جهينة والخبر اليقين

الفضائيات هي جهينة العصر ...تأتي كل يوم بجديد ولكن الجديد للأسف محزن ومحبط فقد أظهرت جهينة أن السيد وعادل ومؤمن وحمدي وحبيب وحامد فهمي والشريف ومحسن وكل الأسماء تقريبا كانوا جميعا أرباب النهب رغم أنهم كانوا حراس الخزانة ..وكما يقول المثل حاميها حراميها...لقد جمع عشرات من شعب سرقونيا كل أموال الشعب وطبخوا الشركات والمصانع وشربوا مرقها وأكلوا لحمها وكسروا عظامها ولعقوا النخاع ...لم يبق إلا نهر النيل فألقوا فيه بقايا الطعام وبالوا فيه حتى نشرب ...هل كنا شهودا لهذه المهزلة ساكتين ورضينا بالشرب من ماء النيل؟ إذا فالحق علينا نحن المصريين لأننا لم نثر على علي بابا والأربعين ورفعنا راية الترحيب بحاملي السياط والعصي الكهربائية ..ولأننا تركنا أبناءنا لترميهم عساكر الأمن في غياهب السجون يستمتعون بلسع السياط وتكسير الأسنان وخلع الأظافر وقابلنا من يعذبهم بالتحية في الشارع والقرية والمدينة وناديناهم بالباشوات فهل ننتظر منهم إلا الأحذية والمنافيخ؟ ...إن الرصاص الحي والمطاط وقنابل الدخان ترف يتمناه من دخل المعتقل ......فالموت برصاصة أرحم آلاف المرات من الموت تحت يد عساكر لا ترى الجسد البشري إلا هدفا للتنشين بأي شيء وفي أي مكان