جمهورية التفاح
كانت عاصمة جمهررية التفاح مهوى افئدة السائحين من كل بقاع الدنيا ،لانها تمتلك مقومات السياحة من اماكن اثرية وثقافات متنوعة ، وكانت تعج بالناس ليلا ونهارا .
رئيس جمهورية التفاح رجل ديكتاتوري وعندما يريد أن يقوم بعمل يخص الدولة لايستشير احد ويمرر رأيه على المسؤولين شكليا فقط ولايستطيع احد معارضته خوفا من
سطوته .
فقرر أن يخوض حربا مع جمهورية الليمون لانها احتلت جزءا من اراضي دولته في حرب سابقة ، فأوعز الى قائد جيشه بأن يجهز الجيش للحرب وستكون خاطفة لاسترداد
اراضيه المغتصبة .
بدأ الجيش يستعد ومنعت اجازات الجنود والضباط ،و بالرغم من أن الحرب تعتبر مغامرة لعدم التكافؤ الا أنه قرر أن يخوضها واراد أن يبدأ بالضربة الاولى مباغة حتى يكسب
الحرب ألا أنها لم تكن كذلك لان استخبارات دولة جمهورية الليمون تعلم عن استعداد جمهورية التفاح للحرب .
اطلقت صفارات الانذار في المدينة ومنع التجول واصبحت الطرقات خالية واغلقت المحلات التجارية .
بدأ الحرب بإطلاق بعض الطلقات المدفعية من الحدود ، وردت عليها مدفعية جمهورية الليمون بالمثل ، وبدأت الناس والاقارب يقتربون من بعضهم لأن الحروب دائما تجمع الناس
ويعتبر مصيرهم واحد (والموت مع الجماعة رحمة ).
حارة ابوعرب تقع في اطراف المدينة ، وابوعرب يعتبر من رجالات الحارة المعروفين ومنزله يتوسط الحارة ويعد اكبر منزل فيها وكان ابوعرب ذو نظرة مستقبلية عندما شيد
منزله وتحت المنزل ملجأ كبير يحميه هو واولاده من مغامرات الرئيس .
وبدأت طائرات جمهورية الليمون الحربية تقصف المدينة ، وصاروا جيران ابوعرب يتوافدون اليه ، حتى يحميهم الملجأ من القصف المستمر ، فأمتلأ الملجأ .
وكان اكثر مايقلق ابوعرب هو صرخات الأطفال وخوف ألأمهات من المصير ومن دوي الأنفجارات ومر اليوم الاول وألثاني بسلام ، ولكن في اليوم ألثالث نفذ المخزون التمويني .
وبسبب الخوف الشديد من ازيز الطائرات ودوي الانفجارات وقلة الغذاء والحالة النفسية السيئة جفت صدور الامهات والاطفال يصرخون جوعا وخوفا .
وهنا ابوعرب تذكر أنه في أيام السلم والرخاء كان يضع بقايا الخبز في اكياس ويجففها في الشمس على سطح المنزل لتكون من نصيب اغنام صديقه حمدان ، فطلب من اولاده أن
بصعدوا الى سطح المنزل ليجلبوا الخبز الجاف الى الملجأ ليأكلوا الأطفال اولا بعد مايكون الماء حساء لهم ليكون لينا ويستطيعون أكله .
وهم منهمكون بحمل أكياس الخبز الجاف لينزلوه الى الملجأ كانت تحوم فوقهم طائرة استطلاع لسلاح جو جمهورية الليمون ، فأرسلت إشارات لقيادة الجيش بأن هناك مبنى يحتمل أن
يكون قيادة لجيش جمهورية البرتقال وهناك رجال يحملون أكياس وإحتمال أن تكون محملة بالسلاح ، وبعد نصف ساعة فقط كان طيران جمهورية الليمون يقصف منزل ابوعرب
وجعله متساويا مع الأرض ، ويختلط الخبز الجاف مع الدم ، وتجف صدور ألأمهات الى الأبد ، وأصبح ملجأ أبو عرب قبرا جماعيا ، وبعد فترة تدخلت جمهورية الرمان وجمهورية
الخوخ وجمهورية االبرتقال، ووقفت الحرب بهدنة طويلة المدى بعد إحتلال نصف جمهورية التفاح .
محمد السميران /الرياض
التعليقات (0)