مواضيع اليوم

حتى تُفتح روما

ayoub rafik

2009-10-14 16:22:38

0


لعل ما يشهده العالم، و الأوربي منه، في السنوات الأخيرة من صعود موجات الإساءة للمقدسات الإسلامية ولشخص الرسول صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص ما يبرره في منطق التعاطي الغربي مع ما يسمونه الزحف الأخضر أي - الإسلام- بعدما تخلصوا من التهديد السياسي والعسكري الذي كان يشكله الإتحاد السوفيتي البائد للأمن القومي الأوربي. لكن في كل مرة تتم تغطية هذه الأفعال الدنيئة بغطاء معين يتماشى وظروف كل مرحلة، فتارة بمبرر محاربة التطرف والإرهاب (الحرب على الحجاب في فرنسا) وتارة أخرى بدعوى حرية التعبير (الرسوم الكاريكاتورية بالجريدة الدانيماركية) ...
ولعل هذه المبررات - وغيرها - هي التي تدفع بأصحاب القرار في أوربا إلى تجنيد كل القوى العسكرية والعلمية والثقافية والدينية ( التبشيرية ), للحيلولة دون عـبور جديد لأحفاد طارق بن زياد للبحر المتوسط نحو الشمال.
وما يلاحظ من صعود للموجات التنصيرية - مثلا- خلال العقود الأخيرة في كل بقاع العالم و ما يسخر لها من وسائل مادية و ترسانة إعلامية, إلا تجلي من تجليات رد الفعل المدروس للمجابهة والمواجهة من طرف الإنجيليين الجدد في أوربا وأمريكا ضد دين الإسلام و المسلمين. ولا يكتفون بذلك فقط، بل يتطاولون على المقدسات بغرض التشكيك فيها " ونذكر من بين الأعمال التخريبية التشكيك في الثوابت العقدية للدين الإسلامي والتطاول على مقدساته بدعوى تحري النزاهة والموضوعية وكذا الطعن في الحقائق التاريخية التي تعلقت بالحضارة الإسلامية بدعوى التزام مقتضيات النقد العلمي" (1) .
كما الاعتماد على مناهج التعليم المتطور في ديار الغرب وتلقين الأجيال هي أيضا ، في جزء منها، من أجل " تشويه صورة المسلم في الكتب المدرسية والروايات الشعبية والأشرطة المصورة ووسائل الإعلام بمختلف الأقطار الغربية "(2) فضلا عن " الافتراء على الشرع الإسلامي في أمور عدة كزعمهم أنه ينكر حرية العقيدة وينكر حقوق المرأة وأنه يقر استعباد الأفراد ونشر الدين بقوة "(3).
في ضل هذا كله، هل أصحت الأمة اليوم في كامل الوعي بما يحاك ضدها، وما يخطط له بالليل والنهار من طرف الأعداء. فإذا كانت مثلا الأساطير المؤسسة للكيان الصهيوني قائمة على محرقة النازية (الهلوكوست)- رغم الشكوك الدائرة حولها- والدعوة إلى إيجاد " وطن قومي" لليهود، فأين أجيالنا الحالية من بطولات رجال صنعوا مجد هذه الأمة، وشيدوا صرحها بالعلم والسيف, بدءا بالرسول الكريم وسيرته المجيدة معرصحابته الأخيار.
فلابد من إعادة الاعتبار للتربية الصحيحة و تعليم الأجيال على العطاء والتضحية حتى يشيد صرح هذه الأمة و تحمى من الغزاة، و " تتشكل الروابط الثقافية ضد الصهيونية وقيمها وتغلغلها, وضد التعامل وإياها في ظل مشاريع التطبيع والمصالحة, ولابد من أن تتشكل الروابط الثقافية ضد القيم الأمريكية والمعايير الأمريكية التي يراد لها أن تصفي هويتنا العربية والإسلامية فضلا عن استبعاد قيم الإسلام أو قيم الوحدة العربية أو قيم الاستقلال الوطني أو قيمنا العائلية والأخلاقية " (4)، بل و" التمسك بتعاليم الإسلام, وإقامة مجتمع نظيف على أساس الشريعة الإسلامية, هي ضرورة حتمية يجب أن تسبق أي مواجهة كبرى ضد القوى الأجنبية التي تريد أن تفرض هيمنتها على الدول الإسلامية " (5)
فلتكن أحلامنا كبيرة ، وليكن همنا أكبر من مجرد الصراخ دفاعا عن المقدسات بل والوصول إلى تحقيق المنجزات، لنقل مثلا إننا نريد أن تفتح روما كما فتحت القسطنطينية, فإن الغرب يخاف فعلا أن تفتح روما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 – طه عبد الرحمان : " الحق الإسلامي في الاختلاف الفكري ",الطبعة الأولى 2005 المركز الثقافي العربي ص 83
2 - نفس المصدر
3 - نفس المصدر
4 - منير شفيق: " النظام الدولي الجديد وخيار المواجهة " الطبعة الأولى 1412 هـ 1992م الناشر ص 78
5 – الفريق سعد الشاذلي: " الحرب الصليبية الثامنة "الجزء الثاني-1مقتطف من الإهداء, الطبعة الأولى ماي 1992

البشير أيت سليمان
s.bachir@hotmail.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات