مواضيع اليوم

جهالة العسكر وظّفت الإسلام لصالح الاستبداد !

أحمد قيقي

2013-04-07 23:12:25

0

على من يريد أن يشخص الحالة العربية عامة  , والحالة المصرية خاصة عليه أن يعود إلى الوراء بعض الشىء و  ويقرأ التاريخ القريب للمنطقة  ,  لا بد من ذلك التشخيص حتى تتضح الرؤية  ,ويكون الخروج من المحنة واضحا أمام من يريد الخروج منها حتى يستعمل الآليات المساعدة على هذا الخروج , وان يكون واضحا أيضا أمام من يريدون استثمار المشكلة واستمرارها حتى لا يقعوا فى سوء التقدير  , وألا ينسبوا لأنفسهم نصرا لا يستحقونه , وإنجازا لم يصنعوه   .      أنا أرى ان لعبة إدخال الدين فى السياسة , والعزف به على عواطف الجماهير لاستمالتها ,  وتجييشها خلف نظم الحكم المستبدة  ,  قد بدأ فى عصر عبد الناصر ,  ومع أنه أعلن عداءه للاستعمار من منطلق وطنى ,وقومى إلا أن الدين  كان أحد أهم مكونات حشده المعنوى ,  ولم يكن خلافه مع الإخوان إلا خلافا سياسيا ,لأنهم  كانوا ينازعونه الحكم , بعد أن شب الخلاف بين الفصيل الواحد ,   لأن عبد الناصركان  ضمن تنظيم الإخوان قبل الثورة ,    . ومن دلائل ذلك   التوجه  لاستغلال  الدين  سياسيا   ,أنه أثناء حرب 56  , اعتلى  عبد الناصر منبر الأزهر  وألقى خطبة  ليثتثير بها عواطف الشعب الدينية  لتسانده  الجماهير فى ورطته  . ,  ثانيا تم تهميش المسيحيين فى عصره , وأخذ النظام يعاملهم بشىء من الريبة  , ومعروف أنه لم يتم إسناد أى منصب من المناصب السيادية لمسيحى إثناء حكم عبد الناصر على عكس ماكان يحدث أيام مصر الملكية , .         وبعد أن آلت الأمور للسادات وجد أن فى مصر تنظيما قويا مؤمنا بعبد الناصر ,وهو التنظيم  المسمى  بالطليعى , بالإضافة إلى كوادر مهمة وقوية فى الجيش والاتحاد الاشتراكى ,  ومع أننى أقدر دهاء السادات السياسى خاصة مع إسرائيل , إلا أنه استخدم دهاءه هذا استخداما انتحاريا حينما  سمح للإسلام السياسى ان يحتل الساحة , من منطلق أن هذا التيار كان عدوا لدودا لعبد الناصر ,  ومن منطلق أن ( عدو عدوى صديقى )   .       , ومن يتصور أن السادات  كان محبا للديموقراطية والتعددية فهو واهم , المسألة انه كان يريد أن يقضى على شعبية عبد الناصر الطاغية , فاتخذ قراره  بترك الإسلاميين يعبثون فى الساحة , وكانت النتيجة أن دفع حياته ثمنا لذلك .         ثم  آلت الامور بعد ذلك لمبارك  , الذى كان أكثر حكام  مصر توضعا فى  ملكاته  , ومحدودية ذكائه  , فلم يكن الرجل يحلم بهذا المنصب الخطير ,ولا يستطيع تحمل القرارات الصعبة , ونظر حوله فوجد ان الإسلاميين صاروا الأقوى صوتا  ,والأشد تأثيرا على الجماهير , كما وجد ان التيار الليبرالى والعلمانى يطرح على الساحة أسئلة محرجة , من هنا  فقد أمسك العصا من المنتصف  بما يحقق له  الاستقرار على كرسى الحكم   , فقد  أعلن أن تنظيم الإخوان تنظيم محظور قانونا , ولكنه واقعا ترك لهم حرية الاجتماع  ,ونشر آرائهم حتى المتطرف منها , ومكنهم من معظم مؤسسات التعليم , وأعطاهم مساحة واسعة فى الإعلام , حيث  سمح لهم بإقامة  فضائيات  تهاجم  حرية الفكر , بل وتهاجم أصحاب الديانات الأخرى  من شركاء الوطن , فى نفس الوقت الذى ضيّق فيه على الأحزاب الليبرالية , ودست أجهزته الوقيعة بين قادتها  ,  مما مهد  الارض تحت أقدام التيار الدينى  . , بل أقول إن ا لتدريبات القتالية لميلشيات الإخوان لم يكن لها ان تغيب عن  عيون أمن مبارك  ,  ولكن جاء يوم 25 يناير 2011 , وكان الزلزال لم لم يتوقعه حيث قاد الثورة مجموعة من الشباب الليبرالى الحر , ولكن لأنهم كانوا يفتقدون تنظيما يجمعهم ,فقد سقطت الثورة فى يد الأقلية الإسلامية المنظمة والمدربة على القتال من ناحية وعلى أساليب  الخداع السياسى من ناحية أخرى , . على أنه لا يغيب عن الذكر أن العسكر الذين تربوا على يد مبارك , وعلى تواضع رؤاه , والذين سلمهم الثورة بعد  تخليه  , هؤلا ء هم أيضا من مكّن  الاسلاميين من رقاب الوطن  , ولا يغفر لهم هذا اللغو الذى يقال بأنهم ليست لهم خبرة سياسية ,   لأننى أعتقد أنهم فعلوا ذلك عن عمد وربما تواطؤ  لأهداف  اتضح بعضها  , والأيام كفيلة بكشف البعض الآخر   .   اكرر  وأؤكد  ان حكم العسكر الذين كانوا يبحثون عن وهج السلطة وشهوة الحكم, وارتداء ثياب الزعامة والبطولة ,هم ا لذين وظفوا الدين ورجاله  : دعاة وأدعياء  للترويج  لسياساتهم ,  ولحشدالمؤيدين لهم ,  ولتبرير استبدادهم . ,  ولمن نسى  أقول إنه غداة الثورة فإن قادة التيار السلفى أعلنوا حرمة الخروج على الحاكم , كما أعلن قادة الإخوان عدم مشاركتهم فى هذه  الثورة  التى يحصدون الآن ثمارها , ويوجهون البلاد وجهة خطيرة  ستدفع ثمنها غاليا  .  , وأقول أيضا  إن المسؤولين الأوائل عما حدث لمصر  ليس الإسلاميين  وحدهم ولكن  من هيئوا لهم الطريق  , ومهدوا لهم الأرض  ,  بسبب  شهوة السلطة , و بقصر نظر وغباء  دفع  العسكر ثمنه , وسيدفع الوطن الثمن الأغلى لهذه الحماقات, ما  لم تحدث معجزة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !