مؤتمر جنيف للسلام
عند انعقاد مؤتمر جنيف للسلام عام 1973م قام السكرتير العام للأمم المتحدة, وبناءاً على المذكرة التي تلقاها من الدولتين العظمتين بتوجيه الدعوى إلى إطلاق النزاع في الشرق الأوسط, كل من جمهورية مص العربية والأردن وسوريا وإسرائيل, بدأ المؤتمر بكلمةٍ ألقاها سكرتير عام هيئة الأمم المتحدة "كورت فالهايم" والمتحدث الثاني "غروميكو" حيث طالب بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة وحذر من اندلاع الحرب في أية لحظة.
وإن هدف المؤتمر تنفيذ القرار رقم 242 كما أشار إلى الانسحاب مقابل الاعتراف بالحدود وإنشاء تدابير أمنية وإبراز مصالح الفلسطينيين, كما أكد إسماعيل فهمي في خطابة على الانسحاب الإسرائيلي من كل الأراضي العربية المحتلة (1). وتغييب سوريا عن حضور المؤتمر على أساس أن المؤتمر سيفضي إلى مناقشات لا نهاية لها.
ومن نتائج المؤتمر الذي حضرة كل من مصر والأردن والإسرائيليين المطالبة بالانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة واتفاق الفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية على النحو التالي (2):
1- أن تحترم مصر وإسرائيل بدقة وقف إطلاق النار.
2- يجري الفصل بين القوات العسكرية لمصر وإسرائيل.
3- سوف يقوم الممثلون العسكريون لمصر وإسرائيل بعملية التنفيذ المفصل للفصل بين القوات المتحاربة.
(1) غازي ربابعة, مؤتمر جنيف الدولي للسلام, ص 13-14.
(2) المصدر السابق, 17.
4- إن هذا الاتفاق لا يُعد من جانب مصر وإسرائيل اتفاق سلام نهائي وعادل طبقاً لبنود القرارات الصادرة عن مجلس الأمن 338 و 242 وفي إطار مؤتمر جنيف.
مشاكل انعقاد المؤتمر:
فقد ثارت عدة مشاكل بصدد دعوة مؤتمر جنيف, بعضها يتعلق بالمؤتمر نفسه وبعضها يتعلق بالأطراف المشاركة فيه.
وبعد تسوية هذه المشاكل بصورة جزئية بدأ الاهتمام بعقد المؤتمر وتم الاتفاق على مدينة جنيف مقراً له. وبعد أن تم الاتفاق على 18 ديسمبر ثارت مشاكل جديدة أهمها:
أ- بسبب موقف إسرائيل من المؤتمر, بما في ذلك حول الموقف من المؤتمر, حاولت إسرائيل إثارة العراقيل أمامه. وفي يوم 14 ديسمبر أثارت عدداً من المشاكل من بينها:
1- موضوع الأسرى الإسرائيليين لدى سوريا, إذ تُصر إسرائيل على إعلان قائمة بهؤلاء الأسرى قبل الذهاب إلى المؤتمر.
2- عدم إشراك وفد يمثل الشعب الفلسطيني, وذلك أنه ليس لديهم ما يمكن التوصل إليه إلى اتفاق بشأنه مع إسرائيل.
3- تصر إسرائيل على أن يكون دور الأمم المتحدة محدوداً للغاية وأن يكون للسكرتير العام للعام المتحدة دور "شرفي" حتى يكون المؤتمر تحت الإشراف الكامل للدولتين العظميتين.
ب- والصعوبة الثانية أن سوريا أعلنت يوم 18 ديسمبر أنها قررت عدم الاشتراك في المؤتمر, وصدر بيان عن المتحدث الرسمي السوري قال فيه: إن سوريا لن تشترك في المؤتمر, وإن كان قد صدر بيان ثاني 21 ديسمبر جاء فيه: أن سوريا ما زالت مستعدة للمشاركة في أي جهد جدي لتنفيذ القرار رقم 338 الذي ينص على وقف إطلاق النار والبدء في محادثات سلام تحت الإشراف المناسب (1).
الموقف الأردني:
كان آخر المتحدثين في الجلسة الأولى للمؤتمر رئيس الوفد الأردني زيد الرفاعي (2) الذي أعلن أن الأردن لن يقبل أي حل جزئي. وطالب بوضع مصالح سوريا في الاعتبار رغم تغيبها عن المؤتمر, وطالب بإقرار البنود التالية كأساس لأي تسوية سلمية للنزاع العربي الإسرائيلي (3):
1- انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية عن طريق تطبيق قرار رقم 242 بكامل أجزاءه.
2- ضرورة الاعتراف بالحدود الدولية لدول المنطقة واحترامها, وكذلك تحقيق الوحدة الإقليمية والسيادة والاستقلال لهذه الدول.
3- حق كل دولة في المنطقة في أن تحيى في سلام داخل حدود آمنه ومعترف بها.
4- إقرار حدود بين الدول العربية وإسرائيل حيث لا توجد حدود دولية بينها وذلك باتفاقية مبرمة على أساس عدم قبول الحصول على الأراضي بالقوة.
5- إن الحقوق الشرعية لشعب فلسطين يجب أن تُضمن له بمقتضى القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة.
(1) منير الهور, طارق الموسى, مصدر سابق, ص 145- 147.
(2) عُين رئيساً للوزراء في الأردن لأكثر من مرة وهو حالياً رئيساً لمجلس الأعيان منذ عام 1994م, وهو من المقربين للنظام السوري...الكاتب.
(3) غازي ربابعة, مصدر سابق, ص 17.
6- إن القدس عربية جزء لا ينفصل عن الأراضي العربية المحتلة وأن الأماكن المقدسة للأديان السماوية يجب حمايتها واحترامها.
الموقف الإسرائيلي:
قبل أن توافق إسرائيل على حضور مؤتمر جنيف, أخذت "غولد مائير" تدلي بالتصريحات وتحدد المواقف والشروط التي توافق بمقتضاها على الاشتراك في جنيف وهي:
أ- إيجاد حدود آمنه ومعترف بها وترفض العودة إلى خطوط ما قبل حزيران, ومن الملاحظ أن إسرائيل لم تتقدم بأي خرائط تظهر ما تريد التخلي عنه من الأراضي العربية المحتلة.
ب-إقامة مناطق منزوعة السلاح بينها وبين الدول العربية بحيث تستطيع إسرائيل التصدي لأي هجوم عربي في اللحظات الأولى من وقوعه.
ج- رفض فكرة إقامة دولة فلسطين في الضفة الغربية وغزة حتى لا تصبح رأس جسر لتدمير إسرائيل.
د- الاحتفاظ بالقدس موحدة وعاصمة للدولة الإسرائيلية, وبذلك ترفض أي حل وسط فيما يتعلق بمركز القدس (1).
(1) منير الهور, مصدر سابق, ص 148.
00972592838491
التعليقات (0)