كشفت لنا الإنتخابات الرئاسية عن الحجم الحقيقى لجماعة الإخوان والمتعاطفين معهم ، وللأسف لو رشح السلفيين أحداً منهم كنا سنعرف نسبتهم فى المجتمع المصرى ـ أغلبيته مسلمين وموحدين بالله تماماً مثل السلفيين والإخوان إن لم يكن أفضل منهم ـ حيث أن د. محمد مرسى مرشح الجماعة حصل على حوالى خمسة ونصف مليون صوت بنسبة حوالى ربع أصوات المصريين " الذين أدلوا بأصواتهم " ، بمعنى أن الإخوان المسلمين لا يمثلون ربع المصريين ولكنهم فى الحقيقة يمثلون نسبة أقل من 11 % من المصريين وليس ربعهم ، فهم خمسة ونصف مليون من خمسين مليون ناخب ، فالشعب المصرى أكثر من نصفه غاب عن التصويت لكن لن تجد ـ بالتأكيد ـ من هؤلاء الغائبين إخوانى واحد " لو حتى مندار على القبلة " ، فمن غاب عن التصويت ستجد كثير من الفلاحين المساكين الشقيانين فى حصاد محصول القمح ودرسه وهم أقرب للفلول من الثوار ، أو بعض السلفيين ـ فى قريتنا ـ الذين فوجئت بإمتناعهم عن التصويت أو الدعاية لأى مرشح حتى د. أبو الفتوح ! ، لذلك على جماعة الإخوان أن تتعامل مع الوضع على أنها فصيل من فصائل الشعب وليسوا أغلبية الشعب فنسبتهم لا تزيد عن عدد الفلول كثيراً ، لذلك لن أجد إلا التذكرة بقول أستاذنا فهمى هويدى وهو يحلل التمايز بين الإسلاميين فى مصر وتونس بقوله ( الفرق بين الموقفين، يعكس التمايز بين فصيل إسلامى يرى المجتمع ووحدة قواه الوطنية أولا، وبين فصيل آخر يرى الجماعة ومشروعها أولا. إن شئت فقل انه تعبير عن الاختلاف فى القراءة الاستراتيجية لواقع يرى فيه طرف محيطه الذى يعيش فيه، وطرف آخر ينظر إلى المرآة فلا يرى إلا نفسه، وهى العبرة التى لم يستوعبها أغلب الإسلاميين فى مصر ) .
التعليقات (0)