أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار...!!؟
أو حتى تنجح ثورتنا التونسية .. !!؟
· بقلم : محمد بن سالم بن عمر / كاتب و ناقد تونسي ، عضو باتحاد الكتاب التونسيين
لا يمكن مواجهة شعوذة الإسلاميين و دجلهم إلا بحقائق دين التوحيد
و الانتصار لكلمات الله و أنواره لتكون مخرجا لنا جميعا من التخلف
و الجهل و التبعية للغرب الاستعماري الذي ركب الثورات العربية لدفعنا نحو مزيد التخلف و الجهل و التبعية الحضارية لآلهته المزيفة من ديمقراطية و حقوق الإنسان ، التي لا نعلم لها سميا حتى اليوم أو تعريفا محددا أو قد ساعدت شعبا من الشعوب على التحرر من الاستبداد و التخلف و نهب ثروات الشعوب ...كما هو الحال في العراق
و فلسطين و أفغانستان و اليمن ...و السودان... و تونس !!
إن الدعوة للالتحاق بالأحزاب العلمانية لمواجهة الإسلاميين هي دعوة متعجلة قد تفيد نداء تونس أو الحزب الجمهوري ... في تحقيق مآرب انتخابية ... لكنها لن تفيد أحدا من الشعب الذي لا يزال يرزح في التخلف و الجهل و الفقر، بفعل تبعيته لأحزاب علمانية لا تدين في جوهرها بالإسلام، و مدعومة من غرب استعماري، لا يساند إلا من تأكد من إخلاصه لآلهته المدلسة ..
و لا تنس أن الإسلاميين أنفسهم قد صاروا يرفعون نفس شعارات العلمانيين.. !!
و بالتالي سيكونون أولى بالإتباع من علمانيين يرفعون شعار فصل الدين عن الحياة ، ما يعمق الفجوة بينهم و بين شعب يتوق لعدالة عمر و صدق أبي بكر و الاقتداء برسول أخرج الناس من الظلمات إلى النور و أنشأ خير أمة أخرجت للناس ..
و قانون قيام الحضارات علمنا أن نهضة أي شعب و نجاح ثورته لا تتم إلا انطلاقا من الارتكاز على منظومة قيمية تكون أرقى في زمنها من كل المنظومات الفكرية و الحضارية القائمة و التي حققت أهداف ثورة أصحابها فيما سبق من زمن ..!!
ليس صدفة أن تكون كل دعوات الرسل عليهم السلام قد ارتكزت على ترسيخ التوحيد في النفوس قبل أي شيء آخر ، لأن التوحيد واتخاذ الله العزيز الحكيم مصدرا وحيدا في التشريع ، من شأنه أن يوحد الشعب نحو أهداف واحدة في البناء و التشييد واجتناب الوصاية على خلق الله مهما كانت مبرراته ـ فاستبداد الزعيم بورقيبة على اليوسفيين و غيرهم من معارضيه كان تحت دعاوي الشرعية التاريخية و الكفاح الذي خاضه الزعيم لتحرير البلاد من الاستعمار العسكري المباشر ، و اليوم تستبد النهضة تحت دعاوي الشرعية الانتخابية و الشرعية النضالية التي خاضوها ضد نظام بن علي الذي كان يستند بدوره على شرعية التغيير وانقلابه على المستبد الأكبر ..
و لن ينجو شعبنا من الوصاية على حريته و نهب ثرواته إلا إذا ما توحد تحت راية كلمات الله و ضوابطه العادلة و أنواره التي لا يمكن أن تكون سببا في ظلم أحد من البشر و لو كان عدوا لنفسه و لمصالح شعبنا السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ، قال تعالى : "وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله" ، و قال عز وجل :" و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى" ..
فالمؤمن لن يجادل في ضرورة عدم الإسراف في أي شأن من شؤون الحياة توفيرا لثروة البلاد واقتصادا في التبذير الذي لا فائدة منه لأنه يؤمن مثلا بقول الله : "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين" ..
فهل يجادل أحد في كون المؤمن سيراقب الله في ثروة المجتمع مأكلا و مشربا و كهرباء و نقلا و إدارة.. الخ
فلا ينهب منها شيئا أو يبذرها على شهواته و شهوات منظوريهم كما تفعل النهضة اليوم ..!!
التعليقات (0)