جمعية للدفاع عن حقوق الرجل!
فضاء الكلمة
بقلم : خليل إبراهيم الفزيع
تتصدى بعض الجهات أو الأفراد للدفاع عن حقوق المرأة، وكأن هذه الحقوق بالمطلق ناقصة أو غير موجودة، وهذا الدفاع يصل حد المبالغة، فالحالات التي قد تتعرض فيها المرأة لشيء من المهانة باختيارها، أكثر من تلك التي قد تتعرض لها رغما عنها، ويتضح ذلك من انسياقها وراء المواقف والتصرفات التي تخرج المرأة عن طبيعتها الأنثوية لتنافس الرجل في خشونته، أو التي تسقطها في بؤر الانحراف والمهانة، وكلها تصرفات لا دخل للرجل فيها وإن كان شريكا في بعضها، وهي شراكة اختيارية ليس من العدل أن يتحمل الرجل وحده عبء مسئولياتها.
هناك حالات تتعرض فيها المرأة لهضم حقوقها سواء من الرجل أو من المجتمع، وهي حالات قد يتعرض لها الرجل دون أن يرفع عقيرته بالشكوى كما تفعل المرأة، وقد سمعنا وقرأنا حالات كثيرة تعرض فيها الرجل للاعتداء من قبل المرأة وهو اعتداء قد يصل إلى القتل، وتقطيع الأوصال، ورميها في صناديق القمامة، وهذه الوحشية ليست المرأة بمنجاة منها، فقد تتعرض لها على يد الرجل، وفي الحالتين يتساوى الطرفان في هذا السلوك البشع، وبالتالي لا يمكن القول بالمطلق أن المرأة أو حتى الرجل يعيشان على طرفي نقيض من الظلم، فكلاهما يعيشان نفس الظروف، ويتعرضان لنفس الإحباطات، ويتحملان نفس المعاناة من الأوضاع السائدة في المجتمع، بما في ذلك من تقاليد وعادات وأنظمة وقوانين لا تعرف العدالة الاجتماعية، ولا تحرص على تكافؤ الفرص، ولا تقيم وزنا إلا للمحسوبية وما يدور في فلكها من ممارسات تنصف فئة على حساب فئات أخرى، وربما يتحملها الرجل أعباءها أكثر من المرأة، في الوقت الذي تنعم فيه بحياة بعيدة عن ذلك كله، فهي في مملكتها الأسرية تأمر فتطاع، وعلى الرجل أن يوفر لها كل الأسباب للحياة الكريمة، ولا مفر له من ذلك بمقتضى الشرع والعرف، ولا دخل لها فيما قد يتعرض له في سبيل ذلك من ألوان المعاناة وأصنافها.
اللواتي يدافعن عن حقوق المرأة ويرفعن شعار تحريرها من كل القيود، هن أكثر النساء تمتعا بالحرية، ولولا هذه الحرية لما استطعن ممارسة هذا الحق المشروع في الدفاع عن بنات جنسهن، لكنه دفاع يقترن بالمبالغة، فهن يدافعن عن واقع افتراضي لا يوجد بنفس الصورة التي تظهر في طروحاتهن، والغريب أن المطالِبات بالمساواة هن الأكثر حساسية إذا تعرضن لمواقف الإحباط التي يتعرض لها الرجل، وكان الأولى ومن باب المساواة التسليم بهذه المواقف دون حساسية، فليس من حق جنس أن يحقق مكاسبه على حساب جنس آخر ما دمنا ننادي بالمساواة، وهي مساواة تحمل ـ في حقيقتها ـ للمرأة من الشر أكثر مما تحمل من الخير، وفيما يرتكب في الغرب من عنف ضد المرأة.. الدليل الذي لا يمكن تجاهله.
أحد الظرفاء طالب بإنشاء جمعية للدفاع عن حقوق الرجل التي تنتهك على أيدي بعض النساء (النكديات) اللواتي يتوهمن أن الرجل هو عدوهن اللدود، مع أنهن أكثر عداوة لأنفسهن من الرجل بمثل هذا الموقف الاستفزازي الذي يقلب حياتهن وحياة الرجل إلى جحيم، كل ذلك بدعاوى المطالبة بالمساواة، اعتمادا على أرضية هشة من الظنون أن الرجل هو مصدر عذابها الأبدي، وهو الذي يرى أنها مصدر سعادته الأبدية.
التعليقات (0)