مواضيع اليوم

جنوب السودان - انفصلوا يرحمكم الله ( 2-2)

ابراهيم أرقي

2009-10-21 08:49:29

0

قلت في المقال السابق أنه من الأفضل للجنوبيين أن يصوتوا لصالح الانفصال لكي ينعموا بجنتهم الموعودة التي ظل يبشرهم بها سياسيهم منذ العام 1955 عندما انطلق أول تمرد في بور وقتل الجنوبيين الاساتذه والتجار الشماليين.
نعم نحن أهل الشمال نحلم باليوم الذي تعلن فيه دولة في الجنوب حتى نستريح من رهقهم لنا كل تلك السنوات فقد تحملنا فاتورة الحرب وكانت من نصيب أولادنا ومستقبلنا حيث كانت الحرب تستنفذ 2 مليون دولار يومياً ولو قدر لهذا المبلغ أن يجنب كل تلك السنوات لأصبح السودان الآن سلة غذاء العالم بحق وحقيقة وليست أحلام تقال ولا نجدها على ارض الواقع بسبب حرب الجنوب.
نعم يمكن أن نصبح سلة غذاء العالم بدون بترول الجنوب وحتى هذا البترول هو الآن يستكشف في الشمال وقد أكدت الأبحاث انه يوجد في الشمالية وفي الجزيرة وفي بورتسودان وحتى إذا افترضنا جدلا انه لا يوجد بترول في الشمال فان فلاحة الأرض تكفينا وسد مروي يكفينا ولن نحتاج لأحد وليس كل دول العالم المتقدمة الآن لديها بترول.
مصيبتنا في سياسيينا الذين يخافون (لعنة التاريخ) وهم في قناعات أنفسهم يريدون انفصالا ولكنهم (جبناء) لا يستطيعون أن يصرحون بذلك فالانفصال يكفيهم شر رهق الحرب التي حرقت الزرع والضرع ولكن قد يكون لبعضهم مصالح في استمرار الحريق فالخفافيش لا تعيش إلا في الظلام وتجار الحرب لا يتنفسون إلا من ريحة البارود.
والحديث عن إن العالم يتجه للوحده هو حديث يفقد مضمونه في وضع السودان فالوحدة عادة تكون بين شعبين يتحدثون لغة واحدة يؤمنون بدين واحد أو يتشابهون في الثقافات أو هناك أي تقارب بينهم ولكن الحالة السودانية تختلف تمام فليس هناك أي تشابه بيننا نحن الشماليين والجنوبيين هم لا يدينون بديننا ولا يتحدثون لغتنا العربية وليست لهم ثقافة مثل ثقافتنا ولا يشبهوننا في أشكالنا ولا ألواننا فكيف تتحقق الوحدة المفترى عليها.
لذلك نقول أن الوحدة إذا تحقق فستكون ضد رغبة أهل الشمال وتصبح وحدة مفروضة عليهم فراضا وهذا يمكن أن يقود إلى عدم الاستقرار ويخلق فجوه اكبر مما هي عليه الآن بين شعب الجنوب وشعب الشمال تقود إلى ما يحمد عقباه.
و لا اعرف كيف وافق على عثمان نائب رئيس الجمهورية على إجراء استفتاء دون اخذ رأي أهل الشمال الذين ارتفع صوتهم ينادون بالانفصال ولكن الحسنة الوحيدة التي يمكن أن تعطينا أمل أن يتحقق الانفصال هو أن شعب الجنوب في الشمال لن يصوت للوحدة أو الانفصال وهذا يمكن أن يعطي أمل في أن شعب الجنوب الذي يعيش في الجنوب لم يعايش اهل الشمال لذلك سيصوتون لصالح الانفصال. لأن شعب الجنوب الذي يعيش في الشمال وجدوا الأمن والأمان واستظلوا برحمة الدين الإسلامي الذي يدين به أهل الشمال وقد احتوائهم أهل السودان ووفروا لهم المسكن والمشرب والمأكل والعمل ولكن للأسف أنهم قابلوا كل هذا بالجحد والظلم في أول امتحان حقيقي لنواياهم عندما مات زعيمهم جون قرنق فكل العالم تفرج في كيف أنهم حملوا أسلحتهم ونزلوا في الشارع تقتيلا لكل شمالي يقابلهم وكيف أنهم حرقوا الممتلكات وأشاعوا الفوضى في البلاد.
هكذا هو طبعهم وهذه هي حياتهم إذا دعوهم ينفصلوا لكي يواجهوا واقعهم هناك في جنتهم الموعودة. نحن لسنا أوصياء عليهم ومسالة إن الجنوب ستكون مرتعا لإسرائيل أو أمريكا او أي شيطان رجيم يجب أن لا تخيفنا لان إسرائيل سكنت ارتريا ثم خرجت منها وسكنت أثيوبيا وخرجت منها وتسكن الآن تشاد وسوف تخرج منها ويمكن أن نجنب البلاد شر كل ما نتوقعه إذا أحسنا تقسيم الحدود بين الدولتين في الشمال والجنوب بقناعات تامة لحفظ حقوق المواطنين.
يجب أن لا نجامل أي دولة على حساب شعبنا حتى ولو كانت تلك الدولة هي مصر التي ترى في انفصال الجنوب تهديد لأمنها الوطني الذي يعتمد على مياه النيل الذي يأتيها من أوغندا وكينيا مرورا بالجنوب. نعم يجب أن لا نجامل مصر على حساب تنمية واستقرار بلدنا فمصر لها مصالحها ونحن لنا مصالحنا ومصلحة شعبنا في أن ينفصل الجنوب.
وما قاله باقان اموم نتمنى أن يمثل كل الحقيقة فقد قال إن 90% من شعب الجنوب سيصوتون للانفصال ورغم اختلافنا معه في كل شئ إلا أن هذه التصريحات نزلت بردا وسلاما على أهل الشمال ونقولها لباقان اموم هذه هي التصريحات التي نتمنى أن تسود فأنت بهذا تمثل الحقيقة والحلم الذي طالما انتظرناه كثيراً.
وان كان هناك من يعتقد أن الشمال ظلم الجنوب فليسعى إلى فصله ولكن نحن نقول عكس ذلك فالجنوب هو الذي ظلمنا ظلما شنيعا حينما قتل شبابنا ورمل نسائنا وقتل الزرع والضرع وحينما زار أروك طون على ما اعتقد أو رياك مشار الشمالية قال (إنكم تفتقدون للغابة لكي تتمردوا) من شدة ما شاهده من ظلم وقع على أهل الشمال. فتعداد الولاية الشمالية 500 ألف نسمة وهو عدد جدا قليل مقارنة بمساحتها والسبب أنهم نازحين في الخرطوم والمدن الأخرى وحتى في الجنوب بحثا عن الرزق الذي جف في أرضهم بسبب فاتورة الحرب التي ظلوا يدفعونها من أرضهم ومن ضرعهم وزرعهم.
إذا هي دعوة صادقة لكل جنوبي صادق له حق التصويت أن صوتوا للانفصال يرحمكم الله وعيشوا حياتكم في دولتكم وجنتكم الموعودة أننا مللنا الوحدة التي دائما ما كانت نتائجها سالبة ولم تأتي بالخير للشعبين دعونا نجرب ولو لمرة واحدة الانفصال وإذا فشلتم في دولتكم بعدها لكل حدث حديث سنجرب بكم في دولة واحدة يحكمها القانون والعدل.

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !