اسلاميات | 22-12-2011
حتى لا نساهم في قتل العظماء
علي الكندي 29/03/2011
بينما كنا جلوسا انا وبعض الاخوة نتدارس بعض الامور بخصوص خطوات المرجع الرسالي ونحاول المقارنة بينها وبين خطوات الشهيد المظلوم محمد باقر الصدر قال احدنا عن الشهيد الصدر الاول قدس سره انه رجل ولد في غير زمانه وهذا القول هو لاحد الكتاب ممن كتبوا عن الشهيد الصدر وطفقت احاوا ان احقق هذه المقولة نفيا او اثباتا فواجهتني عبارة اخرى وجدتها عى لسان مقرب من مقربي المرجع الشهيد رضوان الله تعالى عليه تقول ان سماحته قدس الله روحه اضطر الى القيام ببعض الخطوات التي لايؤمن بها من الناحية العلمية والعملية الا ان الضغط الاجتماعي ومسايرة المرحلة اجبراه على التعامل وفق حيثيات المرحلة كما يستشهد لذلك بكتابته للتعليقة على العروة الوثقى وهو امر تعورف عليه في الاوساط الحوزوية الا انه لا يقدم انتاجا ولا يزيد وعيا وانما هو يرفع اسم الكاتب او المعلق لا اكثر ولا اقل . كما قيل ان سماحته روحي لامثاله الفدا عانى ما عانى وقاسى ما قاسى من ثلاث جهات كانت مؤلمة كل منه كانت تحاصره وتضيق عليه وجوده وفكره فالجهة الحكومية كانت تراقب وتحسب عليه الخطوات والكلمات وتحاول ان تحاسبه على كل خطوة يخطوها او كلمة يتفوه بها وبين الحين والاخر كانت تهديه تهديدها كي لا ينسى انه انه في ظل سلطة متسلطة لا يمكن تجاوزها والجهة الدينية ومافيها من منافسين لخط الشهيد الصدر يرون فيه حركة تغييرية جذرية لما ساروا عليه وانتهجوه بل ان خطواته الاصلاحية تعني فقدانهم للاسماء والواجهات والاتباع فكانوا يمثلون جبهة اخرى تقيده في الكثير من خطواته وهذا ما اشار اليه احد الكتاب المعاصرين على انه كان (...بين دكتاتوريتين ... اما الجهة الثالثة التي قلما يلتفت اليها احدنا او يعطي اهمية لخطورتها وتأثيرها هي الجهة التي كانت تدير عمل السيد الشهيد قدس سره او مجموعة العلماء والفضلاء ممن كان يعتمد عليهم في تنظيم وتسيير اموره وتطبيق اطروحاته وايصاله الى الشارع وجعلها انموذجا من نماذج الوعي الذي لابد ان يتدرب عليه الناس ، الا ان هذه الجهة التي كانت ملازمة له لم تكن بالمستوى المطلوب الذي كان يصبوا اليه رفع الله مقامه في عليين 1- فبعضهم كان يجهل الخطوات التي كان يسير بها الشهيد رحمه الله وجهله هذا ادى الى ان لا يطبق ما يريده الشهيد بصدق واخلاص وفاعلية بل كان يتلكأ ولا يعطي الامر اهمية خصوصا وانه لم يكن هناك جهاز رقابي يتابع عمل الوكلاء او حتى الفضلاء ممن يعتبرون هم اللجنة المشرفة على تسيير اعماله وهذه العقدة مما تسبب الالم والحسرة في نفس المرجع الحركي خاصة اذا كان محجورا عليه بطريقة او بأخرى فانه يبقى مرهونا بعقلية اتباعه وبعقلية من هم حوله لانه بحاجة اليهم ولا نافذة لديه سواهم . فجهلهم يجعله يتوقف عن الكثير من الخطوات التي هي في صميم الحركة الاسلامية ومن بين اولويات التكليف الشرعي للفقيه ان يقود الامة على ذلك الهدى لكن انى له ذلك وبطانته اجهل من العامة ... 2- العناد : وفرض الراي بل ان بعضهم كما تشير المصادر وخصوصا كتاب (السيد محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة ) الذي حاولت ان اوصله الى سماحة المولى لكني لم اوفق لذلك الذي يعد من افضل الباحثين الذين كرسوا شطرا من حياتهم لدراسة وتحليل حياة وملابسات الفترات العصيبة التي عاشها الشهيد الصدر رحمه الله فقد ذكر ان هناك الكثير من الخطوات التي كان يؤمن بها االشهيد او اصدرها على شكل فتاوى الا انها لم تجد صدى عند اتباعه بل ان البعض منهم احتج على الشهيد الصدر وحاول ان يضغط عليه لتغيير موقفه فكانت هناك جماعات اعترضت على بعض خطواته السياسية او الشرعية ويمكن ان اذكر ابرز المواقف التي حصل فيها انشقاق وامتعاض لدى المقربين منه قدس سره وهو منعه لطلبته من مواصلة العمل السياسي . 3- الانانية وهذه الصفقة ايضا كانت موجودة لدى حزمة من بعض المنتمين الى طريقته ومنهاجه حتى ان وصل الامر ان هذه العقدة قد افشلت مشروعا من اهم المشاريع التضحوية التي كان يهدف الشهيد من خلالها الى زرعه جسده في مواجهة مع ذلك النظام في حرم امير المؤمنين لتثمر روحه الطاهرة سنابل من المضحين والمؤثرين للاسلام وللثورة على انفسهم وعلى ارواحهم ، وكانت النقطة الجوهرية في تلك الخطوة مبنية على ان يكون هناك مجموعة من الفضلاء يتولون قيادة وترتيب الامور من بعده وحدد الالية ورسم الخطوات واختار الاشخاص الاربعة ممن كان يعتقد بصلاتحهم واخلاصهم كونهم افضل ماموجود لتنفيذ ذلك المشروع الا انه فوجيء نعم فوجيء وارتطم بهم وبحقيقتهم حينما رفض احدهم ان يكون واحدا من اربعة بل انه اراد ان يكون الاوحد فوق الاربعة كشرط لقبوله ذلك الدور الريادي الحقيقي ..!!!! ولهذا يقول الناقل في كتاب سنوات المحنة وفقه الله ..انه لما سمع بقول ذلك الشخص اغشي عليه بل انه لقعد ولم يستطع النهوض لثلاثة ايام من هول الموقف اقول اذن لم يكون فقط اولئك هم شركاء في قتل الشهيد رحمه الله ليس من كتاب وكاتب ليس من اعتق وحبس ليس من قيد وكبل ليس من منع وحاصر ليس من خوف وروع ليس من ادعى وكذب ليس من وقف متفرجا وحسب ليس من طالب الحكومة ان تخلصهم وتقضي على خميني العراق ليسوا هؤلاء فقط من كانوا شركاء في دم الامام الشهيد صدر الامة وعقلها المفكر وقلبها النابض بالحياة حين كانت ولازالت ميتة تبحث عن قلب اخر تملؤه الحرقة على الامة ومايجري فيها لكن ليس كظروف الشهيد تحاصره الاجواء وتخنقه الظروف وتصرعه مواقف القريبين والبعيدين نسال الله تعالى ان لا نكون شركاء في ظلم قادة الامة وامنائها ورسالييها وان لا نكون شركاء في ذبحهم بجهلنا او بعنادنا او بانانيتنا او بجهلنا المركب لاننا مسؤولون امام الله تعالى اكثر من غيرنا عن دماء الشهداء والمخلصين من الصديقين ومسؤولين عن كل خطوة يمكن ان تقدم العمل الاسلامي الرسالي الى الامام تنسحب من برنامج العمل لاننا غير قادرين على فهمها او لاننا لا نستطيع ايصالها الى الناس بالشكل الصحيح او اننا نقصر او نتكاسل عن رفد قادتنا بالحيوية التي تشجعهم على افراغ ما عندهم من جواهر ومن خيرات افاضها الله تعالى عليهم لاخراج الامة من زنزانة الخوف وتلجهل والظلام علينا ان نكون يقضين وحذرين من ان نقتل ونذبح الحقيقة واصحاب الحقيقة ونتصور انفسنا اننا نعمل صالحا اختم مقالتي هذه التي لم استطع ان افرغ في مساحتها كل مافي قلبي خشية ان تقرا الصفحات بالمقلوب وتفهم على غير مافيها من هدف نقي خالص لوجه الله هو اظهار جوانب من المظلومية التي عاشها الفقيد الراحل واخذ العبرة منها لا تتكرر تلك المظلومية مرة اخرى كتبت هذه السطور خاصة ونحن قد الزمنا انفسنا بان نقرا سيرة الشهيد ونفهم منها وعنها الكثير ولاذكر نفسي بمقالة الشهيد رحمه الله (واسال الله ان لا يجعلنا نقتل الامام الحسين ونحن نبكي ان لا يجعلنا نقتل اهداف الحسين ونحن نبكي )
27/3/2011 علي الكندي
|
التعليقات (0)