسورة حزنا عليكِ
من سيبدل لي حرف عطفك..إلى حرف يجرني إليكِ
سيان نحن يا مريم في ذاكرة الموت
فروحك تحيا وجسدك غائب
وأنا جسد يحيا..وروحي غائبة
آآآآه يا مريم
كم تفتقدك لغتي ..
و أحرفي..
ودفتر خواطري..القديم...الممتلئ بكِ
ولكن تذكري....
الفقد من اختصاصي..
ففي كل يوم لي منه نصاب..
وله مني دموع
إنما ما أحتــاجه الآن شـيء أكبر من الصراخ
أبعـض من الصبح يا ليـل؟ !
بعض من الصبـح !
فمـا الذي يـراه القمـر الآن غيـر انسحاب السعادة من دمي ؟
رويـدك يـا قلب
أمـا أستحـق منـك حـزن أقـل؟
فقط أقل...
مـا أضيق العيش بـك من دونهم
مريم...
نسيتٌ أن أخبركِ
لغيابك هيبة...تشبه حضورك...!
أوصلي سلامي لأمي
مريم شمسان معلمة لغة عربية قديرة..هي من علمتني كيف أخط ماتساقط من وجعي"رحمها الله
التعليقات (0)