حتى نعلم الذين صدقوا و نعلم الكاذبين ... !!؟
بقلم : محمد بن عمر/ مسلم موحد/
عضو اتحاد الكتاب التونسيين.
http://www.alwah.net/Post.asp?ID=ODtSYK28
ينبني الإسلام أساسا على الصدق في القول و الإخلاص لله في العمل ، و لذلك وُعد الصادقون ، المخلصون أعمالهم لله في الدنيا ، بقدم صدق عند ربهم يوم القيامة ... !
و تتهم جل الحركات السلفية و الإسلامية في العصر الحديث بازدواجية الخطاب نظرا لطبيعة مرتكزاتها الفكرية و العقائدية المتغيرة بتغير أربابها الإيديولوجيين مما يجعل انخراط هذه الحركات السلفية في صفة الصدق أمرا من قبيل رابع المستحيلات ، إذ الصدق منبعه الواقع و حقائق الوجود ، و منبع سلوك و أقوال كل هذه الحركات السلفية هي السنة النبوية قائلها" بشر" عليه السلام ، لا يمتلك من حقائق الواقع المعيش اليوم ذرة من معرفة حتى وان امتلك بصائر الله و آياته البينات في زمنه .. والتي وهبته القدرة على التأثير الإيجابي في عصره دون غيره من العصور، مما يجعل من هذه "السنة "التي ابتدعها في زمنه – عليه السلام - عائقا معرفيا في إدراك الواقع المعيش اليوم و حقائقه المتغيرة في كل آن و حين ،عكس ما يتوهم قادة الحركات السلفية ، مما يحول كل ما يجترحه أفراد هذه الحركات السلفية إلى شذوذ فكري و سلوكي و قولي ، و مظاهر شاذة عن كل معطيات العصر الحديث حتى في هندامهم و مظهرهم الخارجي الذي يستمدونه من رائحة القبور و كتب ألف ليلة و ليلة .. !؟. لا تربطهم بواقع الناس أية صلة و رغم كل ذلك يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
إن قوة حقائق الواقع المعيش و تطور نسق المعرفة البشرية و تفنيدها لجل معتقدات السلفيين التي تناقلوها عبر العصور بصحيحها نقلا و سقيمها قد أجبرت هؤلاء على ما اصطلح عليه ب"ازدواجية الخطاب " : فهم يؤمنون باستعباد البشر كما جاء في سيرة السلف الصالح من جهة و ينادون بالديمقراطية و حقوق الإنسان كما يفرض عليهم الواقع المتحول ، و يهمسون سرا : ( النساء ناقصات عقل و دين )، و يهتفون بالمساواة عاليا ، و يكادون يموتون غيظا من مخالفيهم الرأي سرا بل قد يقتلونهم ، و يجاهرون بحرية التعبير و قبول التعددية ، في الظاهر ...؟
أما الحركات العلمانية و الديمقراطية فليست بأفضل حال من الحركات السلفية ، إذ تجد نفسها في تضاد تام بين معتقدات جل الشعوب العربية المسلمة الموحدة و بين المعتقدات المنتجة لما ينادون به من أفكار و قيم : إذ ينادون بسيادة الشعب و بالهوى الإنساني معيارا و ميزان جور و بفصل الدين عن الحياة ، بينما يؤمن شعبنا المؤمن الموحد بسيادة الشعب و بأن تكون موازين الله و بصائره مرجعا و حكما بين العباد ، في تضاد تام مع حضارة غربية دخيلة متوحشة تؤله البشر و تكفر بإلوهية الواحد الديان .
====================== و هذا التضاد بين تدين الشعوب العربية المسلمة الموحدة و بين الحادية عقيدة النخبة العلمانية جعلها تنحدر إلى خطاب مزدوج كما الحركات السلفية ، و أن قلت خطورتها الحضارية على مستقبل مجتمعاتنا بسبب تنور هذه النخبة بالمعرفة الحديثة عكس القادمين من متحف تاريخ الاستبداد و الظلامية و الوثنية الموصدة لكل أبواب الأنوار الإلهية .... !؟
لقد أثبت شعب الثورة التونسية رفضه الفطري/ الغريزي لكل اختيارات النخبة السياسية التونسية واحتقاره لها ، رافضا تصريحا و تلميحا لكل تمثيلية له من قبلها ، مستهجنا ركوب هذه الحركات السياسية ثورته المجيدة تحقيقا لمصالح فئوية لا تمت لطموحاته بأية صلة ، بل و أصبح لا يرى فيها إلا عربة نتنة مليئة بالقاذورات تقف أمام حصان ثورته الجامح الذي يتوق إلى ركل كل عهود الاستبداد و التخلف و الانحطاط الحضاري و التغريب القهري الذي مارسته نخب بقايا الاستعمار في ديارنا، بدءا ببورقيبة صنيعة فرنسا الاستعمارية و بن علي صنيعة مخابرات قوى الاستكبار ، و يرى شعبنا أنه جدير بالانعتاق من كل هؤلاء الخونة لله و لرسوله ، ورسم طريق آخر لا شرقي و لا غربي و لكنه ( طريق الوحدة و التوحيد و الخضوع حكاما و محكومين لشرع ربنا الحكيم، المنزل على نبيه خاتم المرسلين ،الذي ما أرسله ربه إلا ليكون رحمة للعالمين ).
التعليقات (0)