.....يا منيةَ النفس ما نفسي بناجية وقد عصفتِ بها نأياً وهجرانا
.....أضنيتِ أسوانَ ما ترقا مدامعهُ وهجتِ فوق حشايا السهد حيرانا
.....يبيت يُودِع سمعَ الليل عاطفةً ضاق النهار بها ستراً وكتمانا
.....هل تذكرين بشطّ النيل مجلسنا نشكو هوانا فنفنَى في شكاوانا
.....تنساب في همسات الماء أنّتنا وتستثير سكونَ النهر نجوانا
.....وحولنا الليل يطوي في غلائله وتحت أعطافه نشوى ونشوانا
.....لم يشهد الرافدُ الفضيُّ قبلهما إلفين ذابا تباريحاً وأشجانا
.....نكاد من بهجة اللقيا ونشوتها نرى الدُّنا أيكةً والدّهر بستانا
.....ونحسب الكون عش اثنين يجمعنا والماءَ صهباءَ والأنسامَ ألحانا
.....لم نعتنق والهوى يغري جوانحنا وكم تعانقَ روحانا وقلبانا
.....نُغضي حياءً ونغضي عفة وتقى إن الحياء ثياب الحب مُذْ كانا
.....ثم انثنينا وما زال الغليلُ لظى والوجدُ محتدما والشوقُ ظمآنا
الأبيات الثلاثة الأخيرة هي شكل الحب البريئ الطاهر في زمن ولى ولم يعد والآن لا تجد إنسانا يحب هكذا ولكن المادة طغت والروح تضاءلت والبراءة احتضرت إلا ما ندر....ورغم أن هذا الشاعر كان في ذلك الزمن الماضي موصوفا بالجرأة وقلة الحياء لمجرد أنه قابل محبوبته لأن المجتمع كان محافظا إلى حد بعيد إلا أنه مع ذلك أكثر حياء من فتيان وفتيات الحاضر وبالطبع قد أفقدهم هذا التطور كثيرا من روعة الإحساس الحقيقي بالحب والمشاعر الجميلة الروحية الطاهرة وأصبحت المشاعر نقودا ورغبة وجرأة وتحرشا ....هل تعرف التحرش؟........ يا متحرش!!!
التعليقات (0)