ساهم عبد المنعم عمارة -عندما كان وزيرا للشباب والرياضة- في الدفع بجمال لدخول عالم السياسة عبر جمعية جيل المستقبل التي ظهرت في شكل أسر طلابية داخل الجامعات، خصوصا جامعة القاهرة التي اتخذت منها مقرا رئيسيا.
كانت نواة هذه الجمعية في 1998، ثم انتشرت شائعات حول رغبة جمال في تأسيس حزب يحمل نفس الاسم "جيل المستقبل"، ليكون في مصر حزبان -"الوطني"، و"المستقبل" -على غرار ما هو موجود في الولايات المتحدة الأمريكية.. وبعد مداولات ومناقشات مطولة داخل الدوائر السياسية والأمنية استغرقت عامين، قرر جمال مبارك التراجع عن فكرة تأسيس "المستقبل"، والانضمام إلى "الوطني" في مطلع عام 2000.
تولى جمال مبارك رئاسة مجلس إدارة الجمعية وأوكل لمحمد فاروق حافظ الأمانة العامة الذي تعاقد فور استلامه مهام وظيفته مع شركة دعاية كبرى لعمل دعاية للجمعية في جميع وسائل الإعلام بتكلفة قدرها 25 مليون جنيه لمدة عام كامل 1998/1999.
وفي مارس عام 1998 تم فتح باب القبول لخريجي الجامعات الجدد للتدريب على برامج علمية وعملية – كما جاء في ورقة التعريف بالجمعية وشروط الالتحاق بالبرنامج التدريبي بها - في المبيعات وتنمية الاعمال وخدمة العملاء ومراقبة المخزون ومراكز الاتصال وادارة الجودة والمحاسبة الاليكترونية وادارة المكاتب والموارد البشرية والامن والسلامة المهنية, الي جانب اكتساب مهارات اللغة الانجليزية وقدرات التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطوير مهارات التوظيف وتنمية الشخصية وقيم العمل، وبعد تحريات وافية حول المتقدمين – تولتها مباحث أمن الدولة- وعددهم 11 ألف متقدم – وجميعهم وقعوا مقدما ضمن أوراق التقديم على أستمارة عضوية بالحزب الوطني "أمانة الشباب" ،وقع الإختيار على 6 آلاف شاب من بين المتقدمين وتم تدريبهم لمدة ستة أشهر كلا في تخصصة وحسب مؤهلة الدراسي واعتمدت الجمعية في مواردها على تبرعات رجال الأعمال وكان على رأسهم رجل الأعمال أحمد عز وتولى تجهيز المقر الرئيسي بجامعة القاهرة والمقر الثاني بمجمع المجالس المتخصصة بالتحرير – بجوار مقر الحزب الوطني- على نفقة رجال الأعمال هشام طلعت مصطفى والمحكوم عليه بالإعدام مؤخرا، حيث بدأت الجمعية برأس مال 20 مليون جنيه - بخلاف مبلغ ال25 مليون جنيه الدعاية- وجميع هذه الأموال تم جمعها من رجال الأعمال " أعضاء لجنة السياسات فيما بعد" وتم تخريج الشبان المتدربين وتوزيعهم للعمل في الوزارات "عمل حكومي" مثل وزارات التربية والتعليم والشباب والرياضة والتموين والتعليم العالي والشئون الإجتماعية والزراعة بالإضافة إلى العمل بالقطاع الخاص لدى رجال الأعمال الراعين للجمعية وعلى رأسهم أمين التنظيم أحمد عز.
وفي عام 2000 تم تأسيس لجنة السياسات بالحزب الوطني وتم تحديد ميزانية ثابتة للجمعية قيمتها 15 مليون جنيه سنويا يتم جمعها من رجال الأعمال "أعضاء لجنة السياسات بالكامل" ويتولى الإشراف عليها أمين لجنة الشباب بالحزب الوطني وتم اضافة شرط لقبول المتقدم للتدريب بالجمعية – وهذا الشرط غير مدرج بكراسة التقديم- وهو أن يتعهد المتدرب بأن يقوم ضم خمسة شباب جدد للجنة الشباب بالحزب شرط الحصول على فرصة عمل بعد اجتياز فترة الدورة وهو مانجح أغلب الشباب في تحقيقة وتم تخريج 66 ألف متدرب منذ تأسيس الجمعية حتى اليوم – 11 عام- بتكلفة اجمالية قدرها 180 مليون جنيه كان اخرها دفعة يونيو الماضي، ونجحت الجمعية في استقطاب 300 ألف شاب على مستوى الجمهورية لعضوية لجنة الشباب بالحزب من خارج الجمعية – اغلبهم انقطعت صلتهم بالحزب فور تقديم الشخص الذي استقطبهم والتحاقه بالعمل- وتم تعيين 60 ألف شاب في مختلف الوظائف الحكومية وفي القطاع الخاص وتخلت الدولة عن عمل مسابقات التعيين وأصبح التعيين من نصيب خريجي الجمعية بعقود مؤقته وتم الاستغناء عن أغلب هؤلاء الشباب فيما بعد، وطبقا لمصادر بوزارة العدل أكدت (للكرامة) أن أكثر من 7 آلاف شاب ممن تم الاستغناء عنهم بعد عام أو أكثر من العمل وخاصة في الوظائف الحكومية قاموا برفع دعاوى تعويض ضد الوزارات التابعين لها ولم يتوصلوا لنتيجة لأن جميع الشباب المعينين وخاصة في القطاع الخاص كان يتم اجبارهم على توقيع استقالتهم أثناء التعاقد وكثر من الشباب العاملين في القطاع الخاص – وهي النسبة الغالبة من خريجي الجمعية- لم يتخذوا أي إجراءات قانونية بعد فصلهم لعلمهم بحقيقة الموقف القانوني.
واكد أحد الشباب الضحايا بمحافظة المنوفية "رفض ذكر أسمه" أن الجمعية اتجهت مؤخرا إلى مخاطبت جميع الشباب الذين تخرجوا خلال العشر سنوات الماضية وخاصة ممن انقطعت صلتهم بالجمعية وحثهم على التواصل مع الجمعية وتم توزيع كتيبات عليهم تحتوى على برامج ودورات مجانية عالمية في شركات "ميكروسوفت والبنوك العالمية ومنظمة اليونسكو" وغيرها من الجهات والمنظمات والشركات العالمية للتدريب بها والحصول على شهادات خبرة وبعثات للخارج وذلك لجذب هؤلاء الشباب للجمعية مره أخرى خاصة وأن 80% من الشباب تركوا الجمعية وانقطعت صلتهم بها بالرغم من أنهم أضافوا للجمعية كثيرا من النشاطات والفاعليات والعضويات.
التعليقات (0)