أخيراً ..
التقى الإيمان والكفر عند نقطة تاريخية مشتركة بينهما من العسير أن تتكرر في حياتنا..
لقد آن للإنسانية أن تستريح ..
فقد توحدت اللغة بين الندين اللدودين.. وجمع المنطق بين الضدين العنيدين.. وانتظمت مسالك العقل بين الاتجاهين المتعاكسين ..
والفضل في ذلك كل الفضل يعود إلى فضيلة الشيخ المؤمن الوقور" أحمد حسون" مفتي الديار السورية عظم الله أجره ..وزاده من فيض فضله ..وأتاه الحكمة وموفور العقل ..
والذي أعلنها مدوية وشنف بها أسماع الوفد الأمريكي الذي كان يلتقيه في مقر وزارة الأوقاف السورية حيث قال :
(لو طلب مني نبينا محمد أن أكفر بالمسيحية أو باليهودية لكفرتُ بمحمد)!!..
وحتى لا يدع لنا مجالاً لمراجعة طبلة الأذن ربما يكون بها ثقب أدار الكلام على غير مساره فقد عقب بقوله:
( لو أن محمداً أمرني بقتل الناس لقلت له أنتَ لست نبياً)!!..
يا سلام على الثبات وموفور الإيمان اللذان يتمتع بهما سيدنا الصلب الصلد الذي لا تلين له قناه!!
حتى ولو كان الذي أغواه هو (محمد رسول الله ) ليكفر بالمسيحية أو باليهودية !! ..
أو كان الذي وسوس له هو( محمد رسول الله ) ليقتل أحداً من الناس!!..
فإنه على الفور وبقلب عامر بالإيمان سيكفر بمحمد وسيقول له بلسان طلق زلق بأنك يا محمد لست نبياً.!!..
والله العظيم تلاتة هذا الكلام منسوب لمفتي الديار السوري "المسلم" ومنشور في جريدة القدس العربي ..
منذ فترة قال أحد الملاحدة ( لو طلب مني ربي أن أقتل إنساناً لقلت له أقتله أنت وعذبني كما تشاء) ويومها أقمنا الدنيا ولم نقعدها لما راعنا وروعنا من هذا الاجتراء على الذات الإلهية.. ولم نلتمس لهذا الملحد عذراً كونه كافراً بالله حتى يتجرأ على الله بهذا القول البغيض الذي يضع نفسه فيه موضع العاقل الرزين بينما يسيء الأدب مع الذات الإلهية..
ودارت الأيام ..
وجاء اليوم الذي يكرر فيه رمز إسلامي بدرجة مفتي الديار السورية ذات المنطق الخطير ..
ليضع المفتي نفسه موضع العاقل الثابت الرزين بينما يفترض في رسول الله محمد احتمالية أن يطلب منه الكفر بالمسيحية أو باليهودية!! فيردد على الفور للوفد الأمريكي أنه لو طلب منه (محمد) ذلك سيكفر على الفور بمحمد !!..
كما لو أمره (محمد) بأن يقتل الناس لقال المفتي على الفور (لمحمد) أنك لست نبياً !!..
فما قولك في نبي الله إبراهيم الذي أوحى له الله بذبح ابنه الوحيد فشرع في تنفيذ الأمر الإلهي
(قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى))
أولم يوحي الله لنبيه إبراهيم بأن يذبح ابنه الوحيد ؟!
أولم يكن أمر الذبح أو القتل أمراً إلهياً صادراً من الله لإبراهيم؟!
هل قال إبراهيم لربه أنت لست رباً ؟! أو أنت لست إلهاً ؟!
هل انتظر إبراهيم من ربه تبريراً لهذا الأمر أم إنصاع للأمر الإلهي بذبح إبنه الوحيد دون تردد؟!
وماذا كان رد ابنه الصادر الأمر الإلهي بذبحه دون سبب ظاهر ؟ !
( قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)
هل اتهم إسماعيل أباه بالجنون أو الإجرام أو الكفر ؟! أم انصاع دون تردد ودون مناقشة للأمر الإلهي الذي ائتمر به أبوه ؟!..
هذه القصة تجدها أيها المفتي الرشيد في توراة اليهود وفي إنجيل المسيحيين الذين تحرص على الإيمان بهما حرصك على الكفر بنبيك إذا أوعز إليك بما يمسهما ضارباً بذلك المثل للأمريكان ..
. يا أيها المفتي ..
أتبتغي مرضاة الأمريكان وتتقرب إليهم زلفى بضرب الأمثال على نبيك ورسول الله لتقول لهم أنك ستكفر به إذا أمرك بالكفر بالمسيحية أو باليهودية أو ستنكر نبوته إذا أمرك بقتل الناس ؟!!
أولستَ مسلماً أيها الرجل؟!
يا مفتي سوريا .. إن محمداً رباه وعلمه وأدبه ربه وقال فيه ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)..
فمن الذي رباَّك وأدبَّك وعلمَّك لتختلق على رسول الله هذه الإمثال الافتراضية ؟!
يا مفتي سوريا .. أولم تقرأ ((وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)))؟!
يا مفتي سوريا .. أولم تقرأ (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلًا مُبِينًا (36)))
هل تفقه معنى هذه الآية ؟!.. حسناً خذ التي بعدها ((وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)))
هل تعلم معنى هذه الآية يا مفتي المسلمين في سوريا؟!
كيف تجرؤ على التلفظ بهذه الأمثال المجترئة على شرف رسول الله وعلى رسالته وعلى كينونته وعلى نبوته وعلى رسالته ؟!
وكيف تضع نفسك مقابل نفس رسول الله الرفيعة لتضرب مثلاً احتمالياً – حتى ولو مجرد مثل- تظهر من خلاله في مقام الثبات واليقين بينما تفترض رسول الله محمد في مقام المحرض –الاحتمالي- على الخطأ والشرور والقتل والكفر ؟!
ما الفرق بين قولك هذا وبين قول الملاحدة الذين ينكرون الله ونبيه والإسلام ؟!
حتى ولو كنت في معرض تعريف وفد الأمريكان بسماحة الإسلام.. أو بوحدة الإنسانية التي تجمع الناس أيا كانت عقائدهم أو مذاهبهم أو طوائفهم .. أو أياً كانت سلامة نيتك ..وطيب مقصدك..
هل يجوز لك أن تضرب مثل هذه الأمثال ؟! بئس الأمثال أمثالك .. وبئس القول قولك ..
وهاك الذي يعنينا من الخبر المنشور بجريدة .. القدس العربي : ،
التقى مفتي سورية الشيخ أحمد حسون في مقر وزارة الأوقاف السورية وفداً أكاديميا أمريكياً من جامعة جورج ميسون يرأسه البروفيسور والناشط مارك غوبن رئيس المركز العالمي للأديان والدبلوماسية وفض النزاعات بواشنطن.وخاطب مفتي سورية الوفد الأمريكي بالقول: حملنا المسيحية للعالم وحافظنا على اليهودية في العالم، أمرنا الإسلام بالمحافظة على المسيحية واليهودية، وأضاف: لو طلب مني نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، أن أكفر بالمسيحية أو باليهودية لكفرت بمحمد. وتابع المفتي حسون: لو أن محمدا أمرني بقتل الناس لقلت له أنت لست نبياً..
يبدو أنه مكتوب علينا أن نحمل أوزار الذين تسيدوا مشهدنا الديني ..وحملوا قلادة الإفتاء..وزعامة الشعوب الإسلامية..بينما رءووسهم محشورة بين أفخاذ السلطة .. يلفحهم هوى الدنيا .. وتميد بهم أهواء السلاطين.. ويغريهم بريق الكرسي ..
فتنزلق ألسنتهم بأقوال وتصريحات وفتاوى ترتجف منها الضمائر الحية فرقاً ..
وتنخلع لصداها قلوب أمة المسلمين رعباً أن يأخذهم الله بذنب هؤلاء المرجفين الجهلاء ...
لينك الخبر في جريدتي القدس العربي والبشير
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=2010 1 1-1918qpt95.htm&storytitle
http://elbashayeronline.com/news-79934.html
التعليقات (0)