تعيش معظم أقطارنا العربية حالة من الرعب والفزع مما يحدث على أرضها من سفك للدماء واقتتال مرير بين أبناء الوطن الواحد وتهديد بتجزئة هذه الأوطان وتفتيت وحدتها . بل إن الأمر لم يعد قاصرا على الدول العربية بل تخطاها إلى كثير من دول العالم خاصة الدول الإفريقية , والسبب فى ذلك هو تزايد سطوة وقوة المنظمات الإسلامية المتطرفة خاصة بعد التغييرات التى حدثت إثر الثورات العربية التى أنهكت قوى الدولة المركزية فى كثير من أقطارنا العربية . , وأظننى لست بحاجة إلى توضيح خطورة ما يحدث فى العراق وسوريا على يد ما يسمى : تنظيم داعش , وما يحدث فى ليبيا من فوضى بسبب المسلحين ذوى المرجعية الدينية , وحالة الإنهاك التى يسببها تنظيم الإخوان للدولة المصرية بأعماله الإرهابية خاصة فى سيناء , ناهيك عما يحدث خارج أوطاننا العربية فى نيجيريا والصومال وإفريقيا الوسطى وأفغانستان على أيدى تنظيمات : بوكو حرام وشباب المجاهدين وطالبان . وهنا أحب أن أطرح الآتى - أولا - أنا لا أثق فى نظرية المؤامرة ولا أتصور وجود قوة شيطانية تريد أن تنشر الإرهاب فى العالم انطلاقا من الوطن العربى بما يترتب على ذلك من زعزعة للأمن العالمى -2- مع ذلك فإن الدول الغربية تتحمل المسؤولية الكبرى عن تنامى ظاهرة الإرهاب الإسلامى باحتضانها لأنظمة حكم مستبدة وفاسدة وتشجيعها لهذا التطرف باحتضان قادته على أرضها تحت شعار : حقوق الإنسان -3- أعتقد أن انتشار الإرهاب على خلفية دينية إنما نتج عن تأويلات خاطئة وفهم متعسف لبعض النصوص الدينية , ومن المؤسف أن هذه المفاهيم الخاطئة لا تزال تُدرس فى بعض المدارس والمعاهد الدينية فى الكثير من بلداننا العربية والاسلامية , كما أن الخطاب الدينى المتشدد يجد مساحات ترويج وانتشار عبر الفضائيات ومنابر المساجد -4- من هنا أعتقد أن موارد هذا الفكر سوف تظل تدفع بمئات الآلاف من الشباب لينضموا إلى كتائب القتل باسم الله وباسم الدين كما يفهمونه -5- يرتكب الغرب خطيئة تاريخية إذا تصور أن سيطرة الإسلاميين على الأوطان العربية أو الإسلامية سيقنعهم بذلك ويكفيه شرهم , بل الأصح أن ذلك سيشحز من همتهم ويقنعهم أنهم على الحق وعليهم أن يمضوا فى استكمال رسالتهم وفرض تطرفهم على كل دول العالم -6- سيكون المستقبل حافلا باحتمالات مخيفة حيث إن هذه الجماعات من الممكن بحكم التطور العلمى أن تصل إلى أسلحة الدمار الشامل : ذرية كانت أم كيماوية وهى لن تتردد لحظة فى استخدامها مهما كان عدد الضحايا طالما كان ذلك من أجل نصرة دين الله فى مفهومهم . -7- أية محاولات تبذل لهزيمة هذه الجماعات بالسلاح واستئصالها من الأرض بالقوة هى محاولات مقضى عليها بالفشل الحتمى -8- ليس أمام العالم إلا الحرب الفكرية الشجاعة والشرسة ضد المنطلقات العقائدية لهذه الجماعات وذلك عن طريق الدعوة إلى مؤتمر دولى لمقاومة فكر الإرهاب يلزم الدول الموقعة عليه بتجريم أية دعوة لاستباحة دم الآخرين بسبب عقيدتهم وباستبعاد أية نصوص أو مقررات دراسية تحض على ذلك وفرض عقوبات صارمة على الدول التى لا تلتزم بهذه الاتفاقية -9- إن المجتمع الدولى الذى بذل كثيرا من الجهد لعقد اتفاقيات لحظر أسلحة الدمار الشامل آن له أن يدرك أن هناك ما هو أخطر وهو أفكار الدمار الشامل -10- إن أسلحة الدمار الشامل مثل القنابل الذرية لم يتم استخدامها منذ عام 1945 بينما أفكار التطرف والإرهاب قد حصدت من الضحايا ما هو أكثر مما حصدته قنبلة هيروشيما , ولكن الأخطر يتمثل فيما هو قادم إن تجاهل العالم خطر انتشار هذا الفكر الذى لا بد أن يحصل يوما على بعض أسلحة الدمار الشامل وحينها ستدخل البشرية بداية تاريخ جديد غارق فى الدم والظلام . نعم هذا يقينى إذا لم يتم وقوف العالم أمام هذا الخطر بعقد اتفاقية حظر أفكار الدمار الشامل
التعليقات (0)