جنون في الابجدية
مرويات سعيف علي الظريف
يبدؤني الشعر وفتاة تغازل فتى كان بالقرب مني مترعا في الضحك. ثم يأتي سائل في ثياب الهوان ولا يختار من الرواد غير وردة كانت على طاولتي و غير كتاب ويشرب دون إذني من بقايا فنجان قهوة. و يقلب رأسه إلى الوراءو يخرج لعنة سوداء كالحبر ويصير أفعى و يصير كل من في المقهى حروفا أبجدية و أبدا فصل الجنون
أيها المأخوذ،
أيها السائل على باب مقهى،
ما تريد
أتداري الحياة
أم أن الموت عنوان بريد...
أيها السائل
على باب مقهى
عندي بطاقات معايدة،
و حرف قديم ،
يبحث في أسواره شيخ كبير ،يغمض عينيه ثم يرتمي في سر حرف عتيق،
ثم يبدا فصل الدوار.
و عندي من كتاب السحر ختم أمير يتخفى ،
وعندي أسمال و صوف خرفان وعندي تيجان كثيرة،
و عندي كتاب اصفر بخس الثمن.
وعندي من أمي بسمة آو بكاء،
وحكايات جميلة.
ومازال عندي ما أواري به موت ساقية وموت كاس تلبس خمرا السكارى.
وحكايات جميلة عن الوجوه التي تحيى أمام مرآة صغيرة،
فهل يكفيك هذا السؤال،
وهل إن مضى شعري أعود بلا قبل إلى قرية تطرد
أشجارها و السنديان و أعواد إكليل و عفص و ثوم .
يبدؤني الشعر ولا ينتهي في العين دمع طفولتي،
ولا دمع أمي،
و لا دمع حبيبتي
ولا دمع يطفح في الوريد....
يبدؤني الشعر،
ويكتبني على الرصيف فاسقا و إماما للغواية،
ويطرب في الشتيمة بياض عمامة ،
كان يصلي صلاة نافلة ويوغل في الدعاء
يبدؤني الشعر،
من غيمة صفراء و نجم وألوان غريبة.
وأخور مثل عجل السامري على حيطان دجلة و الفرات ،
و اسب في السكر حصان الفاطمي،
و اسب المدينة.
ويقدر شرطي - حين يضربني - أن يوقف في دمي لون الاحمرار.
و لكني من يدي أسعى،
وأمد البياض إلى أوراق توت في القمامة.
وأنادي هارون من كتب التفسير الكثيرة
حين لا يطاوعني الكلام ولا اللسان .
.............
.....
يبدؤني الشعر،
وابدأ نثر الرواية، و الأسى يغمر تل المدينة .
واكتب في دفتر القسم،
حين ينتهي درسي أني لا أحب الامتحان،
ولا أحب النحو،
و لا أحب جدول الضرب ،
و لا أحب الأناشيد الغبية ،
و لا أن يوسخ الطبشور راسي والحذاء.
و لا أن يسال معلم أمي أن تأتي ببيض وسلة خبز للقطط.
يبدؤني الشعر
وارتمي إلى البحر الذي خبأ موجة سمراء،
و خبا بعض القبل وخبأ حكايات قديمة .
يبدؤني الشعر
حين ملامة في أطرف عمر،
و حين حب،و حين شعر،و حين استسلم لزكام شتاء
يمنعني ان اشرب من وردة فوح الربيع.
يبدؤني الشعر
حين أقول في كاس حب ،
لماذا تتوسدين مخدتي .
الم نكن في عراك البارحة ...،
قصة من ألف حب و حب
وقصة تباع عند العطارين علكة من ارض الحجاز،
وكان اسمي عندك
’,..../،،ـ‘‘‘‘‘
’’’’....../
(عذرا لا يستقيم المقام)
يبدؤني إذا شعر،
و يبدؤني اسم أمي،
حين يستوي ماء المنحدر ثم يصعد
وتقوم أمي مرة أخرى،
على باب الكلام،
لتصنع من الشمس نهارا جديدا،
وتهطل مع المطر في ضجيج السوق
ويكون القطر مرايا صغيرة للعيون .
يبدؤني الشعر،
حين أبحر.
واشتاق إلى محارة قديمة مخبئة ،
واسأل في عيوني عن مفتاح باب.
أبحر،
أبحر و تغرق فيك سفيتي ،
ثم ينقلب الشراع إلى شاطئ الرمل،
واكتب مع الريح كلام حب وكلام عشق.
أبحر ،
انوي السباحة و الغرق،
وانوي مع البحر....
أن أراك في زرقة الماء دانة سمراء على خدود شمس صافية .
يبدؤني الشعر،
وينهمر الجنون.
حين احبك
وحين تملئين توجسي
وحين تتقاسمين مع اليوم السراب.
وحين ترفض الدمعة ان تسكن من ريبة أهدابك ، و أن تنزل إلى الصبح
والقافلة .
أنا احبك و الحب بطولة،
تكتب في الأعطاف رسالة مثل الانقلاب،
و إعلان الحقيقة ،
فحاذري في الكلام ،
فالقرامطة جاؤوا و اصطحاب الحمار،
و جنود خليفة و جنود الوزير.
وكثير من رعاع السوق و السائلين.
حاذري ...
ارجوك حاذري
.........
ثم إن شئت فحاذري ان تسقطي
......
ففي اسمك تسكن وردة مثل الأقحوان،
و يربي اليوم ساعاته
و يطمر الزمن دواته مثل نملة كلما مر اسمي في التراتيل النسية،
ها أنا إذا امشي إليك
امضي بأفعال المسميات الكثيرة
امضي يفتح الزهر شريانه،
ويغمى على ربيع بلا ثورة ،
و اغتال في فمي صوت البكاء.
ثم اجن في الحب و ينثرني الظلام،
حين اصحوا لاغني .......
أيها السائل على باب مقهى
ما تريد.
أتداري الحياة
أم أن الموت عنوان بريد.
ينتهي الشعر بلا مشهد أخير ولا يظهر أسم مدير التصوير و لا أسم المخرج. لا يصفق الجمهور ولكن قبل في الظلمة الدمع شفاه فتاة لم ترى غير اسمي ولم تعرف بعد أنها أصبحت حرفا من حروف الأبجدية.
تصحيح/عمدت الى ادراج القصيدة مرة اخرى بعد ان تسرب الكثير من النقص اثتاء نقلها اضر بها لذلك رايت اعادة نشرهالذلك انا اعتذر لكل من قراها منقوصة.
سعيف الظريف
مقتطعات للصباح 2008
التعليقات (0)