الاختلاف بين الناس من الامور التى جبل الله عليها الناس , لان الاختلاف جاء نتيجة طبيعية لاختلاف المعايير التى يتبناها الناس
وقد بين لنا من خلال حياتنا اليومية , أختلافات كثيرة , بين الرجل وزوجتة والاخ وأخية , والمسلم والاخر , وكل هذا لاختلاف مرجعياتهم فى العودة والرد الى معايير مختلفة ,"ولو" .
وهى تفتح عمل الشيطان , اتفق الناس فى اى اختلاف على معيار متفق علية لاصبح الاتفاق وارد والاختلاف من الامور المنكرة, لذا لم يتركنا ربنا عز وجل احرارا فى اتخاذ معايير للرجوع اليها فى حالات الاختلاف وما أكثرها فى حياتنا اليومية,
فقد ذم الله تعالى من اتخذ هواه وما أكثر من جعل هواه مرجع فى الاختلاف وغيره من الامور يعود اليه فى كل صغير ة وكبيرة فقال الله عز وجل:
{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً }الفرقان43
ومن الناس من اتخذ شيوخا او علماء او قيادات او حزبا او زعيم قبيله مرجعا يحل ويحرم ويقضى بما يراه فقال تعالى :-
{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }التوبة31فقد
ذكر الزمخشرى فى التفسير للايه
"أنهم اطاعوهم فى الامر بالمعاصى وتحليل ما حرم الله وتحريم ما حلله , كما تطاع الارباب فى أوامرها ونحوه تسمية أتباع الشيطان فيما يوسوس به عبادة .
وعن عدى بن حاتم رضى اللى عنه :- أنتهيت الى رسول الله صلى الله علية وسلم وفى عنقى صليب من ذهب فقال :- أليسوا يحرمون ما أحل الله فتحرمونه , ويحلون ما حرمه الله فتحلونه ؟ قلت بلا . قال فتلك عبادتهم .
فهنا نلاحظ ان الخطر والهلاك يكون فى طاعة ما يقضى به دون مرجع وحجه صحيحة
والاختلاف والمخالفة : ان يأخذ كل واحد طريقا غير طريق الاخر فى حاله او قوله
ولما كان الاختلاف بين الناس فى القول قد يقتضى التنازع استعيد ذلك للمنازعة والمجادله .
قال تعالى :فاختلف الناس .... ولا يزالون مختلفين ...... الذين هم فيه مختلفون .... انكم لفى قول مختلف ..... ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات , فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق بأذنه ...... فاحكم بينهم فيما كنتم فيه تختلفون "
قال تعالى :
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }النمل76
وقال:
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }النحل64
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
" اعلم الناس أبصرهم بالحق اذا اختلف الناس " جامع بيان العلم 2- 43 ابن عبد البر
- اظهار الحق فى مواضع الاختلاف من عمل الانبياء عليهم السلام والعلماء ورثتهم فى هذا وليس بعالم من يذكر حكما بدليله ثم اذا اعترض عليه بدليل اخر فى نفس المسأله او اعترض عليه بشبه سكت " الجامع فى طلب العلم 481
فقد ذكر عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال : لابن عباس :
" كيف يختلفون والههم واحد , وكتابهم واحد , وملتهم واحدة ؟
فقال : انه سيجئ قوم لايفهمون القران كما نفهمه فيختلفون فيه , فأذا اختلفوا فيه اقتتلوا , فأقر عمر بن الخطاب بذلك " البداية والنهاية 7-276
هذا ما ذكرة حبر القران فى الاختلاف , فكيف فى اختلاف ما نحن فية وقد تركنا كتاب الله بالكلية , وقد اعدنا اختلافاتنا الى دستور قد وضعناه بأيدينا, وقد اختلفنا فى فهم بنودة , ومنا من جعل المرجع للخلاف الى الاغلبية عند الناس , بغض النظر ان يكون اصدق الناس واكذبهم متساوين , وافجر الناس واتقاهم لافرق بينهم , وافسد الناس وأصلحهم متساوين ولاحوله ولا قوة الا بالله
وقد حدد الله تعالى المرجع والمعيار الذى يوجب الرد الية عند الاختلاف فقال:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59
وهنا قدم الايه بطاعة الله والرسول والى الامر منكم فقد ذكرفى الحديث الذى ذكرة الللالكائى فى شرح معتقد أهل السنة والجماعة ص 1-55
"فأن تنازعتم فى شئ فردوه الى الله قالالى كتابه والى الرسول ما دام حيا , فأذا مات الى سنته "
وقال الامدى فى الاحكام ص1-218
" ووجه الاحتجاج بالايه أنه شرط التنازع فى الوجوب الرد الى الكتاب والسنة"
وفى زاد المسير
" فأن تنازعتم فى شئ قال الزجاج معناه أختلفتم وقال كل فريق القول قولى , وأشتقاق المنازعة أن كل واحد ينازع الحجه
وقد بين لنا ربنا عز وجل ان من لم يستسلم لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفى عنه الايمان فقال:-
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65
يذكر الشنقيطى فى تفسير الايه
" أقسم تعالى فى هذة الاية الكريمة بنفسه المقدسه ,أنه لايؤمن احد حتى يحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جميع الامور ثم ينقاد لما حكم به ظاهرا وباطنا ويسلمه تسليما كليا من غير ممانعه ولامدافعه ولامنازعه . وبين فى ايه اخرى ان قول المؤمنين محصور فى هذا التسليم الكلى والانقياد التام ظاهرا وباطنا لما حكم به صلى الله عليه وسلم وهى قوله:-
وبهذة الطريقة وهذا المعيار والحجة سنتابع ما حدث على ارض قطاع غزة , حتى تكون الامور سوية ونقدمها كما أمرنا ربنا سبحانة وتعالى بما توافرت الادلة , وصحت التأويلات
سنتابع :- لماذا مقاومة وليس جهادا
التعليقات (0)