مواضيع اليوم

حاتم يرسم صورته

روح البدر

2009-05-29 04:46:45

0

حاتم يرسم صورته

حاتم الطائي


العديد من الناس وضع جُلَّ إمكانياته وتفانى في سبيل تجسيد فكرة آمنَ بها حتى أصبح رمزاً يَعتلي قمّة هرم النّهج الذي اختاره وصار مَضْرِباً للمثل على مرّ الأيام وتعاقبِ الأحداث. وكما يقال على سبيل المِثال ..صبر أيّوب..و وعد عرقوب...وهذا حاتم الطائي يروي لنا قصّته مع الكرم من خلال هذه الأبيات ويشرح لنا تفصيل فلسفته التي جعلت منه عَلَماً من أعلام الجود وخلّدت اسمه في سفر السّنين.
أليس كريماً من يشتري بالمال الفاني السيرة الحميدة والحديث الطّيب الذي يبقى بعد أنْ يفنى الجسد. يخاطب شاعرنا زوجته ماويّة الغَسَّانيَّة ويرسم لها صورته ويلتمس منها العذر على تَصرفاته لأنه لا يريد الثروة ولكنه وجد الثراء في إنفاقِ المال وصرفه على من يستحق.
وحاتم الطائي هو أبو عدي بن عبد الله بن سعد مات نحو 575م وهو فارس وشاعر جاهلي. والقصيدة من البحر الطويل.

أَماوِيَّ قد طال التَّجَنُّبُ والهَجْرُ
وقد عَذَرَتْني في طِلابِكُمُ العُذْرُ

أَماوِيَّ إنّ المال غادٍ ورائحٌ
ويبقى من المالِ الأحاديثُ والذِّكرُ

أماوِيَّ إنّي لا أقولُ لِسائلٍ
إذا جاءَ يوماً حَلَّ في مالنا النَّزْرُ

أماوِيَّ إمّا مانِعٌ فَمُبَيَّنٌ
وإما عَطاءٌ لا يُنَهْنِهُهُ الزَّجْرُ

أماوِيَّ ما يُغني الثّراءُ عن الفَتى
إذا حَشْرَجَتْ نفسٌ وضاقَ بها الصَّدْرُ

إذا أنا دَلاّني الذين أُحِبُّهُم
لِمَلْحودَةٍ زَلْجٍ جَوانِبُها غُبْرُ

وراحوا عِجالاً يَنْفُضونَ أَكُفَّهُمْ
يقولونَ قد دَمَّى أَنامِلَنا الحَفْرُ

أماوِيَّ إنْ يُصْبِحْ صَدايَ بِقَفْرَةٍ
منَ الأرضِ لا ماءٌ هناكَ ولا خَمرُ

تَرَيْ أنّ ما أَهْلَكْتُ لم يكُ ضَرَّني
وأَنَّ يَدي مِمَّا بَخِلْتُ بهِ صِفْرُ

أماوِيَّ إنّي رُبَّ واحِدِ أُمِّهِ
أَجَرْتُ فلا قَتْلٌ عليهِ ولا أَسْرُ

وقد عَلِمَ الأَقْوامُ لو أَنَّ حاتِماً
أَرادَ ثَراءَ المالِ كانَ لهُ وَفْرُ

وإنّيَ لا آلو بمالٍ صَنيعَةً
فأَوَّلُهُ زادٌ وآخِرُهُ ذُخْرُ

يُفَكُّ بهِ العاني ويُؤكَلُ طَيِّباً
وما إنْ تُعَرِّيهِ القِداحُ ولا الخَمْرُ

ولا أَظْلِمُ ابنَ العَمِّ إنْ كان إخْوَتي
شُهوداً وقد أَوْدى بإخْوَتِهِ الدَّهْرُ

غَنينا زَماناً بالتَّصَعْلُكِ والغِنى
كما الدَّهرُ في أيامهِ العُسْرُ واليُسْرُ

كَسَبْنا صُروفَ الدَّهْرِ ليناً وغِلْظَةً
وكُلاًّ سَقَاناهُ بكأْسَيْهِما الدَّهرُ

فما زادَنا بَأْواً على ذي قَرابَةٍ
غِنانا ولا أَزْرى بأَحْسابِنا الفَقْرُ

فَقِدْماً عَصَيْتُ العاذِلاتِ وسُلِّطَتْ
على مُصْطَفى مالي أنامِليَ العَشْرُ

وما ضَرَّ جاراً يا ابْنَةَ القَوْمِ فاعْلَمي
يُجاوِرُني أَلاّ يكونَ لهُ سِتْرُ

بعَيْنَيَّ عن جاراتِ قوميَ غَفْلَةٌ
وفي السَّمْعِ مني عن حَديثِهِمْ وَقْرُ

 

 

 


للمزيد طالع مدونتي

http://bder.mum-blog.com/index.htm

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !