مواضيع اليوم

حب في مدينة النحاس

mariam al sayegh

2011-08-10 00:18:14

0


أسرة إلهام متوسطة الحال و لكنها معرضة لشظايا الفقر بسبب ديون الوالد الذي كان أسيرا بين حبال شركات القروض،معرض لحجز الممتلكات القليلة و معرض للإكراه البدني فالسجن.

نالت شهادة الليصانص فتجند والدها و والدتها للبحث وراءها عن وظيفة.كانوا مهيئين لدفع الرشوة من أجل توظيف ابنتهم الوحيدة.ليس المال موجودا و لكنهم سيتدبرون أمره عندما يقف الباب على الرتاج.

باعت الأسرة بعض حاجياتها و لكنها لم تصل إلى أين.اضطرت للسكن في حي عشوائي عند مدخل مدينة النحاس.

اشتغلت إلهام هنا و هناك؛تكرفصت كثيرا.كان أملها في العثور على وظيفة يجعلها تهضم لعنة الحياة و مرارتها..آخر ما تفتقت به قريحة التشغيل هو اشتغالها مع شركة للنظافة في أحد المستشفيات الكبيرة.اضطرت إلى ممارسة السمسرة في طلبات المرضى مثلها مثل باقي الموظفين و مستخدمي شركات التفويض .

مستشفى هويته هي خدمة المريض و لكنه بالأحرى غابة من الذئاب؛كل شيء مباح و معد للبيع من المساء إلى الصباح.بدءا من جسدها الفتي الذي يحمل الروح المتكسرة.دارت بها السيدة طامو لتقدمها فريسة إلى الذئب الكبير المهووس بامتطاء صهوة جسد الفتيات ما طهر منه و ما فسد.

استغلت نصف ساعة المخصصة لوجبة الغذاء و عادت بها الذكريات إلى صديقها ياسر؛كانا يقسمان أضخم الأيمان بأن لا أحد سيفرقهما إلا ملك الموت.صارت الذكرى ممزوجة بالخجل من النفس؛لأن الحب ليس سيد نفسه حتى يقرر مصيره السعيد بنفسه.

تذكرت بتقزز داخلي:

-كيف أهداها وشاحا أحمر مرسومة عليه صورة تشي غيفارا

-كيف تعلمت التطريز و نسجت له منديلا أحمر اللون قانيه

-كيف كتب شعرا متلاطما يمدحها فيه

-كيف ودعته ليسافر من أجل التدريب لممارسة مهنته الجديدة داخل الأمن

.....

عادت إلى العمل داخل المصلحة؛العمل الطبي يشوبه الإستعراض في مختلف الأشكال؛استعراض جسدي،استعراض اجتماعي،استعراض تجاري،استعراض مؤخراتي يصيب بعض الرجال المتلهفين إلى رسالة سليمان في مقتل..و المرضى ما هم في مستشفى، هم في عالم لا يفهمونه و لا يفهمهم؛يطلبون خدماته بنوع من الإذلال أمام الذي يساوي و الذي لا يساوي.

حام حولها –الشاف-يستعرض شافيته.ابتسمت في وجهه.حكى لها نكتة من تحت الحزام فتظاهرت بالضحك.سيحكي النكات و النكات لكل الجميلات لأنه مثل طامو ؛دائما في خدمة كبير الذئاب.غمزته و ضربته بمطلب يوم عطلة ليوم الغذ فوافق.

توقفت في الساحة التي سينطلق منها الإحتجاج السلمي قبل السابعة مساءا بنصف ساعة.راقبت مختلف الناس؛كل واحد يلعب دوره؛ما يسمون بالبلاطجة يلعبون دورهم و الكلاب الضالة حتى هي تلعب دورها.الحناش يلعبون حتى هم أدوارهم؛وقع بصرها على شرطي بزي مدني رفقة زميله.أيام حلقات الجامعة سبق أن قال لها : آتكادي لان... نظر إليها نظرة طارئة متوجها رفقة زميله لإلى مقهى مجاور بدأت تتجمع فيه طلائع المشاركين في مسيرة الإحتجاج.

انطلقت المسيرة بشعارات ضد الفساد و الظلم و الإستبداد و استقلال القضاء ...ردت عن رنين الهاتف؛أخبرتها والدتها بأن والدها تم القبض عليه..أدمعت عيناها و اقتنعت بأنه لا حب حقيقي إلا حب الوالدين الذين يهبان لأبنائهما كل شيء دون تغني.

اصطدمت نظراتها بحشد من رجال الأمن على جانب الطريق و بينهم ياسر الذي كان حبيبا لها؛يعطي أوامره لمرؤوسيه.اقتربت من مكان وجوده و رفعت الوشاح الثوري ملوحة به؛علها تفوز منه بتدخل لصالح والدها.خرجت عن سياق المسيرة فأرغمها شرطي على التراجع.تحدت و سارت في اتجاه ياسر.أخرج المنديل من جيبه و رماه في اتجاهها على الأرض.

أصابتها رصاصة الصدمة و أعقبتها رصاصة حارس شخصي له فأردتاها قتيلة.

استفاقت من نومها؛أخذت ورقة و قلما و كتبت : ياسر؟الذي كنت حبيبا لي،أعانك الله في مهنتك الجديدة.سأبقى أصدح في المسيرات ، أنشد الإصلاح البعيد.و سأكتفي بحب والدي.في أسوإ الأحوال؛إذا استخدمتم الهراوات لتفريق المحتجين فاعتبرني كأيها الناس و سأسامحك من أعماق قلبي..

أسرة إلهام متوسطة الحال و لكنها معرضة لشظايا الفقر بسبب ديون الوالد الذي كان أسيرا بين حبال شركات القروض،معرض لحجز الممتلكات القليلة و معرض للإكراه البدني فالسجن.

نالت شهادة الليصانص فتجند والدها و والدتها للبحث وراءها عن وظيفة.كانوا مهيئين لدفع الرشوة من أجل توظيف ابنتهم الوحيدة.ليس المال موجودا و لكنهم سيتدبرون أمره عندما يقف الباب على الرتاج.

باعت الأسرة بعض حاجياتها و لكنها لم تصل إلى أين.اضطرت للسكن في حي عشوائي عند مدخل مدينة النحاس.

اشتغلت إلهام هنا و هناك؛تكرفصت كثيرا.كان أملها في العثور على وظيفة يجعلها تهضم لعنة الحياة و مرارتها..آخر ما تفتقت به قريحة التشغيل هو اشتغالها مع شركة للنظافة في أحد المستشفيات الكبيرة.اضطرت إلى ممارسة السمسرة في طلبات المرضى مثلها مثل باقي الموظفين و مستخدمي شركات التفويض .

مستشفى هويته هي خدمة المريض و لكنه بالأحرى غابة من الذئاب؛كل شيء مباح و معد للبيع من المساء إلى الصباح.بدءا من جسدها الفتي الذي يحمل الروح المتكسرة.دارت بها السيدة طامو لتقدمها فريسة إلى الذئب الكبير المهووس بامتطاء صهوة جسد الفتيات ما طهر منه و ما فسد.

استغلت نصف ساعة المخصصة لوجبة الغذاء و عادت بها الذكريات إلى صديقها ياسر؛كانا يقسمان أضخم الأيمان بأن لا أحد سيفرقهما إلا ملك الموت.صارت الذكرى ممزوجة بالخجل من النفس؛لأن الحب ليس سيد نفسه حتى يقرر مصيره السعيد بنفسه.

تذكرت بتقزز داخلي:

-كيف أهداها وشاحا أحمر مرسومة عليه صورة تشي غيفارا

-كيف تعلمت التطريز و نسجت له منديلا أحمر اللون قانيه

-كيف كتب شعرا متلاطما يمدحها فيه

-كيف ودعته ليسافر من أجل التدريب لممارسة مهنته الجديدة داخل الأمن

.....

عادت إلى العمل داخل المصلحة؛العمل الطبي يشوبه الإستعراض في مختلف الأشكال؛استعراض جسدي،استعراض اجتماعي،استعراض تجاري،استعراض مؤخراتي يصيب بعض الرجال المتلهفين إلى رسالة سليمان في مقتل..و المرضى ما هم في مستشفى، هم في عالم لا يفهمونه و لا يفهمهم؛يطلبون خدماته بنوع من الإذلال أمام الذي يساوي و الذي لا يساوي.

حام حولها –الشاف-يستعرض شافيته.ابتسمت في وجهه.حكى لها نكتة من تحت الحزام فتظاهرت بالضحك.سيحكي النكات و النكات لكل الجميلات لأنه مثل طامو ؛دائما في خدمة كبير الذئاب.غمزته و ضربته بمطلب يوم عطلة ليوم الغذ فوافق.

توقفت في الساحة التي سينطلق منها الإحتجاج السلمي قبل السابعة مساءا بنصف ساعة.راقبت مختلف الناس؛كل واحد يلعب دوره؛ما يسمون بالبلاطجة يلعبون دورهم و الكلاب الضالة حتى هي تلعب دورها.الحناش يلعبون حتى هم أدوارهم؛وقع بصرها على شرطي بزي مدني رفقة زميله.أيام حلقات الجامعة سبق أن قال لها : آتكادي لان... نظر إليها نظرة طارئة متوجها رفقة زميله لإلى مقهى مجاور بدأت تتجمع فيه طلائع المشاركين في مسيرة الإحتجاج.

انطلقت المسيرة بشعارات ضد الفساد و الظلم و الإستبداد و استقلال القضاء ...ردت عن رنين الهاتف؛أخبرتها والدتها بأن والدها تم القبض عليه..أدمعت عيناها و اقتنعت بأنه لا حب حقيقي إلا حب الوالدين الذين يهبان لأبنائهما كل شيء دون تغني.

اصطدمت نظراتها بحشد من رجال الأمن على جانب الطريق و بينهم ياسر الذي كان حبيبا لها؛يعطي أوامره لمرؤوسيه.اقتربت من مكان وجوده و رفعت الوشاح الثوري ملوحة به؛علها تفوز منه بتدخل لصالح والدها.خرجت عن سياق المسيرة فأرغمها شرطي على التراجع.تحدت و سارت في اتجاه ياسر.أخرج المنديل من جيبه و رماه في اتجاهها على الأرض.

أصابتها رصاصة الصدمة و أعقبتها رصاصة حارس شخصي له فأردتاها قتيلة.

استفاقت من نومها؛أخذت ورقة و قلما و كتبت : ياسر؟الذي كنت حبيبا لي،أعانك الله في مهنتك الجديدة.سأبقى أصدح في المسيرات ، أنشد الإصلاح البعيد.و سأكتفي بحب والدي.في أسوإ الأحوال؛إذا استخدمتم الهراوات لتفريق المحتجين فاعتبرني كأيها الناس و سأسامحك من أعماق قلبي..





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !