جولة تراثية ثقافية مع الجوز واللوز
بقلم واعداد عوني ظاهر
الجوز واللوز من الثمار والمكسرات الغنية بها الأراضي الفلسطينية وفي قريتنا ياصيد تنتشر اشجار اللوز جنب السناسل وفي البور وعلى الرسوم الحجرية تحيط قطعة الارض وتبقى كذلك حتى تهرم ..
ها هو شاعرنا جميل فلسطين يستطعم اللوز والجوز لنتذوق الطعم معا في قصيدته الرائعة
كتبنا عن اللوز وخاصة ثماره الخصراء والازهار المبتسمة بدون الورق الاخضر حيث تصبح الشجرة بيضاء تغنى بنواره الشاعر الفلسطيني محمود درويش حيث قال :
لوصف زهر اللوز، لا موسوعة الأزهار
تسعفني، ولا القاموس يسعفني...
سيخطفني الكلام إلى أحابيل البلاغة
والبلاغة تجرح المعنى وتمدح جرحه،
كمذكر يملي على الأنثى مشاعرها
فكيف يشع زهر اللوز في لغتي أنا
وأنا الصدى؟
وهو الشفيف كضحكة مائية نبتت
على الأغصان من خفر الندى...
وهو الخفيف كجملة بيضاء موسيقية...
وهو الضعيف كلمح خاطرة
تطل على أصابعنا
ونكتبها سدى
وهو الكثيف كبيت شعر لا يدون
بالحروف
لوصف زهر اللوز تلمزني زيارات إلى
اللاوعي ترشدني إلى أسماء عاطفة
معلقة على الأشجار. ما اسمه؟
ما اسم هذا الشيء في شعرية اللاشيء؟
يلزمني اختراق الجاذبية والكلام،
لكي أحس بخفة الكلمات حين تصير
طيفا هامسا فأكونها وتكونني
شفافة بيضاء
لا وطن ولا منفى هي الكلمات،
بل ولع البياض بوصف زهر اللوز
لا ثلج ولا قطن فما هو في
تعاليه على الأشياء والأسماء
لو نجح المؤلف في كتابة مقطع ٍ
في وصف زهر اللوز، لانحسر الضباب
عن التلال، وقال شعب كامل:
هذا هوَ
هذا كلام نشيدنا الوطني!
وهذا غراب يصعد على عمود الكهرباء يحمل حبة جوز ويسقطها وبالتاكيد لا تنكسر وانما ينتظر ان تمر سياره فتكسرها ولكنه يخاف من ان يندهس او يندعس تحت عجلات الحافلة فيذهب الى منطقة الخطوط البيضاء الخاصة بالمشاة يسقط حبة الجوز تمر الحافلة تكسرها ينتظر تاتي الاشارة الحمراء ومع المشاة من الناس يختطف على عجل ما كان داخل حبة الجوز لنشاهد سبحان الله قمة الذكاء والتفكير
وللجوز حكايات جميله وطعم رائع ...كان خالي الذي عرف عنه المزاح يسأل عجوز من قريتنا هل عندكم لوز ؟ قالت نعم لكن ـ والله كرهت اللوز والجوز لانهن على اسم الجوز "تقصد زوجها "
وكان بقريتنا شيخ ربنا يمسيه بانوار النبي ، ومستاجر دارا صغيره مع عائلته وكان وسط الدار شجرة جوز، ويبدو ان ابنه الصغير كان يطلب منه من تلك الشجرة التي يؤكل ثمرها مع بداية الخريف فكان المسكين يلبي طلبه والجوز له قشرة خضراء لها حناء عند دقها بالحجر لكسر ما تحتها واكل ما بداخلها .....، فتتحنى يداه بسواد يخالطه اللون الاخضر لا يزول باقوى المنظفات الا مع الزمن وحتى ينمو جلد اخر وبالتالي كان يصعد ليخطب الجمعة على المنبر والسبابة والابهام واضح عليهما الاثر ، وهو يأشر بهما واعظا وكان المصلون يتغامزون انه مستاجر الدار هل هو مستاجر شجرة الجوز ايضا ؟؟؟؟ ويبدأ الغمز واللمز على الشيوخ حتى يتذكرون من قبله وربما من سياتي بعده!!!
وما زلنا مع الاخت هدى العرضاوي والربيع العربي يلازمنا بلحنه الجميل مع الربيع الفلسطيني بلوزه وجوزه والتحرير والمطر ان شاء الله ومع حمزه نمره _هيلا هيلا يا مطر
التعليقات (0)