أستحضرك ببساطة ياجنيّة الحبر !!
فقط أفتحُ هاتفي المحمول على إحدى رسائلك .. لتحطّ اليعاسيب الملوّنة مسبلةً أجنحتها بدِعة .. وتنسابَ جداولٌ من ماء الورد في عروق القلم ,, !!
تُرى .. من أيِّ مرحٍ قطف الله بُحّةَ صوتك ياشقيقة الميوزات ؟؟؟
لك عينانِ تضيئانِ كحجرين كريمين ,, و غمّازتان حيث وَخزت فينوس خدّك برأس مِروَدِها يوم مولدك لعلّه ينقل إلى رموشها عدوى الغوى !!
إنه منتصف الليل ,, لا تستيقظي الآن حتى لا ترفعَ الجوامع آذان الفجر ,,,!!
و لا تفردي شعرك .. حتى لا تحكمي على الشعراء بالأرق المؤبّد في دجاه السرمديّ !!
يا لِلغرابة !! ,, تنامين فتستيقظُ لفتنتك فتنة المجرّات !! ,, و تتهاوى الشهب .. وتصطدم النيازك ,,, ثمَّ تستيقظين فتهبُّ العصافير مثيرةً عواصف الزقزقة ,, و تردّد الفلّاحات أهازيج الفرح و المواسم والمواعيد !!! وتخرج الكائنات من سباتها إلى فصول اللقاح في ربيعٍ يشبه الفردوس ..!!
لم أقرأ عنك في ألف ليلة وليلة .. و بدت ريميدوس في مئة عام من العزلة شاحبةً في ظلِّ وهج حضورك ,, فمن أيَّةِ روايةٍ غافلت المحرِّرَ و قفزت كنجمةٍ من نهر الحكاية ..!!
و أنا أتأمّل عنقك رأيت مزارعي التوليب الهولّنديين يحمّلون عرباتهم بالشتل ,, و ينسربون في أوداجك الرائبة كحليب الماعز في فصل الولادة !!
و عندما تفرّست نهدك شاهدت ملايين الحجّاج يطوفون حولَه بعكس عقارب الساعة بلا نهاية !!
أمّا سُرَّتُكِ فكانت نبعاً معدَنيّاً حارّاً في مساحات الثلج لا يفصلها غير مسافة خدٍّ وصدغه عن نهر الأمازون بكلَّ أدغاله الرطبة و امطاره الموسميّة ذات الحبّات الكبيرة كالقُبل ,,,
إلى أين ؟؟ إلى أين ؟؟ فبعد مرمر الركبتين و في أقصى ساقك الشماليِّ العذب كنهر الفرات تنداح اصوات الأجراس من خلخالك الفضّة ,, ليست بأجراس أديرة .. إنّها متناغمة وكثيرة .. كأنَّ قطعاناً جرّارةً من الأغنام تَرِدُ ضفاف قدميكِ !!!
أستحضرك ببساطة .. يا جنيّة الحبر !!
لكنّني كساحرٍ مبتدئ .. أفشل في جعلك تنصرفين إلّا وقد انصرفَ عقلي معك !!
فأُهرع إلى شوارع الصباح أمزّقُ كمّي بأسناني .. و اطلق شَعري ولحيتي ..
صادحاً كالحلّاج : ( أنا من أهوى .. ومن أهوى أنا )
و تندلعُ من دكّان حلّاقٍ قريبة أغنيةٌ تصرعني ..... (( شويّخ من ارض مكناس .. بوسط الاسواق يغنّي .. وشعليّا انا من الناس .. وشعلى الناس منّي )) !!!!!!!!!!
أنس العباس
التعليقات (0)