مواضيع اليوم

جميل كالبحر...

فريد دولتي

2009-05-30 22:45:12

0

 

جلس في كرسيه كالمعتاد ،امام البحر فلقد تعود ان يستيقظ باكرا، يغير ثيابه ويتوجه الي البحر ، يتأمله كل صباح ، بدون رفيق ، فهو نسي متى كانت اخر كلمة تفوه بها ....لسانه عف عن الحديث ليفسح مجال الحديث بين روحه وعقله،استأنس فقط بكتابه واستأنس كتابه به ،يتجول بين سطور كلماته احيانا،ولكن اغلب الاحيان يشيح بنظره بعيدا عنه ليتأمل ذاك البعيد .....البحر،عشق هذا البحر منذ الطفولة،ارتبط معه كما ارتبط بوالده ، الذي احذه دائما اليه،فتربت بينهما اواصر علاقة....يمكن ان تسمى ...ود.


طالما تمنى ان يكون المعبر الي حياته الثانية " البحر "...ولكن هيهأت . هاهو يجلس لايستطيع فقط الا ان يتامله ،بهدوئه ،بغضبه ، بسعة صدره ،واحيانا بااكفهاره.....تارة سمح لطيف محب ، وتارة اخرى يرغي الزبد لا يلوي على شي ،يحطم كل الذي امامه ، حتى ينفس عن غضبه ، ويتكسر عند الشاطئ...غير نادم بما فعل.


في قرارة نفسه يقول ربما كنت انا هكذا ،وان لم اكن هكذا ، يكفيني انني معزول ووحيد .....كالبحر،اعطي بدون حساب ،وادفن في اعماقي ايضا بدون حساب.


لايمكن ان تعرف البحر متى يكون مبتهجا ،ومتى يكون حزينا ....هو لا يتكلم ، لا يشتكي....هو معشوق ، لانه سر عميق ليس له قرار
طيور النورس قطعت سلسلة افكاره،وهي تتراقص حوله .....عجبا لهذا الطائر فملامح السرور والبهجة،لا تفارق عيونه الضاحكة....حقا له ان يسعد فهو جار البحر.


نسيم البحر لعب باوراق كتابه ، مثلما تلاعب بخصلات شعره،ليعطيه شعور بالنشوة ، ما احلى هذا النسيم الذي يخترق الجميع دون قيد،مرسلا اهاته بتوجع ، متى انحصر في حيز،ليسارع بالخروج من السجن ، حتى يعود يتلوى ويتراقص....هو ايضا جار البحر.


عاد يكلم نفسه هل للبحر نهاية ؟ جاءه الجواب القطعي....لا ، فعندما ينتهي البحر ...يبتدي،كذلك هو عندما ينتهي....يبتدي،تنهد وارسل أها...لقد اشتاق الي البحر ،والي غيره ربما.


احتضن كتابه بذراعيه ، رمق البحر، واغمض عينيه....محياه مبتسم ، كالنورس و كالبحر.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !