جمعية الوفاق الشيعية لا تمثلنا

جمعية الوفاق الشيعية لا تمثلنا

بقلم الكاتبة البحرينية /سوسن الشاعر

المصدر صحيفة الوطن البحرينية

أحداث جسام تحدث بشكل متسارع في البحرين لا تترك فرصة لالتقاط الأنفاس، ومن يتحكم في اللعبة ثلاثة لاعبين رئيسين يحاول كل منهم أن يفرض سيطرته على تلك الأحداث البحرينية (القيادة وحزب الله -الوفاق- والولايات المتحدة الأمريكية).
ما يغيب عن هؤلاء الثلاثة أن حزب الله البحريني (الوفاق) لا يمثل -وفق صناديق الاقتراع- سوى 26% من الكتلة الانتخابية، وبقية كوادرها المنتشرة في الدوائر الأخرى لن تضيف لها أكثر من 4%، لنصل في نهاية المطاف إلى أن من يريد أن يفرض أجندته على المشهد البحريني هم 30% من شعب البحرين، في حين تتجاهل الأطراف الثلاثة 70% الباقية.
الأطراف الثلاثة أخرجت السبعين في المائة من دائرة الحدث وهمشته، وبالمقابل لم تنجح إلى الآن أي من القيادات الشعبية للسبعين في المائة في لمّ شملهم وتوحيدهم في وجه هذا التجاهل وهذا التهميش، فأصبحوا وهم الأغلبية مجرد متلقٍ يرى مصيره يضيع بين مساومات الأطراف الثلاثة.
ورغم أنه سبعين في المائة من كل أطياف المجتمع وعلى رأسهم شيعة من كل مناطق البحرين يجتمعون على هدف واحد وهو أن «الوفاق لا تمثلهم»، ورغم أن نتائج الانتخابات دليل ساطع على هذه الحقيقة، إلا أن العالم مازال يتجاهلهم، والأدهى أنهم مازالوا يتفرجون دون أن يتحركوا تحرك رجل واحد، هؤلاء لابد أن يقولوا الآن وليس غداً إن (الوفاق لا تمثلنا)، هذه الكلمة الجامعة لغالبية البحرينيين لابد أن تصل بوضوح للعالم.
آن الأوان أن يعلن الشعب البحريني كلمة مدوية علناً وفي الشارع وفي كل موقع وفي وضح النهار، كلمته المتفق عليها والتي تشكل قاعدة مشتركة، وهي أن «الوفاق لا تمثلنا»، آن الأوان أن تقف البحرين كلها وقفة رجل واحد أمام هذا التهميش وهذا التجاهل ليقولوا للاعبين الثلاثة (القيادة والوفاق والمجتمع الدولي) أن الوفاق ليست الممثل الشرعي للشعب البحريني، ولم تأخذ الوكالة مني ولا منك، هي تمثل جزءاً ومكوناً منه نحترمه لكنها لا تملك حق التصرف والتحدث باسمنا ولن يستطع كائن من كان أن يفرضه علينا.
تحت هذا الشعار فقط ولا شيء غيره -أكرر لا شيء غيره- لابد أن تعمل كل القوى السياسية والدينية السنية والشيعية.
البحرين لن ينقذها سوى شعبها الحر الذي لن يقبل أن يلعب بمصيره ويتطاول عليه ويهدد في أمنه ويخضع لتسويات بين الأطراف الثلاثة دون أدنى اعتبار لوجوده.
كل الوسائل متاحة، والخيارات خاضعة للتدارس والتنسيق، تنظيم اعتصام وارد، توحيد شعار بوسائل الاتصال وارد، الإعلان عبر كل وسيلة نقل وكل وسيلة تصل للخارج، لا ترفع أي شعارات أخرى مختلف عليها، لا شعارات تأييد ولا شعارات تمجيد ولا شعارات لهذه الطائفة أو تلك، هو شعار واحد فقط لا غير، نريده أن يصل لأوباما وأن يسمعه مدوياً بحملة منظمة (الوفاق لا تمثلنا)، ولا تملك أن تتحدث باسمنا، وليس لها الحق أن تتصرف بمصيرنا، ولا يملك أحد أن يفرضها علينا لا أمريكا ولا غير أمريكا.
وحدة شعب البحرين على هذه الكلمة هي الخطوة الأولى لإعادة الأمور لنصابها الصحيح.
لننسى كل الفروقات الآن ولنتوحد لإيصال هذه الكلمة المدوية، وكفى عبثاً بمصائرنا.
أطالب كل الجمعيات والشخصيات الاعتبارية والمؤسسات والشباب والنساء والرجال وكل فرد على هذه الأرض الطيبة، أن يبدأوا حملة (الوفاق لا تمثلني)، وظفوا كل وسائل التواصل الاجتماعي لهذه الدعوة، اعملوا بروح البحرين الواحدة الأبية الحرة التي طالما عرفناها، ويترك كل منا مقعد (التحلطم والتذمر) ليترك كل منا فراشه وبيته ويتواجد في هذا المكان ويرفع صوته عالياً.
ليشترك الشباب الشيعة والسنة، لتشترك كل التيارات الشيعية الدينية غير الوفاقية وكل التيارات السنية السياسية والدينية ويحشد لهذه الحملة.
تذكروا أن هذا الإعلان التزام على كل من يحمل شرف الجنسية البحرينية لقول كلمة واحدة فقط الوفاق لا تمثلنا، لا نهجاً ولا أجندة ولا تمثيلاً سياسياً، بلا سب ولا شتم ولا تهميش حتى للوفاق ذاتها، إنما هي رسالة ستحفظ حقكم في تقرير مصيركم للمستقبل وموجهة للوفاق وللقيادة وللمجتمع الدولي ولأمريكا على وجه الخصوص (سيأتي مندوب عنهم بعد أيام) ليسمعها العالم كله (الوفاق لا تمثلنا).