رئيس مصر القادم سوف يفكر كثيرا قبل اتخاذ القرار لأنه سوف يضع رغبة الشعب في أول محددات القرار ..لأن الثورة على مبارك (لأنه كان ديكتاتورا) كانت جارفة مثل تسونامي نسف كل ترتيباته وحكومته وتخطيطه...لأن سياسته لم تكن خالصة في صالح الشعب وإنما كانت مركزة على مصلحة ولده ونظام حكمه....ولذلك فإن الثورة ضده لم يكن في استطاعة أي حاكم أو نظام أن يقف ضدها أو يوقفها ...والآن قد أصبح شعب مصر ولأول مرة في تاريخه الذي نعرفه هو صاحب السلطة ومشرع وجود الحاكم ...وصارت ميادين مصر العامة هي منابر مجالسه الشعبية الحقيقية منها تخرج القرارات وتعرف المطالب ..وطبعا سوف يتمرس الشعب كله على القيادة وتتوحد مطالبه في الهام منها أولا وسوف تتجه مع الوقت إلى التحديد والصالح العام ......ولا نحاسب الثورة أو الثوار في الوقت الحاضر على فوضى المطالب وتداخلها وعدم وضوحها وبعدها عن الخطوات المنظمة والمحددة لأن تجربة حكم الشعب لنفسه جديدة ولم يمارسها من قبل ...وإن آراء خبرائها وعلمائها الشباب من الداخل والخارج لم تنل حظها من الدراسة العملية.... ولم يحصل الثوار بقادتهم الذين سرعان ما يأخذوا مقاعدهم في السلطة حتى الآن على شيئ من السلطة الرسمية...ولم تستلم أعضاء الحكومة الجديدة المفترضة مقاليد الحكم... ولم تنظم اجتماعاتها ....وسوف يستغرق ذلك وقتا مسموحا به والأمل كبير في تحقيق أهداف الشعب المصري الصابر إن شاء الله ...ونحن لا تخيفنا المشادات الطبيعية التي تحدث على الساحة لأن الشعب أثبت في أول أيام الثورة أنه شعب حضاري سبق القادة ورؤساء الأحزاب في الفهم للسياسة والاقتصاد وأصول الثورات البيضاء ...لا خوف إن شاء الله على الشعب المصري
التعليقات (0)