مواضيع اليوم

حتى يكون التطوع هاجس الجميع

nasser damaj

2009-06-07 22:24:58

0

حتى يكون التطوع هاجس الجميع
بقلم: خليل الفزيع


    لا تزال ثقافة التطوع لدى معظم الناس قاصرة عن استيعاب أهداف التطوع ودوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية, كما لا يزال المجتمع العربي بحاجة إلى مزيد من الوعي لممارسة العمل التطوعي على أوسع نطاق, إسهاما في محاربة معوقات التنمية وتحسين أوضاع أفراد المجتمع.
    وقد ساعد على تكريس هذا القصور في فهم أهداف العمل التطوعي.. قلة المجالات المفتوحة في مجتمع تتولى فيه الدولة كل شيء, وتنعدم فيه أو تكاد مؤسسات المجتمع المدني ذات الفعاليات التطوعية المفتوحة على كل ما يخدم المجتمع والوطن والأمة, فانعدام الفرص أو تضاؤلها أمام الراغبين في الانخراط في العمل التطوعي من ذوي الخبرات الذين يمكن الاستفادة منهم في مجالات كثيرة, أدى إلى ضمور النشاط التطوعي رغم حاجة المجتمع إليه, والمؤسف أن وسائل التوعية لم تستجب لما يفرضه عليها الواجب في مجال إشاعة المسئولية حيال الأعمال التطوعية, وهي نوع من أعمال الخير التي حث عليها الدين الحنيف, وقد أشاد القرآن الكريم بالذين يسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين، كما أنها نوع من أنواع البر, وقد ارتبط البر بالإنفاق مما يحب المرء (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم) وليس هناك ما هو أحب إلى المرء من المال أو الوقت الذي ينفقه في التطوع, ولا عجب أن يرتبط البر بالتقوى (وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون).
    ولأهمية العمل التطوعي أجمعت دول العالم على الاهتمام به, وفي هذا الإطار أطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها رقم 40/212 الصادر في السابع عشر من ديسمبر عام 1985مبادرتها بتخصيص اليوم الخامس من ديسمبر يوما عالميا للمتطوعين للتنمية الاقتصادية والاجتماعية, ومن ذلك الحين أصبحت الحكومات ومنظومة الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني تشارك المتطوعين حول العالم في الاحتفال بذلك اليوم, ويقدم اليوم العالمي للمتطوعين الفرصة لمنظمات العمل التطوعي والمتطوعين من الأفراد للعمل معا في مشروعات وحملات تسهم في إلقاء المزيد من الأضواء على مساهماتهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستويات المحلية والوطنية والدولية, وعزز القرار الأممي بعد ذلك بانطلاق العام العالمي للتطوع عام 2001 وجاءت فكرة العام العالمي للتطوع في بداية الألفية الثالثة لتحفيز سياسات الأعمال التطوعية وتسهيل أعمالها وتوسيع شبكاتها ونشاطاتها المختلفة, ومع أن مجالات التطوع لا تعد ولا تحصى فقد ظلت محصورة في بعض المجالات المحدودة دون أن تتعداها, بل أن هذه المجالات المحدودة أيضا لم تتح للأفراد فرصة التطوع للعمل بها على نطاق واسع, بل ظل مفهوم التطوع في الأغلب الأعم مقتصرا على التبرع بالمال, وهذا الأمر رغم أهميته لا ينفي أهمية بل ضرورة العمل التطوعي الميداني, فمن لا يملك المال يملك الوقت.
    وفي كل الحالات تظل الرغبة في التطوع توجها فرديا ما لم تتوفر الأدوات التي تحيل هذه الرغبة الفردية إلى هاجس يشغل الجميع, وهذا لن يتأتى إلا بتوافر فرص التطوع من ناحية, ومن ناحية أخرى توطين ثقافة التطوع في المجتمع من خلال التوعية المركزة على أهمية هذا العمل الإنساني النبيل, ابتداء من المقرر الدراسي ومرورا بوسائل الإعلام وانتهاء بالتربية المنزلية التي منها مبتدأ ومنتهى أي تعليم غير يراد به تنشئة الأجيال في الاتجاه السليم, لا بالتلقين الذي ينتهي مفعوله بانتهاء فترة حقنه في أذهان الناشئين, ولكن بالممارسة التي تؤدي تلقائيا إلى الاقتداء الإيجابي, فالصغار غالبا ما يغرمون بتقليد إعمال الكبار، وغالبا ما يتحول هذا التقليد إلى سلوك يمارس في الحياة العامة, حتى يصبح العمل التطوعي هاجس جمعيا وليس فرديا, لا في اليوم المخصص له عالميا فقط. ولكن على مدار العام.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات