مواضيع اليوم

جنون الحلاج في رواق الحلاق

متوكل ابو اسامة

2010-05-24 05:43:56

0

 

 

إنه عصر الجمعة ، عصر الحلاقة الأسبوعية ..
عصر " الغلدمة " و " الحواسين " ..
لم استقر يوماً على حلاق ..
ولم اصمد يوماً على الحلاقة المنزلية ..
الحلاقون مثلهم مثل غيرهم ممن يبيعوننا السلع بإختلافها ، خدمية كانت أم إستهلاكية ..
أول ما تزر حلاقاً جديداً وتعطيه تعليماتك حول الطريقة التي يجب أن يتعامل بها مع ذقنك تجده منصتا حريصاً على كسبك كزبون جديد له ..
لكن مع الوقت ينسى تلك التعليمات وتفكر وأنت متكئ على كرسيه بحلاق جديد أخر يستطيع فهم ذقنك والتعامل معه كما تُريد ..

هذه " الحواسين " تقاذفتني اليوم وأنا أنتظر دوري بعد أخر رأيته يتذمر من الحلاق وهو يقول له : صديق ايش فيه انتا مافيه معلوم هلاحقه زي اول!! ..
طبعاً حلاقي " طمل" جداً لكن شفرته تدغدغ إعجابي ..
الصوالين كُثر .. وتختلف من حيث نظافتها وديكوراتها .. لكن ما عمري وجدت صالوناً نظيفاً وذا ديكور جميل ويده العامله ذات تقنية عالية بمستوى نظافته وجمال ديكوره ..

ليس هذا المهم - طبعاً - من كل هالسالفة اللي فوق ..


جاء دوري وسلمتُ نفسي - غير طائعاً - للحلاق ..و " دغمل " وجهي بيديه ولمعه كما تلمع الجزم - أعز الله الجميع - وبينما كنت أهم بدفع الحساب والمغادرة إذا برجل في الأربعين من عمره كان ينتظر دوراً " دغملياً " من أخوتنا أصحاب الغفلة الجوهرية والصحوة الشكلية يبادرني بتعليق :
الم تسمع أو تقرأ قوله - صلى الله عليه وسلم - عفوا اللحى وأهينوا الشوارب ؟
قلت : بأدم جم - غير معتاد - عفواً!!
فأعاد قولته ..
فقلت : نعم سمعت وقرأت فماذا تريد ؟
قال : لم لا تُطل لحيتك وتتبع السلف ؟
قلت :أولاً هم أفضل مني ولا أصل لما وصلوا إليه حتى بإطالتي اللحية ، ثانياً - وهنا بدأ التحول الفلسفي في الموقف - أنا عشت عمري حتى الخامسة عشرة ودقني لم تظهر ولولا - المعايرة هاكلحين - لما اشتريت ماكينة حلاقة " وارد بادم " وحاولت التحرش ببشرتي كي اساعدها على ظهور الشعر مبكراً في ذقني - أي إني ساهمت بخروج ذقني مبكراً وخالفت الطبيعة .
رد : شكلك تنكت !
قلت : لا والله .. إنما شعرت بأني غيرت في خلقة ربي وهأنذا احاول إستغفاره وإعادة ما كان إلى أصله ..
رد : شكلك تفلسف وانا ماني فاضي لفلسفتك ..
قلت : إذن تعلم الا تضيع أوقات الأخرين طالما أنت بهذا الضيق في التعامل معهم رغم تطفلك الفج معي .. غادرت المكان والرجل والزمان بهذا التأفف وأنا أردد :ما اروع أروقة الحلاقين ..

المشكلة أن وجوهنا صنيعة الحلاقين ..
فهذا ينتف جزء وأخر يرفع موسه إلى منطقة هي أصلاً بلا شعر فيسهم بتغيير مسار شكل الذقن وينحرف به بمساعدة الزمن .. ليأتي أخر ليعدل وييبدل فتتحول ذقوننا إلى ما يشبه شوارع رئيسية يتفرع منها أخرى جانبية..

يا تُرى هل هي فقط ذقوننا التي تتعرض لمثل هذه التشوهات والتشكلات ؟

سبحان الذي يغير ولا يتغير ..

وكل " غلدمة " وأتنم بجمعة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !