الكاتب الأمريكي توماس هولوويل أكد الكاتب الأمريكي توماس هولوويل الذي ألف مؤخرا كتابا حول الجحيم الذي يعانيه أسرى الحرب المغاربة في معتقلات «البوليساريو» أن الضجة الإعلامية حول حالة أميناتو حيدر لا ينبغي أن تحجب المعاناة وانتهاكات حقوق الإنسان التي يعاني منها منذ أزيد من 30 سنة السكان الصحراويون المحتجزين في مخيمات تيندوف بالجزائر.
وتأسف توماس هولوويل صاحب مؤلف «أترو ستوري أوف أ فورغوتن وور إن ذو صحراء ديزرت أوف موروكو» «قصة حقيقية لحرب منسية في صحراء المغرب» في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بالقول : إنه عار أن تقوم حيدر بإضراب عن الطعام لإسماع صوتها في حين يعاني عشرات الآلاف من الأشخاص في مخيمات تندوف من إنكار حرية التعبير .
وأبرز أنه من المتناقض كون حيدر تحظى بحرية التنقل وتتوفر على جواز سفر مغربي وتسافر حيث تريد في حين أن هذه الساكنة مجبرة على البقاء محاصرة في مخيمات حيث حرية التنقل منعدمة ، وأضاف «أعتقد أنه لو كان هؤلاء الأشخاص يتمتعون من حرية التنقل ذاتها على غرار حيدر فإنهم لن يتأخروا في إطلاع العالم بأسره على حقيقة الوضع الإنساني» في مخيمات تندوف, بالتراب الجزائري.
وقال السيد هولوويل الذي يرصد مؤلفه التاريخ المنسي والظروف اللاإنسانية التي عاشها أسرى حرب مغاربة سابقين في معتقلات «البوليساريو» وكيف تم تعذيبهم واستعبادهم والعمل الشاق الذي أجبروا على القيام به لعقود ، «كنت أحبذ أن تسلط هذه القضية الضوء على معاناة الساكنة في مخيمات تندوف حيث صوت العديد من الأشخاص يستحق أن يسمع». ويستعرض كتاب هولوويل التاريخ الحقيقي لطبيب مغربي منحدر من فاس هو عز الدين بنمنصور الذي أسره البوليساريو في24 غشت1979 حين كان يقوم بخدمته العسكرية بالبويرات.
وبذلك قبع بنمنصور في سجون البوليساريو مدة25 سنة تعرض خلالها لشتى أنواع المهانة والتعذيب والحرمان إلى غاية إطلاق سراحه في شتنبر سنة2003 على غرار أسرى حرب مغاربة آخرين تحت ضغط المنتظم الدولي ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.
وأشار توماس هولوويل إلى أن «ذلك يعد وجها خفيا لهذا النزاع الذي أردت التعرف عليه أكثر وكشفه للآخرين» معبرا عن خيبة أمله في أن تبقى حقيقة هذا النزاع والتاريخ المأساوي لأسرى الحرب المغاربة القدامى غير معروفة بالقدر الكافي لدى الرأي العام خاصة بالولايات المتحدة. وفي معرض تطرقه من جانب آخر لمستقبل جهة الصحراء أوضح هولوويل أن مستقبل هذه المنطقة لن يكون ولا يمكن أن يكون إلا مع المغرب مسجلا في هذا الصدد أنه خلافا لما تحاول ترويجه بعض الأطراف فإن البوليساريو أبعد من أن تكون «ديموقراطية وتحترم حقوق الإنسان».
وقال «لقد زرت الأقاليم الجنوبية بجهة الصحراء في العديد من المناسبات ولاحظت أن المغرب حقق بها منجزات متميزة خاصة في ما يتعلق بالبنى التحتية» واصفا سيادة المغرب على هذا الجزء من المملكة بأنها «لا محيد عنها» بالنظر إلى الروابط التاريخية الجلية والعلاقات السوسيوثقافية التي نسجها سكان هذه المنطقة عبر الزمان مع باقي مناطق البلاد. وأشار الكاتب الأمريكي بذلك إلى أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب يشكل إطارا نموذجيا لتمكين الصحراويين من تدبير شؤونهم المحلية في إطار سيادة المغرب مؤكدا أنه مقتنع بشكل كبير أن المغرب يسير على الطريق الصحيح لتفعيل مخططه للحكم الذاتي بالمنطقة.
التعليقات (0)