حتى أنت يا صندوق التنمية العقارية
أثارت شروط صندوق التنمية العقارية حفيظة النساء والمدافعين عن الحقوق , فالصندوق وضع شروطاً خاصة بالرجال وشروطاً خاصة ومجحفة بحق النساء وأظنه استند على التفسيرات الخاطئة للآية الكريمة [ وليس الذكر كالأنثى ] أو أن حمى التمييز وهضم الحقوق ضربته , فالصندوق اشترط في المتقدمة لطلب القرض أن تكون أرملة أو مطلقة أو عانس تجاوزت الأربعين [ياحرام], وتلك الشروط التي أثارت النساء ولا احد يلومهن أو يتهمن بالفجور والفسوق مجحفة وظالمة فهي تضيع على غالبة النساء الاستفادة من القروض وتضعف دور الصندوق في حل أزمة السكن التي تراكمت على مر السنين , فالصندوق الذي يدار بعقلية أنا فقط المتحكم في كل شيء مستنداً على بعض الآراء الغبية والهمجية يعتبر صندوقاً لكل السعوديين رجالاً ونساءً فلماذا هذا التمييز الذي نال من كل شيء سواءً في التوظيف اوسلالم الرواتب اوالإجازات اوالانتدابات والعلاوات , فالصندوق بهذا الإجراء المجحف يفقد مصداقيته عند الغيورين المنافحين والمدافعين عن الحقوق بل سيفقد مصداقيته عند نصف المجتمع ونصف الشعب , فلماذا التمييز الذي ينافي العقل والشرع ويعارض الاتفاقيات الدولية , أظن أن الصندوق الذي تناسى النظام الأساسي للحكم الذي هو بمثابة دستور البلاد لم يدرك أن تلك الشروط سوف تعقد الأزمة فلو أن الشروط كانت موحدة وليست منقسمة إلى قسمين للرجال وللنساء لكانت أزمة الإسكان سوف تنحل جزئياً فلو أدرك الصندوق أن ذلك القرض المنتظر الذي سوف يمنح للمرأة سوف يوفر لأسرتها سكناً أو يوفر سكناً يمكن تأجيره وبالتالي يسهم ذلك القرض الغير مقيد بشروط مجحفة في خفض تكلفة الإيجارات الناتجة عن ازدياد العرض مقابل الطلب , لكن شروط الصندوق التي انقسمت إلى قسمين رجال ونساء منعاً للاختلاط كما أظن تسهم في تعقيد الأزمة وتسهم في إظهار الصورة الحقيقية للمرأة في بلادنا والتي تعاني من التمييز والظلم في كل شيء , فنحن في زمن الفيس بوك وتويتر وسترك يارب من الفضائح , ذلك التمييز يخالف الشرع ويعارض النظام ويأبه العقل فمن وضع تلك الشروط مع تقديري لشخصه يعاني من عقدة الأخر أو إن عنده مشكلة مع جنس حواء.
من حق النساء أن يمتلكن مسكناً ومن حقهن الاقتراض ومن حقهن نيل القرض الذي هو حق لهن فلماذا نبخسه بشروط تعجيزية ونحرم فئات منه كما حرمناهن من ابسط حقوقهن.
أسال الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى
التعليقات (0)