مواضيع اليوم

جنوب السودان نزاع مٌعقد

Riyad .

2015-03-06 22:34:53

0

جنوب السودان نزاع مٌعقد

منذ أن أعلن سلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان عن تعرض نظامه لمحاولة إنقلاب عسكري فاشلة قام بها نائبة المٌقال رياك مشار في الـ15 كانون الأول /ديسمبر 2013 والصراع المسلح يتمدد بالجنوب السوداني الدولة التي ولدت من رحم الحروب والصراعات .

صراع مسلح بدأ بالعاصمة جوبا ثم تمدد بسرعة لمدينة بور عاصمة ولاية جونقلي ووصلت لمدن النفط مدينة بانتيو ومدينة ملكال , صراع ونزاع مسلح على الثروة والسلطة يدعمه الانقسامات القبلية والعرقية والأثينية والتدخلات الخارجية  .

أطراف الصراع بجنوب السودان اتفقوا هذه المرة على عقد لقاء تفاوضي بأديس أبابا اتفاق الأطراف ثمرة ضغوط دولية وإقليمية لإنهاء الأزمة المتفاقمة والتي أكلت ما تبقى من إنسان وأرض جنوب السودان , اللقاء التفاوضي فشل من الجولة الأولى وعزم وفد الحكومة ووفد طرف النزاع على عقد جولة ثانية من المرجح أن تفشل  فأطراف النزاع ليس لديهم الرغبة الصادقة في وقف النزاعات بل رغبتهم الحقيقية استمرار النزاع على السلطة والثروة واستمرار النزاعات القبلية بأرض لم تعرف الاستقرار منذ عدة قرون  .

النزاع بجنوب السودان أفضى لوجود قوتين عسكريتين الأولى تملكها الحكومة بقيادة سلفا كير والثانية يملكها خصوم الحكومة بقيادة مشار النائب السابق للرئيس سلفا كير , قوتين مسلحتين أفضت لدولة هشة وضعيفة وذات صبغة قبلية .

قبل إنفصال جنوب السودان عن السودان الأم كان الصراع بين الشمال والجنوب قائم على أسس دينية وأثينية وحقوقية وبفعل سياسة عمر البشير الدموية أنفصل الجنوب وشكل دولة مستقلة تعاني من الصراعات ومن تراكمات الصراعات الشمالية الماضية , خسر السودان الأم " شمال السودان حالياً" جراء انفصال الجنوب 70% من موارده وخسر الكثير من أراضية وبدأت أقاليم مهمشة بأرض السودان تناضل من اجل الإستقلال واللحاق بركب الاستقلال كجنوب السودان  وتلك هي النتائج الطبيعية لغياب الدولة الوطنية وبروز مفهوم الدولة القومية بذهن الحاكم فالبشير ونظامه إحدى ثمرات الإسلام السياسي وما يجري بأرض السودان شماله وجنوبه وأقاليمه ثمرة بذور زرعتها سياسة البشير ومن كان قبله بسدة الحكم والسلطة .

استمرار الصراع والنزاع بدولة جنوب السودان ليس في مصلحة جمهورية السودان التي ستخسر الكثير من العائدات المالية فالإتفاق بين البلدين " جمهورية جنوب السودان , جمهورية السودان" نص على فرض رسوم عبور لنفط الجنوب الذي يٌصدر من مواني السودان , استمرار النزاع يعني عملياً فقدان السودان لما يقارب ملياري دولار سنوياً من الرسوم ناهيك عن انعكاس ذلك على الموازنة العامة والوضع الاقتصادي واستفحال الصراع والنزاع بأقليم الشمال كردة فعل اقتصادية وسياسية .

جنوب السودان يمثل أهمية كبرى للولايات المتحدة الأمريكية فهو نقطة تقاطع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية مع الصين العملاق الذي غزا أفريقيا اقتصادياً و للبريطانيين مصالحهم بحكم تاريخهم الاستعماري بأرض السودان وبالتالي فإن القيمة الجيوستراتيجية لجنوب السودان تجعل من الدول الإقليمية ككل في حالة استنفار لوأد ذلك النزاع أو على الأقل العمل من أجل منع دخول أطراف تدفعها المصالح للدخول تأجيجاً أو لفرض طرف بالقوة على حساب طرف أخر ؟

دولة جنوب السودان تواجه أخطر أزمة عرفتها منذ ولادتها قبل عامين , فهي حملت بذور الماضي وعقود الصراع مع الشمال المسلم الذي لم يحسن التعامل مع الجنوب المسيحي بحكمة وبنظرية دولة المواطنة والحقوق والحريات فكان الانفصال خيار الجنوبيين الذين يواجهون اليوم أزمة خانقة ودموية تشابكت فيها خيوط السلطة والثروة والقبيلة والعرقية الأثينية والدينية فهل سيقول أطراف النزاع بدولة جنوب السودان لبعضهم البعض كفى عبثاً بالأرواح والممتلكات أم أنهم سيدخلون الجنوب في مرحلة جديدة عنوانها صراع داخلي داخلي برعاية إقليمية ودولية معقدة المصالح ومتشابكة الخيوط  !..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات