مواضيع اليوم

حتى لا تنحرف البُوصلة

منار مهدي Manar Mahdy

2017-06-12 21:05:39

2

 إن الأيام القادمة ستكون حُبلى بالأحداث والوقائع الجديدة الفلسطينية، والعربية بعد فرض الإرادة السياسية والأمنية السعودية على قطر المُحاصرة من حلف الرياض، الذي يُعلن عن نهاية البداية للدور القطري في ملفات المنطقة العربية الساخنة.

 

رغم ما يبدو عليه هذا الأمر من غرابة، إلا أنه سيكون واقعًا ملمُوسًا خلال الأيام أو الأسابيع القادمة مع الدوحة، التي ستعمل على تفريغ جُنون الخطوات والإجراءات السعودية عبر اِستراتيجية الحكمة والصبر، وإلى جانب تنشيط مُحاكاة المصالح الحيوية بين قطر ودول أُوروبا والصين الشعبية، لحماية وجودها السياسي والاِقتصادي من الحصار العربي المفروض عليها اليوم.

 

وهذا يأتي في سياق ردود الفعل من الرياض على الدوحة، بعد الفشل وعدم الإنجاز السياسي والميداني في اليمن وسوريا، التي تحطم بين شوارع المُدن والقرى مشروع إسقاط الرئيس بشار الأسد وتغيير النظام الحاكم في العاصمة دمشق، بما تضع هذه المُتغيرات السعودية أمام مخاوف الطائفية المزعُومة، وهستيرية العظمة المُرتعشة في دائرة الاِرتباك من الذهاب إلى المستقبل، ومن مواجهة تحديات الطموح الإيراني، الذي يُشكل مجموعة تهديدات غير حقيقية على أمن واِستقرار الخليج العربي في تقديري.

 

لذلك يمكن وصف تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الخاصة بحركة حماس والمقاومة، بأنها ظالمة ومعادية للحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة خلال ذلك الصراع الطويل مع الاِحتلال الإسرائيلي المُغتصب لفلسطين ولحريتها وإنسانيتها تحت غطاء دولي وعربي لا يزال يُقدم الخدمات اللوجستية بكل أنواعها وأشكالها لهذا الكيان الصهيوني الإرهابي في المنطقة العربية، التي تعيش حالة اِصطفاف معقدة مع إعلان حرب الرياض والإمارات ومصر على الإرهاب.

 

رغم ذلك تأتي المُبادرة المصرية بفتح الاِتصال والحوار مع حركة حماس، في ظروف عربية غير واضحة، لكنها ستبقى مُبادرة تستحق المُتابعة والتقدير، كونها البداية لطريق حوار مُتواصل مع حماس حول النُهوض بالعلاقات بهذه المرحلة السياسية الفلسطينية الطمُوحة لإخراج حماس من قائمة الإرهاب السعودية، التي هي في خارطة جديدة للخليج الذي يؤسس لشرق أوسط يخضع تمامًا لقيادة الرياض مع إسرائيل التي ستعمل مع السلطة الفلسطينية على إفشال تفاهُمات القاهرة مع حماس التي تبحث عن حُلول قد تدفع وتُساهم في إعادة مد جُسُور الثقة مع المصريين، بما عليها أن تخفف من حجم المعاناة الفلسطينية، ومن أعباء مُتطلبات الحياة اليومية للمواطنين في قطاع غزة.

 

ومن هنا نقول لأصحاب الرأي وللنخب السياسية والفكرية، ارحمونا وارحموا شبابنا وشعبنا وقضيتنا الوطنية والإنسانية ومستقبلنا من التسريبات والتحليلات السياسية، ومن رفع التوقعات من الاِتفاقات أو التفاهُمات السياسية أو الأمنية هنا أو هناك .. ارحمونا .. يرحمكم من في السماء.

 

بقلم: أ منار مهدي




التعليقات (2)

1 - نعم لفلسطين

أبو أحمد - 2017-06-14 20:46:47

كل الأمور تحتاج إلى إعادة نقاش وطني فلسطين من أجل تعديل البوصلة

2 - كل احترام

أكرم غزة - 2017-06-15 21:30:29

نعم للتغيير ونعم للعلاقات مع مصر الدولة التي دائما هي تقف معنا

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !