مواضيع اليوم

ج 8 ـ ِسأقتل أخيك ؟ .. من رواية أرواح القمر

أمل جمال النيلي

2011-07-30 12:40:38

0

 ج 8 ـسأقتل أخيك ؟ .. من رواية أرواح القمر

 

 

 

 

 

 

 

 

مروان :

ـ ما هو المطلوب مني قتل أخيك .. أكيد الحادث لم يكشف فيه شق جنائي .. حادث عادي .

حاتم :

ـ أجل هذا ما حدث .. كل ما أطلبه منك يعرف الجميع .. أريد إظهار براءتي .. ويزيل حازم فكرة أنه قتلني .

مروان :

ـ ولمالا تظهر له في المنام وتحثه علي إزالة هذه الفكرة !! .

حاتم :

ـ ظهرت كثيرا ً ولكنه لم يستمع لي .. عام ونصف من العذاب كثير عليهم .

مروان :

ـ لكني لا أفهم شيء .. نورهان وحسام والسيد علاء قتلوا .. لكن تهورك هو من قتلك .. تهورك هو من قتلك .

حاتم :

ـ لكني مظلوم .. اتهمت بالسرقة وأخذت ما ليس من حقي .. هناك من يعذبوا من مقتلي .. أبي ينظر لحازم باستمرار ويجهل ما حدث .

حازم يرفض الكلام . وأمي لا تنام .. مسكه بملابسي باستمرار وتبكي . رفضت أن تغسل ملابسي . . دمائي مازالت بها .. وخالد لم يعد يخرج من غرفته .

مروان :

ـ لا أعرف ماذا أفعل لك . . عقلي لا يقدر علي التفكير .

فتقدم علاء ووضع يده علي كتفه وقال :

ـ حاتم أظهر لعائلتك وأخبرهم بما حدث بنفسك .

حاتم :

ـ لا أستطيع . . سيصيبهم الذعر .

مروان :

ـ سأذهب لهم وأمهد الأمر . وفي الوقت المناسب تظهر أنت . . .

فكر حاتم قليلاً ثم وافق ، كانت الساعة العاشرة ، فقلت له لما لا نذهب الآن فوافق ، فذهبنا معا ً ثم اختفي وطرقت الباب ، فتحت والدته الباب ، كانت ترتدي ملابس سوداء وحجاب أبيض .

فقلت لها :

ـ أنا صديق حاتم وجئت في هذا الوقت لأمر هام .

أدخلتني والدته فنظرت وجدتهم مجتمعين ، واقف أمامهم ولا وهو فاتح ذراعيه ، يتمني الارتماء في أحضان أمه الدافئة ، ليشعر بحنانها الذي فقده .

ـ لقد جئت اليوم كي أريح قلوبكم من جانب حاتم .

فرد حازم :

ـ كيف تريح قلوبنا وهو بداخلنا .. أقال لك أحد أننا تعبين من حبه .. أخبرني .

ـ لقد عان حاتم من الظلم .. اتهم بالسرقة لكنه لم يفعل وحازم يعرف ذلك .

والده :

ـ من أدراك بهذا ؟. . وكيف يعرف حازم بالسرقة أكثر منا ؟ .

لم ينتظر حازم لأكمل كلامي وقال :

ـ أنا من كنت أسرق كـ .. كنت أفكر في حقي .. فالمال بديل الحب والاحترام الذي لم أحظي به .. حاتم دائما ً كان الأفضل .. تعليم أفضل .. معاملة أفضل .. حتى حبك لم أستطع الوصول إليه .

لذا حاولت اشوه صورته .. كانت النتيجة أني قتلته .. أنا من قتلته .. ليتني كنت وقفت بدل تهوري كالعادة .

حاول إيقافي ولكنني لم أتوقف .. تركت السيارة تقتله .. لم أستطع الوصول له قبلها .. رحل وتركني .. ليتني كنت أنا وليس هو .

فنظرت والدته وهي لا تصدق ما سمعته :

ـ كنت هنا حينما صدمته السيارة ؟ . . ولما لم تخبرنا قبل اليوم ؟ .

حازم :

ـ لأني جبان ..ظننت أنني سأنسي مقتله وأحاول أخذ مكانه .. وأنال حبكم .. أنا من سرقت المال ومجوهراتك .. وضعتها بأغراضه كي تغيروا فكرتكم عنه .

تحبونه أكثر مني .. لما لم تفعلوا هذا معي .. يوم مقتله جئت كي أسرق بعض الأشياء  .. رآني وحاول منعي من الخروج لكني لم أستمع له .

نزلت مسرعا ً وعبرت الطريق .. فجري ورائي دون أن ينتبه للطريق فصدمته السيارة .

لم أنسي أبدا ً مشهد مقتله .. لذا قرت ترك البيت ..  كل ركن يذكرني بما فعلته .. لن أظل هنا .. حياتي كل لحظة شريط مستمر .

ظهر حاتم فجأة وقال :

ـ لا لن تترك المنزل لحياة المجهول .. لا .. كفاية فقدتنني .

لم تتحمل والدته الصدمة .. سقطت علي الأريكة .. ظل الجميع في صمت بدون حركة .. عيونهم لا تصدق ما يروه .

حازم :

ـ أنت حاتم .. معقول .

حاتم :

ـ ظهرت كي أقولك أني سامحتك .. لم تكن السبب في مقتلي .. أنما هو أمر الله الصادر .

حازم :

ـ لا أنا من جعلتك تتهور وتعبر الطريق .. لم أسمع كلامك حقدي وغيرتي جعلني لا أري حبك .

حاتم :

ـ هذا حقك .. حاولت تجذب انتباههم .. لكنهم فهموك خطأ .. أظن أبي سيغير المعاملة الآن .

والده :

ـ لم أكن أعرف مدي خطئي إلا الآن .. لكن غيابك يقتلني بالبطء .

حاتم :

ـ أنت أب حنون .. فلما تخفي حنان قلبك وراء الرجل قاسي القلب .. حاد الطباع .. غيابي سيتلاشي لو أحببتهم بنفس المقدار .. لا تجعل أيهم يكرهك .

لم تعطيتني الفرصة كي أقولك .. أنت أعظم أب .. أهتم بأمي ولا تجعلها تتعذب بمفردها .. خالد عرفت أنك قدمت فالثانوية العامة منازل .. بما تفكر أحلام جديدة .

خالد :

ـ أريد أن أصبح مهندس مثلما كنت تريد .

حاتم :

 

 

ـ المهم ماذا تريد .. حقق أحلامك أنت .. حازم أنت تحب النجارة لما تدرس فنها وأنت تعمل .. من المؤكد ستغير الورشة لأحسن صدقني حازم :
ـ سأفكر في الأمر .. وأن لم أستطع الدراسة سأقرأ عن الديكور والأثاث .. سأطور نفسي بنفسي .. لن أقف وأشاهد نفسي جاهل عاجز .. سأتغير .
توجه صوب والدته وهو يبكي ، وقف أمامها عاجز عن تملك نفسه فقال :
ـ اشتقت إليكي كثيرا ً .. اشتقت لحضنك .. لم أنسي ابتسامتك ولا ملامحك .. لم أنسي .. أتعذب في البعاد .. لكن هذا قدري .. كلما أحبنا كلما فارقنا .
أمي أحبي أخوتي وعامليهم مثلما كنتي تعامليني .. ولا تنسوا زيارة قبري .. سأكون في انتظاركم ..سأكون معكم في كل وقت .. لكني لن أستطيع الظهور بعد الآن .
ليس كل فرد قادر علي محو حزن أحبابه .. حان وقت الرحيل .. إلي اللقاء في العالم الآخر .
بعدها لوح بيده ثم اختفي .. نظروا لبعضهم كأول مرة بدون غشاوة .. جذبتهم روح العائلة ليتعانقوا .. حب لم أحظي به يوما ً .. كنت أتمني البقاء لكني لست منهم .. فانصرفت في هدوء .

 

 

 

   

 

 

 

 

                                   =============

 

                                    انتظروا الأحداث القادمة مع نهال 
.   

 

  

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !