تاريخ النشر: الثلاثاء 29/3/2011م الساعة 13:29م
لم تمض 24 ساعة على تطمين حكومة حماس لأهالي غزة بنجاحها بتجنيب القطاع لعدوان صهيوني جديد وتثمينها بالتزام الفصائل بالتهدئة غير المعلنة، حتى توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هذه الليلة مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وعلى الرغم من رضى اسرائيل عن أداء حكومة حماس بقطاع غزة من ضبطها للأمن وللفصائل الفلسطينية المقاومة واعتقال بعض الخارجين عن قرار حماس للتهدئة وإطلاقها للصواريخ من قطاع غزة باتجاه البلدات الإسرائيلية، إلا أن هذا التوغل جاء وسط إطلاق نار كثيف مصحوبا ب 14 آلية عسكرية، 8 دبابات و6 جرافات وفق شهود العيان.
حيث اعتمدت حكومة حماس على الرؤية السياسة الإعلامية الإسرائيلية التي تستند لعدم وجود استعداد سياسي إسرائيلي لتنفيذ عملية واسعة ضد قطاع غزة حالياً نظراً لعدة أسباب منها لا تريد إسرائيل تصعيد السخط عليها، وأنها غير معنية بتوتير علاقاتها مع مصر، وعدم قدرة إسرائيل على إقناع المجتمع الدولي بأن سبب التصعيد هم الفلسطينيين، لهذه الأسباب وغيرها ارتكبت حكومة حماس حماقة غير محسوبة لجهلها السياسي في التعامل مع اسرئيل ، فهذا الإطمئنان الذي لمسته حماس من قبل اسرائيل أوعز لها نشوة النصر على شعبها في السياسة المفروضة على الفصائل الفلسطينية وسرقة قرارها السياسي، فهي تجتمع بهم وتثمن جهودهم وتعلن موافقتهم بقوة الأمر الواقع، لتؤكد هي على أنها جنبت قطاع غزة لعدوان جديد، لتعلم مجدداً بأن هذه التوغلات الإسرائيلية راجعة إلى أن اسرائيل ليس لها عهد ولا أمان فلا تعتمدي يا حكومة حماس واقرأو تاريخ فلسطين من جديد لتعلموا بأن اسرائيل هدفها تكريس الإنقسام.
هذا وفي نفس السياق طالب الياكيم هعتسني عضو الكنيست الإسرائيلي الحكومة الإسرائيلية بالعمل على فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة بصورة نهائية لأن توحيد الفلسطينيين مرة أخرى سيسبب كارثة على اسرائيل، وأن انقسام الفلسطينيين إلى شطرين يساعدنا على ألا نخسر وطننا في صالح فلسطين كجملة واحدةحيث ستكون نهايتنا هي تطويقنا من حدود العراق وحتى البحر المتوسط.
ومن جانب آخر دعا شمعون بيرس رئيس دولة الاحتلال دول أوروبا لممارسة ضغوط على حركة حماس من أجل حملها على وقف إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة صوب البلدات الإسرائيلية، وبين أن إسرائيل ليست معنية بتصعيد الموقف في قطاع غزة غير انه يتوجب عليها توفير الردود للأمهات والأطفال الذين يتعرضون للاعتداءات الصاروخية بدون توقف، وهنا يكون بيرس قد سبق حماس في الوقت ليكسب دعم وتأييد المجتمع الدولي لصالح اسرائيل ضد حماس، ويأتي ذلك متناغماً في ترويض اسرائيل لحماس بالفترة الأخيرة، وقيام حماس بطرح لتهدئة وهدنة مجانية وإلزام الفصائل الفلسطينية بعدم إطلاق الصواريخ تجاه اسرائيل.
هذه المواقف الإسرائيلية تضع حكومة حماس بموقف حرج تجاه شعبنا الفلسطيني ، حيث أن الحجج الواهية التي تتبعها لوقف المقاومة لن تثني اسرائيل على مزيدا من القتل والقصف لشعبنا الفلسطيني، وتدميراً للممتلكات وتجريفاً للأراضي الزراعية، وإن السياسة العرجاء التي اتبعتها حركة حماس في حكمها لقطاع غزة على الفصائل الفلسطينية، بإعلان تهدئة وهدنة مجانية لإسرائيل لهي وسيلة وأداة تستخدمها حماس كلما تعرض قيادييها لخطر الإغتيالات والتصفية، متناسية زمن المقاومة اللامحدود الذي اتبعته في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية ضد الإحتلال الإسرائيلي، وتناست أيضاً بأن شعبنا الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي تجاه آلة الحرب الإسرائيلية وأن قمعها للفصائل لمقاومة الإحتلال هو دليل واضح على شراكة واضحة في حفظ المصالح المشتركة بينهما، أن تحفظ قيادييها مقابل حفظ أمن اسرائيل وهذا ما أكده عدد من الساسة الإسرائيليين على دور حماس ككلاب حراسة للحدود الجنوبية لقطاع غزة مؤخراً.
التعليقات (0)