حان الوقت لكي نستيقظ ....!
نحن نعيش اليوم في زمن سريع التغير والتقلب ملىء بمختلف الأفكار والخطط والأساليب النكراء ..في منطقة تعاني من عدم الاستقرار والانقسام والتشظي.. فنوشك ان نرى الدين الاسلامي الحنيف وقد اصبح في مرمى سهام الارهاب الغربي والصهيوني.. فمنذ ان اصدر الكاتب البريطاني سىء الصيت سلمان رشدي كتابه ( ايات شيطانيه) عام 1988 حيث تسبب في تفجر الاحتجاجات في العالمين العربي والاسلامي واصدار بعض المرجعيات الدينيه فتاوى باهدار دم الكاتب وما رافق ذلك من تشنج للعلاقات بين دول العالم الاسلامي وبعض دول العالم الغربي... وما كادت الامور تهدأ حتى فوجئنا بالرسوم الكارتونيه لرسام لم يسمع به احد من قبل..حتى اصبح بعد ذلك اشهر من نار على علم ..ثم تلاه موضوع القس تيري جونز وهو من هدد بحرق نسخ من القران الكريم في كنيسته..ولا ادري كيف لهذا ان يكون قسا..؟ فمن لا يحترم ديانات الاخرين لا يحترم ديانته.. والان نفاجىء بالفلم الامريكي (براءة المسلمين) والذي تعاون على انتاجه في امريكا مجموعة من الاقباط المهاجرين في محاولة لاشعال الفتنه في مصر واخرجه الاسرائيلي سام باسيلي من حملة الجنسيه الامريكيه.. وداعمه القس تيري جونز. كلف انتاج الفلم خمسة ملايين دولار و تبلغ مدة عرضه ساعتين وعرض منه على اليو تيوب اربعة عشر دقيقه فقط وبحسب قول المخرج باسيلي فقد ساهم بتمويله اكثر من مائة يهودي..
ومن يشاهد الفيلم لن يجد فيه أي تميز علمي او فني او ابداعي باستثناء الاساءة الى شخص الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم..واصبحت هذه المجموعه من المنحرفين الذين شاركوا في تمثيل الفيلم او اخراجه او تمويله من الاسماء المشهورة التي تتردد على اجهزة الاعلام وفي الصحف والمجلات.. وتسبب هذا في احتجاجات شعبيه ورسميه شملت العالم الإسلامي من اقصاه الى اقصاه تخللتها اعمال عنف راح ضحيتها بعض المسلمين الابرياء..كما تسببت الاحتجاجات في بعض البلدان الى قتل بعض الشخصيات الدبلوماسيه بسبب فورة الغضب الجاهيريه العارمه كما حدث في ليبيا..الامر الذي ادى الى احتجاج بعض الدول الغربية وعلى رأسها امريكا واعتبروا هذا العمل تطرفا وارهاب.. متناسين بان القوانين الطبيعية للكون لا يمكن تغييرها وهي ( ان لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه ).. وان ردود الافعال الجماهيريه هذه لحد الان لم ترتقي الى مستوى الفعل الذي تعرض الى اقدس مقدسات المسلمين المتمثله في سخصية الرسول الكريم..وبالرغم من اننا لا نؤيد العنف والتطرف والقتل.. لكن هذه شعوب طعنت في مقدساتها ...!وكان الأجدر بالحكومات الغربيه المتعاقبه ان توجد حلا منذ الحادثة الاولى (سلمان رشدي) وذلك باصدار قوانين او تشريعات تحد من الحريات الشخصيه بما لا يسمح بالتجاوز على المقدسات الدينيه.. اليس هذا استهانه بمشاعر ومقدسات الاخرين...؟
فلو ان احدا ناقش او شكك في موضوع محرقة اليهود في المانيا ايام هتلر لقامت الدنيا ولم تقعد ولاعتبر ذلك من الجرائم الكبرى..كما لو ان كنيسة في اقصى الارض تعرضت الى عمليات هدم وتخريب (كما يحصل اليوم لاضرحة المسلمين في( تمبكتو) من عبث وحرق للتراث الاسلامي على ايدي مجموعة من المجرمين ) لتناخى اعضاء مجلس الامن في المنظمه الدوليه ولتدافعوا بالمناكب من اجل الاسراع في عقد الاجتماعات واتخاذ القرارات الرادعه وخلال 24 ساعه..لكن الامر هنا مختلف.. بالرغم من ان هذه الاثار مدرجه ضمن الثراث الانساني العالمي والامم المتحده مسؤؤلة عنها بشكل مباشر..!لكن عملية استخدام الوقت لتحقيق الاهداف تعلمناها كعرب من تجاربنا السابقه في حروبنا مع اسرائيل..فعندما يكون الامر ليس لصالحها يوقف اطلاق النار فورا..او يترك الموضوع لمدة شهر او يزيد لتاخذ اسرائيل راحتها في القتل والتدمير على امل ان تحقق نصرا عسكريا كما حصل في حرب تموز في لبنان وفي الاعتداء على غزه .
فما هو موقف الامم المتحده من الاساءه الى الرسول محمد (ص) بالرغم من تكرار ذلك..؟ ناهيك عن جامعة الدول العربيه التي اصبحت اليوم حلقه زائده.. فبدلا من ان تجمع العرب راحت تفرقهم وتستمد شرعيتها من رضا امريكا والدول الكبرى..!
اذن.. الموضوع ليس بهذه البساطة.. ولن ينتهي بالرسوم الكارتونيه او فلم براءة المسلمين..! لقد اعلنت الحرب على الاسلام باسم الحرب على الارهاب..وان هناك قوى خفيه عدوه للاسلام وعدوه للاديان تعمل في خدمة الصهيونيه من اجل تحقيق وصية ثيودور هرتزل( انتم الاسرائيليون لايجب ان تشعروا بالشفقه حتى تقضوا على عدوكم ولا عطف ولا رثاء حتى ننتهي من ابادة ما يسمى بالحضاره الاسلاميه التي سنبني على انقاضها حضارتنا ..) .
وسيواجه المسلمون الكثير من القضايا الكبرى التي لم تخطر لهم على بال والتي قد تؤدي بهم الى التفرق والانقسام في محاولة لصرف انظار الشعوب عن مشاكلهم الحقيقيه وتطلعاتهم مما يزيد من مبررات تدخل الدول الكبرى في شؤؤنهم الداخليه وبشكل مباشر.
انتبهوا يا مسلمون... فقد طفح الكيل وانتم منقسمون..واصبح التعرض للمقدسات الاسلاميه مغنما للفاشلين وطالبي الشهره والمنحرفين.. الذين تحركهم ارادات سياسيه وصهيونيه بهدف النيل من وحدتكم والاساءة الى رموزكم الدينيه في مخطط معد ومحكم لبث الفرقة بين صفوفكم.. بعد ان تيقن العالم الغربي بان الوقت قد تغير وان الاسلام سيحكم العالم.. وهذا ما اكده الفلم الكندي الذي نشر على الانترنيت والذي هو بمثابة تحذير الى دول اوروبا وامريكا من خلال ما يقدمه من حقائق علميه وارقام عن تغير الخصائص السكانيه للعالم ويستنهضهم للتحرك بسرعه..واعترفوا بان الثقافه العالميه التي سيرثها ابناؤهم ستكون مختلفه عما هي عليه اليوم..
وطبقا للابحاث وحتى تستطيع اية حضاره ان تبقى لاكثر من 25 عاما يجب ان يكون معدل تكاثر سكانها لا يقل عن 2,11واي معدل اقل من هذا سيؤدي الى تقلص هذه الحضاره.. ويقول الفلم (وبالرجوع الى التاريخ لم تستطع اية حضاره البقاء بمعدل تكاثر مقداره 1,9 وهذا يعني الموت المؤكد للحضاره لانها ستحتاج الى من 80 الى 100 عام لتصحيح عيوبها .. ولا يوجد أي نظام يستطيع ان يصمد كل هذه المده وبكلمات اخرى.. عندما ينجب زوجان طفل واحد فان عدد الاطفال يساوي نصف عدد الاباء.. وعندما ينجب كل زوج من هؤلاء الابناء طفل واحد فان عدد الاطفال يصبح ربع عدد الاجداد.. وعندما يتقلص عدد السكان تتقلص معه الحضاره.. وفي عام 2007 بلغت معدل الزياده الطبيعيه في فرنسا1,8 وانجلترا 1,6 واليونان 1,3 والمانيا 1,3 وايطاليا 1,2 واسبانيا 1,1 والابحاث التاريخيه تخبرنا ان هذه الارقام يستحيل عكسها خلال سنوات قليله.. وبالرغم من ذلك نجد ان التعداد السكاني في اوربا لا ينقص.. لماذا..؟ الجواب.. الهجره الاسلاميه ..!
فمن بين مجموع الزيادات السكانيه في اوروبا كلها منذ عام 1990يظهر لنا ان 90% من هذه الزيادات سببها الهجره الاسلاميه.
ويشير الفلم الكندي الى ان 30% من الاطفال بين سن 20 سنه فاقل مسلمون.. وفي المدن الكبرى لفرنسا مثل باريس/ نيس / مارسي هذا الرقم وصل الى 45% .ويقول الفلم في عام 2027 سيكون من بين كل 5 فرنسيين واحد مسلما .
وخلال ال 30 عام الماضيه التعداد السكاني للمسلمين في بريطانيا ارتفع من 82000 الى 2,5 مليون نسمه أي بزيادة مقدارها 30 ضعفا .. في هولندا 50% من المواليد مسلمون .. وخلال 15 عام سيصبح نصف عدد سكان هولاندا مسلمون.. وفي روسيا هناك 23 مليون مسلم أي واحد من بين كل خمسة روسيين..
25% من سكان بلجيكا الحاليين مسلمون .. وان 50% من المواليد من المسلمين ..وقد صرحت حكومة بلجيكا بان واحدا من بين كل 3 اطفال اوربيين سينتمي الى عائله مسلمه في عام 2025 ..
وكانت الحكومه الالمانيه اول من تحدث عن هذا الموضوع علانية.. وصرحت مؤخرا بان النقص في التعداد السكاني الالماني لا يمكن ايقافه الان.. لقد خرج الامر عن السيطره كما يذكر الفلم وان المانيا ستكون دولة اسلاميه بحلول عام 2050 وان عدد المسلمين في اوروبا سيصل خلال 20 عاما الى 104 مليون نسمه .
وما بين 2001 و2006 زاد التعداد السكاني لكندا بمقدار 1,6 مليون نسمه أي ان مليون نسمه من الزياده كانت بسبب الهجره..
وفي الولايات المتحده كان هناك 100 الف مسلم عام 1970 واليوم اكثر من تسع ملايين مسلم ..
ويحذر الفلم ((بان العالم قد تغير .. وحان الوقت لكي نستيقظ... وان العالم الذي نعيش فيه لن يكون نفسه العالم الذي سيعيش فيه ابناؤنا واحفادنا)) .
وقد صرحت الكنيسة الكاثوليكيه مؤخرا(( بان عدد المسلمين تجاوز الحدود وان الدراسات تبين انه اذا حافظ الاسلام على معدل انتشاره الحالي فانه سيكون الدين الحاكم في العالم كله.. وانهم يحذرون من هذه الحقائق ويدعون امريكا للتصرف بسرعه )) .
اذن على القيادات الدينيه الكريمه في العالم الاسلامي ان تعي الموقف تجاه هذه المعطيات وان تكون بمستوى المرحله القادمه وان تعمل جاهدة على عدم تضييع الفرصه والالتفات الى ما يوحد صفوف المسلمين والابتعاد عن التناحر الطائفي والذي هو بذرة من بذور اعداء الدين الاسلامي من اجل شق الصفوف واشغال المسلمين عن الاهداف الحقيقيه وان المسؤؤليه في هذا المجال ليست بالامر الهين.. وان شخصية الرسول محمد (ص) لن ينال منها هذا النكره او ذاك.. فهذا رسول الله الذي اختاره من بين سائر البشر ليحمل رسالته الى الناس اجمعين .. ونطالب القيادات الدينيه التي انشغلت بالسياسه ان تتخذ مواقف شجاعه باتجاه الضغط على القيادات السياسيه لتحديد المواقف من الدول الغربيه التي ترعى الارهاب الديني من خلال مشروع عربي اسلامي موحد قادر على مواجهة المخططات المشبوهه ..
كما ان علينا ان ندرك بان المعركه ليست عاديه.. بل هي معركه مع قوى روحيه وفكريه تعمل في الظلام وتسيطر على معظم هؤلاء الذين يشغلون المراكز القياديه في العالم ....! طارق محسن حمادي نشر في جريدة الزمان العدد/4316 في 29/9/2012
التعليقات (0)