قد لا نبتعد كثيرا عن جادة الصواب إذا قلنا أن موقع مدونات إيلاف يعد الموقع المتنفس الأكثر استكمالا لاشتراطات الحرية والتعددية والممارسة الواعية للديمقراطية الفكرية والمتميز بإتاحته أعلى درجات الانفتاح على طيف واسع جداً من الأفكار والأطروحات التي تتأرجح ما بين مدى عريض جداً من المواقف الأقرب إلى التناقض حيناً والى التطرف أحيانا أخرى كثيرة..
ورغم هذا التنوع فمن السهولة تلمس ذلك الحس المرهف بالإنسانية والوعي الراقي والقدرة على التأثير الذي يمكن أن نصف به" بعض" الأساتذة كتاب الموقع الكرام. و تبنيهم الكامل لأهداف الموقع في نشر الثقافة الحداثوية التي تشترك في تقديس الإنسان كهدف أسمى وغاية نهائية مطلقة.
مما جمع كل هذه الأفكار المتضادة والرؤى المتنافرة في بودقة أساسها موقع إيلاف كمنبر للحوار والرأي الحر واحترام الآخر وإشاعة القيم النبيلة والأخلاق الرفيعة السامية المعطرة لسطور اغلب الكتابات والتي دمغت الموقع بطابعها المتفرد والنادر والمتميز ضمن خارطة الإعلام العربي المعاصر..
وحباً وغيرةً على موقعنا العزيز أجرؤ على التنويه إلى أن بعض التعقيبات التي تذيل المواضيع المنشورة في الموقع تكون اقرب إلى التقريع منها إلى التعليق ..وكثيرا منها يبدو وكأنه رد فعل مبالغ به ناتج عن قراءة سيئة ومتعجلة للموضوع قد تتجاوزه وتحيد عنه..أو أنها مبنية على سوء ظن مسبق ومبيت بالكاتب أو على وجهة نظر مطروحة في مقالات سابقة ما زالت قابعة في ذهن السيد المتصدي للتعليق.
والأكثر إزعاجا هو التعليقات التي تمس شخص الكاتب وتحاول الحط من قدره بتسفيه آرائه وتقليل مكانته ونعته بنعوت لا تتعلق لا من بعيد ولا من ابعد بالموضوع..فنسمع من حين لآخر عبارات مثل العمالة والخيانة والتملق أو الجهل أو الإقصاء أو العدائية أو التخلف أو"التصهين"أو"التأسلم" على كاتب جاءنا بسطوره وكلماته بضاعة خالصة مزجية ويقدم لنا عصارة جهده وفكره ويزينه وينمقه ويطرحه أمامنا هنيئا مريئا .
وهذه الفوضى أصبحت ساحة خصبة لنمو نوع من الشللية الفكرية الذي نلاحظه بتكرار أسماء المعلقين المؤيدين لكتابات كاتب معين دون آخر وبأسلوب الهتاف والتصفيق والتهليل..وأعد..أعد وتاني يا ست..كنوع من التبادلية والمنفعية الظاهرة بفجاجة من خلال تبادل الأدوار بين الكاتب والمعلق..وظهور البعض الذي يستجدي تضخيم الذات بالتعكز والاتكاء على أسماء ونصوص واعدة ذما أو مدحا متوسلا إضافة بضعة سنتيمترات على قامته واستجلاب التعليق عنوة من خلال المناكفة والتحرش بأفكار أو قامات يرضي غرورنا أن نستظل بفيئها أو أن نخرج يوما من تحت معطفها.. أو التعليق بناء على تعليق اسبق دون المرور حتى لإلقاء التحية على الموضوع الأصلي.
ومن المؤسف نمو ظاهرة التراشق بالمقالات بين بعض سالكي درب الحق ونشوء روح قطيعية استقطابية أجرؤ على الادعاء –وأرجو صادقاً أن أكون خاطئاً-بأنها تأخذ طابعاً شخصانيأ أكثر من كونها تلاقح أفكار ورؤى كما نتمنى لها أن تكون.
أدعو أساتذتي كتاب الموقع الكرام..والسادة الأفاضل المتصدين للتعليق واثقاً ومعتمداً على كرم أخلاق وسعة صدر الجميع, أن يراعوا نوعية وتفرد موقعنا العزيز وعدم نقل بعض التقاليد البائسة التي تمارس في المنتديات والمواقع الأخرى إلى موقعنا.تأكيداً لمبدأ حرية التعبير ولترسيخ وإدامة التواصل بين الكتاب الكرام وقرائهم.وحفاظا على روح الحوار والحرية التي هي مصدر فخر لكل من يكتب أو يعلق أو يقرأ في هذا الموقع الكريم.
التعليقات (0)