مواضيع اليوم

حتى لا يضيع الدم العربي

nasser damaj

2009-07-14 16:14:41

0

مقال أعجبني

         فيض الخاطر

حتى لا يضيع الدم العربي 
بقلم: د. كلثم جبر 

    عمت العالم العربي والإسلامي موجة من الغضب العارم، إثر مقتل د. مروة الشربيني على يد إرهابي ألماني كان يلاحقها ويضايقها لأنها تلبس الحجاب، وفي قاعة المحكمة وعلى مرأى ومسمع من كل الحضور، وبعد أن أدين، ثم طلب الاستئناف.. ينهال في جلسة الاستئناف على الشهيدة مروة بطعنات أودت بحياتها، ولم يسلم زوجها الذي حاول الدفاع عنها من طعنات أدخلته المستشفى للعلاج، ليكتشف بعد أن أفاق أن زوجته قد فارقت الحياة، على يد إرهابي قيل انه متطرف، ولكن العلم بأنه متطرف لم يمنع من تركه ليرتكب جريمته، وكان الأولى هو أخذ كل وسائل الحيطة لحماية د. مروة الشربيني من تطرفه، وهو في حقيقة الأمر إرهابي حاقد، وجد في حجاب هذه الفتاة المصرية متنفسا لحقدة، ليعتدي عليها أولا، ثم يغتالها بدم بارد ومع سبق الإصرار، وعلى مرأى كل من ضمتهم المحكمة من قضاة وشهود ومحلفين ورجال أمن وغيرهم، وهو أمر لا يدعو إلى الاستغراب فقط، بل ويؤدي إلى اليقين بأن هذه الجريمة المبيتة وليدة نظرة عامة يتبناها الغرب ضد المسلمين، وما رفض الحجاب سوى ذريعة للتعبير عن تلك النظرة العنصرية الحاقدة التي رسخت في الوجدان الغربي، وأملت عليه مثل هذه المواقف العدائية الإجرامية، وهي أكثر من أن تعد أو تحصى، وهي نفس النظرة العدائية التي دفعت رئيس دولة أوربية تعتبر معقلا للحرية ليصرح ودون تحفظ أنه لن يقبل في بلاده الحجاب لأنه يرى في الحجاب زمرا للرجعية والإرهاب، سبحان الله!! أين هذا الرئيس من جرائم إسرائيل واليهود في بلاده يلبسون الطاقية الدالة على الهوية اليهودية، وهي لباس ديني بالنسبة لهم، ولماذا لم يربط لباسهم هذا بجرائمهم في الأراضي العربية المحتلة، ويطالبهم بخلعها ما داموا في بلاده، كما طالب بخلع الحجاب.
    هذا الإرهابي سوف يحاكم، وسينال حكما مهما بلغت شدته لن يكفي كجزاء له على جريمته، هذا إذا لم يفاجئنا القضاء الألماني بحكم يعتبر هذا الإرهابي مختل عقليا، فينال حكما مخففا وربما مع وقف التنفيذ، وحجة الاختلال العقلي هي نفسها التي استخدمت وتستخدم لتبرئة كل إرهابي غربي من جريمته إذا اعتدى على أي عربي مسلم، مع أن المختلين عقليا مكانهم المصحات العقلية والنفسية، وليس خارجها حيث يرتكبون جرائمهم، ومثل هذه الجريمة التي ارتكبها هذا الإرهابي الألماني لا تصدر من إنسان مختل عقليا أو مضطرب نفسيا، لأنها جريمة تم التخطيط لها بأسلوب أدى إلى تنفيذها كاملة، لتودي بحياة د. مروة الشربيني وهي في بواكير سنوات شبابها الذي قدر له أن يهدر على يد إرهابي يعرف مقدما أن ثمة أكثر من مخرج لينجو من فعلته الشنيعة، ما دام القضاء في الغرب يحابي كل ما هو ضد الإسلام والمسلمين.
    هذه الحادثة وأمثالها ليس من العدل أن تمر بسهولة، فمؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات العربية بل والدول العربية بكاملها ومن خلال جامعة الدول العربية مطالبة يتبني موقف حازم في هذه القضية، موقف يعيد الحق إلى نصابه، ويثأر لمقتل شهيدة الإيمان التي لم تتخلى عن عقيدتها وهي تعيش وسط مجتمع يحارب هذه العقيدة، في السر والعلن، فهي وأمثالها على ثغر من ثغور الدفاع عن الدين، والتمسك بالعقيدة رغم كل تيارات الصد ومحاولات الإرغام على ترك الحجاب، وبغير هذا الموقف الحازم لن تكون للعرب والمسلمين المقيمين في الغرب أي حماية من جرائم مثل هذا الإرهاب.

جريدة الراية القطرية ـ عدد الثلاثاء 14 يوليو 2009




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات