متى تنتهي ظاهرة تسوّل المشجعين بمقابل مادي ؟ ..
جمهور الكرة الإماراتي ،، الحلقة الأضعف في ملاعبنا الخضراء !!
--------------------------------------------------------
تحقيق : عمر شريقي
----------------------------------------------------------
تحول الحضور الجماهيري لمباريات دوري المحترفين الإماراتي إلى صداع في رأس الرابطة والأندية لا سيما بعد أن وضعت لجنة الاحتراف الأسيوي كافة تحركات الأندية تحت المراقبة وفرضت لجنة الاحتراف الأسيوي ضرورة حضور 2000 مشجع للمباريات ، وذلك من أجل رفع نقاط الدوري الإماراتي في الجزء المخصص للحضور الجماهيري من التقييم الأسيوي لأكثر من 47.5 نقطة من أصل 100 نقطة في إطار التقسيم العام للدوري ، وكان الدوري الإماراتي قد تمكن من جمع 356 نقطة من 500 وصل بهما للمرتبة الخامسة على مستوى آسيا بالنسبة للدوريات المحترفة وحصل بمقتضى هذا التقييم على 3 مقاعد مباشر بدوري أبطال آسيا للمحترفين ومقعد رابع يدخل تصفيات تأهل .
الجزيرة والعين والوحدة الأعلى في الحضور الجماهيري
كشفت إحصائية حول معدلات الحضور الجماهيري خلال مباريات الدور الأول من دوري اتصالات للمحترفين عن ضعف الإقبال الجماهيري على مشاهدة المباريات من الملاعب وهو الأمر الذي يستدعي وقفة جدية لإيجاد وسائل جذب الجمهور لملاعبنا لاكتمال نجاح منظومة دوري المحترفين في أول موسم له ، حيث تعتبر الجماهير هي عصب كرة القدم ومؤشر هام من مؤشرات نجاح أي مسابقة وكشفت الإحصائية أن إجمالي عدد المتفرجين الرسمي خلال مباريات الدور الأول وحتى الجولة الثانية عشرة بلغ 169 ألفا و804 متفرجين خلال 12 أسبوعا بمتوسط 2358 متفرجا في المباراة الواحدة وهو ما يعني وجود ضعف شديد في الإقبال من الجمهور على الذهاب إلى الملاعب وتشجيع أنديتها ، وظهرت إحصائية أن معدلات الحضور الجماهيري لكل ناد على ملعبه حيث كان نادي الجزيرة الأعلى في متوسط معدل الحضور لمبارياته وبلغ 6000 متفرج ، فيما جاء نادي العين في المرتبة الثانية من حيث معدل حضور جماهيره التي أقيمت على أرضه وبلغ 5700 مشجع ، وحل نادي الوحدة ثالثا وبلغ 4000 مشجع في حين كان الظفرة أقل الفرق 470 مشجع وسبقه الشعب في المركز قبل الأخير 700 مشجع ونادي الشباب 750 مشجع ، فيما بلغ متوسط معدل الحضور الجماهيري لأندية الوصل 2600 متفرج والنصر 2200 والأهلي 2100 ، وهذه الأرقام صادرة عن رابطة دوري المحترفين حيث تعتبر هي المصدر الرسمي لعدد الجمهور في كل مباراة ، وتصدرت من خلالها أندية الجزيرة والعين والوحدة بالترتيب مسجلة أكبر معدل في الحضور الجماهيري .
غلاء أسعار التذاكر
ربما غلاء تذاكر حضور المباريات كان سببا في عزوف الجماهير كما أشار لنا السيد يوسف ليلي أحمد رئيس رابطة المشجعين بنادي النصر أن ارتفاع أسعار التذاكر احد أسباب عزوف الجماهير لحضور المباريات مع العلم أن الأسعار وصلت بــ 50 و 100 درهم والمواطن الذي يدخل الملعب أكثرهم طلابا وهذا المبلغ كبير جدا مما أصاب الملاعب بهذا المرض وبالتالي المواطن لا يشجع مما نضطر لجلب مشجعين بالاجرة غير مواطنين .
ولما سألناه كم تتقاضى فــــي المباراة الواحدة وكم تدفع للمشجعين أجاب السيد يوسف أنا لا أتقاضى فلسا وإنما تكلف المباراة و للمشجعين وحسب أهميتها ما بين 10 و 15 ألف درهم ( طبعا ليس مــــــــن جيبي ) .
نتائج الفرق كان لها أثر
ونتائج الفرق كان لها الأثر الأكبر في عزوف الجماهير حسب رأي السيد أحمد النوبي رئيس رابطة المشجعين بنادي الوصل الذي أكد أن النتائج وراء عدم حضور الجماهير وكذلك الأسعار التي لا تتناسب أبدا مع الجماهير وأعتقد أن الرابطة لم تراع هذه النقطة خاصة أن عدد سكان الدولة قليل والشريحة الرياضية فيه ليست كبيرة .
إغراءات تفوق الوصف
علمت من بعض المصادر أن بعض الأندية الكبيرة تدفع كل موسم كروي ما بين المليون والمليون ونصف درهم لرابطة المشجعين ، كما أنها تقوم بإغراءات الجماهير بتوزيع سيارات في كل مباراة عن طريق الكوبونات التي توزع داخل الملعب للجماهير ،، ما رأيكم دام فضلكم ،، ماذا يريد أكثر ؟..
يجب إعادة النظر
طلب السيد جاسم النقبي رئيس رابطة المشجعين بنادي الخليج إعادة النظر في قيمة التذاكر وقال أنها تجسد حالة سلبية من شأنها الحد من حضور الجماهير إلى الملاعب ومساندة اللاعبين في الدوري ، وأبدى جاسم تحفظه على توجه رابطة دوري المحترفين إلى تحقيق أرباح استثمارية من عائد التذاكر المخصصة للجماهير .
جماهير لا تعرف إلا لغة الأرقام
فيما قال السيد محمد ظفر الله أحد المشجعين أن جميع المتواجدين داخل الملعب لا بد أن يكون لديهم دوافع وأسباب معينة لتواجدهم داخل المدرجات ولكن شتان الفارق بين الأشخاص التي تذهب الى الملعب كي تؤدي عمل معين مقابل أجر مادي محدد وبين تلك الجماهير التي تخرج من بيتها وتتنازل عن وقت من الأوقات المخصصة لأسرتها ويذهب بسيارته إلى الملعب ويقوم بشراء تذكرة للدخول إيمانا منه بدعم ناديه وحب وولاء لهذا النادي ، وبين فئة لا تعرف سوى لغة الأرقام وكم سيدفع الفريق الذي سنقوم بتشجيعه ، لذا نطلق على تلك الفئة بجماهير أجرة أو بمعنى آخر جماهير تحت الطلب وهذا النوع وللأسف منتشر بملاعبنا .
دعوة لجماهيرنا المخلصة ,,
أخيرا أدعوا جميع إدارات الأندية بالتخلي عن تمويل ذلك النوع من الجمهور وأن يتم توجيه الإمكانات المادية لفرق الشباب والناشئين والبراعم والألعاب الفردية أفضل من توجيهها لاستقطاب جمهور كاذب ،، وأناشد كل جماهيرنا الوفية المحبة لأنديتها والمخلصة لها أن تذهب خلف فرقها حتى تدعمه وتسانده والعودة إلى ملاعبنا الخضراء الملونة بأجمل الألوان عبر جماهيرها المخلصة والمحبة .
------------------------------------------------------------
التعليقات (0)