مواضيع اليوم

حامل المحمول عنه مسؤول

رأفت الظاهر طه

2010-03-25 21:39:34

0

حامِـل المحمُـول عـنهُ مَسـؤولْ

تعددت وسائل الاتصال و حتى وسائل الاكل  و طُرق تناول المشروبات ... و نحن نعرف اننا جميعا الا من رحم ربي مُستهلك شاطر و فعال و مُنتج عربي كسول ... يشتري ما يُعجبه و يأكل على ذوقه و يلبس على ذوق الاخرين كالاصدقاء و الاقارب مثلا و يشرب عندما يعطش و قليلا ما يستشير احدا ماذا يشرب و اذا قصد شراب من هنا او هناك فأصلا يختبأ الا اذا كان ممن ينطبق عليهم القول (اذ لم تستحي فأفعل ما شأت).

من هُنا أنطلقُ الى حيث وصلنا اليوم ...إننا وصلنا الى المجهول تقريبا و لعل ما أوصلنا لهذا المجهول هو غياب المسؤولية و المساءلة و فقدان المعرفة و المعلومة و حتى ان توفرا فتبقى المُصيبة في الية استخدامهما او الاستفادة او حتى الانتفاع منهما ... و بنفس الوقت و بالمقارنة البسيطة كيف رنــــة هـــــاتف خلوي بصوت مطرب ساقط ستجعل من حامل الهاتف شخصية رفيعه و مسؤولة ... كيف شعب كشعبي الفلسطيني الذي يُعاني الاحتلال و الحصار سينتصر و يقيم الدولة و شبابه و شاباته قد ضبطوا نغمة رنـــــة المكالـــمة الواردة خاصتهم  لتكون النشيد الوطني لاسبانيا او البرازيل او انجلنترا و هل يفهمونه أصلا و يعرفون معناه و خفاياه!! هذا ما نسمع و نرى و الله أعلم  ايضا ماذا بداخلها من مسلسلات و متفجرات و فيديو و رسائل...؟؟؟ و حتى لم نفكر لحظة واحدة بان الخلوي الذي نحمل و نتصرف به هو بهذه الصورة!! فأين نحن منها؟ و أين تضيع أعمارنا و دراستنا:

 و على ما يبدو فقط أخذنا الخلوي و أخلينا مسؤولياتنا الاجتماعية و الاخلاقية و و و حتى لم نعد نحترم من يسيرون او يدرسون معنا او يجالسون اباءنا في بيتنا مثلا و ندردش مع الخلوي اكثر من الضيف او الاستاذ الذي يلقي مُحاضرة ... و أصبحنا ننتظر لحظة الانطلاق بالحافلة الى نابلس مثلا او العودة منها لنصنع منها لحظات الطرب و تشغيل الاغاني و الرنات الهابطة  و النشيد الوطني للصين و اليابان و أين نحن من الصاد و الياء؟؟؟ و هذه النغمات المجنونه لا تحترم اصلا سائقا (ان كان لا يملك نغمة) او أمرأة او حجة في الثمانينات من العُمر و هي في طريق عودتها من المشفى؟! و يا ليت نستثمر من الخلويات و الهواتف النقالة و نستخدمها للحظات ضرورية قد تنقذنا من الموت لا سمح الله فمثلا نعلم ان احد المواطنين الكنديين برسالة صغيرة نجا من موت مُحقق بزلزال هاييتي!! و الذي كان هاتفه الخلوي من النوع العادي البسيط و هو مواطن كندي!!

و لكن نحن نحب الرنه الغريبة الغربية و الأجهزة الخلوية الغريبة و ننفق عليها الكثير و القليل بل قد نتغيب عن المدرسة او الجامعه و قد نترك البيت و لا نعود إليه الا عند توفير رب الأسرة هذا الجهاز و بطريقته الخاصة في العمل(في الباطون - في المزرعه - في السوق ...) او من راتبه الخاص او من مستحقات الاسرة و مساعدتها و لا نقبل او نوافق على الخلوي الخاص بنا الا اذا كان من هذا النوع تحديدا و إلا فإما ترك الجامعه أو المدرسة مثلا او الانتحار!!

في النهاية ... لست ضد الخلوي بل كيف و انا استخدم الجوال او الهاتف الخلوي منذ عشر سنوات على الأقل ... نحن جميعا ضد الاستخدام الخاطئ لهذا الخلوي و ضد من يضبطون الرنات الساقطة و يضعون النشيد الوطني لدولة اجنبية غربية او لاتينية و ينسون ان هناك فلسطين مثلا و هناك النشيد الوطني الفلسطيني ... والله ان مواطني بعض دول العالم لا يعرفون بعض الدول العربية و تحديدا "فلسطين" و البعض الاخر يتعمد ان لا يعرفها حتى يحبطك كفلسطيني و يُشعرك بانك لا شيء فكيف نقبل لانفسنا هذا العار ... و نحن حتى ننسى ان هناك ما هو أهم و ما معنى كلمة خلوي و التي أصبح معناها في العالم الحديث أن تخلي هذه المدينة من سكانها ... جهازك الخلوي ... هاتفك النقال ... قد يُذكر بها و يحميها:

في هذا الموضوع الكل يعرف: فأنا لا اريد ان اكتب عن الارقام و الحقائق و الصفقات السياسية و الاقتصادية التي تتعلق بالعالم العربي بشكل عام و بفلسطين بشكل خاص و التي أحدثها ما يُسمى بالنقال و الخلوي ... و يا ريت نتذكر نشيد موطني و نشيد فلسطين و نشيد عكا و بيسان و جبل النار ... يا ريت ان نصحو لحظة و يا ريت يكون خلافنا سببا بسيطا في اتفاقنا... دُمتم.

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !