جولة على الرف
في جولةِ سريعة ساقتني قدماي المتعبتين إلى زيارة فرع مكتبة شهيرة، في تلك المكتبة ستجد ضالتك فهي اشبه ما تكون بسوبر ماركت كبير !
دلفتُ بسرعة البرق إلى الداخل وصعدت للأعلى تاركاً ورائي ضجيج المتسوقين ، تنقلتُ من رفِ إلى آخر ابحث عن عناوين تئن بها مذكرتي الهاتفية وبعد مساعدة من قبل أحد الموظفين افادني بأن قائمتي لا وجود لها؟
تسألت عن سبب الغياب ولا إجابة! تأملت في الارفف فإذا بي أشاهد عناوين كثيرة تندرج تحت بند "تطوير الذات" ذلك البند الذي خدع الكثير وما يزال مستمراً في الخداع..
إذا رغبت في معرفة مستوى تفكير مجتمع من المجتمعات فتأمل قليلاً فيما يقرأون؟
حقيقة تنم عن وجود معضلة فكرية! فتهافت المجتمع على مؤلفات تطوير الذات يعني وجود احساس وشعور بفقدان الذات وذلك يعني الانهزام والهشاشه الداخلية..
القراءة مفتاح العلوم وغذاء العقل، لكن هل المكتبات التجارية تساهم في جودة القراءة أم أنها تتسبب في تدني مستواها!
المكتبات التجارية هدفها تجاري ولا يهمها ماذا يقرأ الفرد، لو كان الهدف ثقافي معرفي فإنها ستضع العقل أولاً وتبدأ بنفض الارفف وإعادة ترتيبها بما يتناسب مع العقل السليم، في السابق كان ما يسمى بالكتاب الإسلامي "الأيديولوجي" فعاث فالعقول فساداً مع شقيقه الشريط الإسلامي واليوم تطوير الذات الذي إن استمر فسينشر بالنفوس خواراً وهشاشه...
المسألة مسألة وعي ومسؤولية مشتركة بين أفراد المجتمع خصوصاً الذين يعشقون لقب مثقف فأينهم وأين الطرح النقدي تجاه ما يسمى بتطوير الذات؟
التعليقات (0)