حاولت كثيرا ...(تسالي رمضان)

كان لدي في الماضي البعيد  سيارة أصابتها جميع الأمراض في الساقين والوجه والقلب والبنكرياس والجهاز الهضمي (الكاربوريتور) والمخ (الموزع الكهربائي) والمصران الغليظ (ماسورة العادم) أو الشكمان كما يسميه المصريون وعندها خشونة في الركب (العفشة) أو جهاز التعليق وتلبس حذاء باليا (العجلات) أو الدواليب كما يسميها أهل الشام ويمكنك النظر إلى الأرض من تحت قدميك من فتحة في أسفل عجلة القيادة أحدثتها البارومة...المهم أنها كانت عجوزا شمطاء من مواليد 1965 ولم يعد من الواجب أن تلبس الحجاب لأنها صارت من المسموح لهن بالسفور في غير تبرج لأنهن لا يرتجين الزواج ...حاولت أن أجددها فنصحني السمكري والميكانيكي أن أوفر نقودي فهي لا تستحق الإصلاح ولا ينفع معها الإصلاح ....أكرمني الله بعدها بسيارة أحدث من مواليد 1979 عاشت معي زمنا ثم ودعت الحياة في 1997 فآثرت أن أظل بعدها أعزبا حتى الآن وفاء لهذه المحبوبة المخلصة وقلت أن الحياة بدون سيارة مقلقة خير من امتلاك سيارة أعمل عندها ولا تصلح لخدمتي ولا تقوى على حملي مسافة دون أن تتوقف معلنة اعتصاما لا أستطيع فضه