سخر البعض مني و الأخر ضحك حين اقترحت تسمية مولودنا الجديد " جنكيز خان " و البعض الأخر تعوذ من الشيطان , ان اسميه بأسم غير مؤمن و اخر اقترح عليّ هازئا, ان اسميه السفاح , الحقيقة رغبت ان يحمل ابني اسما من تسميات التاريخ القديم لا يتخذ من القومية او الدين اطارا لمستقبلهِ او افعاله , بل اسما يرى من خلالهِ ضميره بما يمليه عليه ظرفه الأنساني, رغبت حين يكبر يتسائل من هو صاحب هذا الأسم الذي سُميَّ تيمنا به, فهذه الشخصية التي اختلفت الأساطير حولها بهرتني ببساطة المعاني التي نشأ منها , حيث كان هذا القروي يستمد علومهِ من تجارب الحياة و استغل قوتهِ كي يتعلم , كان يتحسس انه هناك قوة خارقة تمد يد العون لدعواته و تبارك انتصاراتهِ ,تعلم جنكيز خان من قوته ان يستمع للأخرين و لا يهتم ان كان صاحب الرأي صغيرا او كبيرا أو ذو مقام رفيع , كان يسأل اذا ما كان يجهل امرا, و يحترم موت اعداءهِ , و يقر ببطولة و شجاعة منافسهِ و لا يستهين بقوة او معالم خصمهِ. جنكيز خان استطاع ان يبسط سلطانهِ و يوحد شعبه و ان يخلق كيان استحق دراستهِ و تقدير انجازاتهِ بما يتناسب مع طموحاته لنفسه و قومهِ في ذلك الحين. احترم المرأة كونها تنجب و هو خرج من رحمها , رعى اطفال يتامى و عفى عن اسرى و احترم من اختلف معه بالرأي و بعض معارضيه اصبحوا من اقرب مستشارية و لا انكر انهُ قسى بأقصى الحدود على اعداءهِ ايضا , لكنه يبقى شخص نفذ الى التاريخ و بسط مآثرهِ على مسار حركة التاريخ , و كل ما تقدم لم يسعفني في اختيار اسم جنكيز خان لمولودنا و انتصرت ارادة التقاليد و التمسك بقيم القومية في اختيار الأسم , فكان " بروسك " و يعني بالعربية " البرق " و كل عام و انتم بخير.....
التعليقات (0)