الأمة الإسلامية لم تعد في حاجة لقراءة القرآن المجيد لمجرد القراءة و التبرك واستعماله "حرزا للتحصين " حتى صار حالها حال الحمار الذي يحمل أسفارا ، فيرهق بالحمل و لا ينتفع بمضمون الحمل الذي يمثل "أ
نوارا و موازين قسط و عدل و رحمة" تهب المؤمن بها القدرة الخارقة على الفعل الحضاري المثمر و النافع لجميع الخلق و قيادة مسيرة الشعوب نحو الخير و التعارف و التكامل و التعاون و تحقيق أرقى درجات الرفاهية و الأمن و الاستقرار و الفعل المبدع ..
نحن بحاجة أكيدة و عاجلة للاستجابة لما يبعث فينا الحياة الحقة بعد موات و خمول و تخلف و جهل .. تسبب فيه رجال الدين / تجار الدين الملاعين .. !!
قال تعالى مؤكدا على تلازم القراءة للقرآن المجيد بالاستجابة لــــــــ"أمر الله في القرآن " و "كل قدير و قدرو" : إِنّ هَـَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ اتّخَذَ إِلَىَ رَبّهِ سَبِيلاً إِنّ رَبّكَ يَعْلَمُ أَنّكَ تَقُومُ أَدْنَىَ مِن ثُلُثَيِ الْلّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَآئِفَةٌ مّنَ الّذِينَ مَعَكَ وَاللّهُ يُقَدّرُ الْلّيْلَ وَالنّهَارَ عَلِمَ أَلّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مّرْضَىَ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُواْ الصّلاَةَ وَآتُواْ الزّكَاةَ وَأَقْرِضُواُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدّمُواْ لأنفُسِكُمْ مّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ سورة المزمل / صدق الله العظيم/
قول البشر يتحول إلى حجب تمنع من إبصار نور الله و حقائق الحياة !!
Said Hamid @ سيد حميد ، ليكن واضحا منذ البداية أن كلامي و كل كتاباتي لن يستطيع استيعابها من يضعون الحجب و الأكنة أمام بصائرهم و بصيرتهم ، ولتعلم صديقي ، بعيدا عن كل غموض
أني أزعم أن النبي محمدا عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ، لو كان حيا بيننا ، و قال قولا ما لتحول قوله بعد لأي من الزمن إلى أكنة و حجب تحجب المرء عن نور الله و بصائره ، و تبعد المسلم عن طاعة الله و رضوانه إذا ما عمل بقول النبي و لم يستجب لكلام الله و أوامره مباشرة من القرآن المجيد المنزل على قلب الرسول محمد عليه السلام ، فالقول البشري مهما كان مصدره يتحول إلى عمى و حجب داكنة تحجب بصيرة الإنسان
و مختلف حواسه الإدراكية عن إبصار الحق أو إتباعه ، لذلك يصف الله كل من لا يحتكم إلى بصائره - ما يبصر بها - بالظالم و الفاسق و الكافر و المشرك الذي لا يرجى أن يشم رائحة الجنة و تحرم عليه الجنة تحريما أبديا و لو كان نبيا رسولا ...
قال تعالى مخاطبا رسوله بوضوح تام : ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ))65 الزمر/
و مجرد أن ينتوي الإنسان أن يأخذ أوامره من أي مخلوق و لو كان ملكا رسولا أو نبيا مرسلا ، دون أن يعي وعيا تاما إنما ينفذ أمر الله في القرآن يكون قد أشرك مع الله إلها آخر و حبط عمله في الدنيا و الآخرة ، فما بالك أن ينوي المرء في قرارة نفسه أنما يتبع "سنة نبي من الأنبياء " أو فقيها من الفقهاء أو سياسيا من الإخوان أو السلفيين أو حزب التحرير أو أي حزب من الأحزاب الأرضية ، و لقد برأ الله جميع رسله من الإنس و الملائكة من الدعوة إلى تأليههم أو أخذ الأوامر منهم بل كانوا جميعا دعاة لإتباع أوامر الله المنزلة في جميع الكتب السماوية كصحف إبراهيم و زبور داوود و توراة موسى و إنجيل عيسى و قرآن محمد عليهم السلام قال تعالى موضحا هذا الأمر بجلاء في سورة آل عمران : ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ( 79 ) ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ( 80 ) )...
و إذا ما استطعت صديقي أن تنزع حجب جميع هؤلاء و أبعدت "مقولاتهم" المروية عنهم عن ذهنك و بصيرتك ، استطعت حينئذ أن تستوعب كلامي و جميع ما أحبره منذ عقدين من الزمن .. !!
و إلا فلك الله صديقي فهو الهادي إلى سواء السبيل ...!!
الصراع الدائر الآن في وطني الحبيب هو صراع بين شقين لا ثالث لهما : ــــــــــــــ شق رجعي ظلامي تحجب عنه مسيرة السلف المبهرة أن يرى نور الشمس و ضيائها ، يرنو للعيش في كهوف الظلمات و التخلف و الجهل بما ران على قلبه من حجب التقليد الأعمى للأسلاف و التجارب البشرية الرائدة في تحرير الانسان من جهل و تخلف ، كما هو شأن اليسار و اليمين و أذناب الغرب الاستعماري من ديمقراطيين و بورقيبيين ...!! ـــــــــــــ و شق تقدمي يستنير ببصائر الله و أنواره الساطعة لبناء مستقبل زاهر للوطن و المواطنين ، ترنو روحه و مهجته لتحقيق أقصى درجات الكمال البشري ، سموا أخلاقيا و تقدما بشريا و رفاهية للإنسانية جمعاء ، لا يجرمنهم شنآن قوم أو شق على ألا يحققوا أقصى درجات العدالة الاجتماعية و الاقتصادية و القضائية ، شهداء و لو على أنفسهم ، لا يرجون جزاء و لا شكورا من أحد ، بل غايتهم رضوان رب العالمين ..!! فاختر صديقي، صديقتي، ... ما تراه يتناسب و نفسيتك ...!!
هؤلاء خانوا الله و رسوله ، و خانوا الشعب الذي انتخبهم لتجسيد طموحاته في التحرر و الازدهار ، فلن يساندهم إلا شياطين الانس و الجن ...!
(
التعليقات (0)