مواضيع اليوم

جمعيات حماية اللغة العربية تدعو إلى إنشاء اتحاد عربي لحماية العربية

شريف هزاع

2010-09-30 02:49:38

0

عبـد الفتـاح الفاتحـي

تشارك الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية في اجتماع المائدة المستديرة لرؤساء جمعيات حماية اللغة العربية في الوطن العربي وذلك في فندق الشام بدمشق، وقدم الدكتور موسى الشامي رئيس الجمعية تصورا لمشروع حماية اللغة العربية انطلاقا من تجربة الجمعية في المملكة المغربية.

‏المائدة المستديرة التي دعت إليها رئاسة الجمهورية السورية افتتحتها الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية بكلمة توجيهية نوهت فيها بالجهود التي تبذلها جمعيات حماية اللغة العربية في الوطن العربي من اجل صون اللغة العربية والارتقاء بها باعتبارها وعاء المعرفة والعروة الوثقى التي تشد الآصرة العربية انتسابا وانتماء ولحمة انطلاقا من إدراك أن اللغة فكر وضمير وتكوين نفسي وعقلي ووطني وانتماء إلى تاريخ وحضارة ومقدسات.‏

وأكدت السيدة نائب رئيس الجمهورية أن هذا اللقاء ينبني على الإيمان بأن اللغة العربية تشكل أهم مكونات قوميتنا العربية والجامع والحافظ للتراث العربي ماضيا وحاضرا وهي اللسان الذي يوحد كل أبناء الأمة العربية والذي ضمن لها استمرار وحدتها الثقافية ووجودها عبر العصور كلها في مواجهة المحاولات الاستعمارية المتواصلة لتغييب الثقافة العربية واستلاب اللغة باعتبارها أهم مقوماتها.‏

وأوضحت العطار إن اللغة العربية كانت ولا تزال تشد العرب بعضهم إلى بعض كالبنيان المرصوص وتوحدهم في طريق الكفاح وتأخذ بهم إلى الحضارة والعمل وهي في النهاية منظومة قيم رفيعة تعلمت أجيالنا في الماضي والحاضر أن تدافع عنها بروح من الشهامة والوفاء لتراب الوطن.‏

وأشارت العطار إلى الحقب المظلمة التي عبثت بمقدرات الأمة العربية وما أصاب لغتنا منها وكيف تجاوزتها من المشرق إلى المغرب عبر المشروع التنويري النهضوي الثقافي في مطلع القرن الماضي وما تبع ذلك من محاولات الغزو الثقافي التي استهدفت اللغة العربية ومكانتها وطاقاتها وحيويتها وقدرتها على الاستيعاب والتواصل لغة للفكر والعلم والتعليم في محاولة لاستلاب أجيالنا وإخضاعها.‏

وخاطبت الدكتورة العطار المشاركين بالقول إنكم أيها السادة عنوان عريض لجبهة الفكر التي نريد أن نبني من أجل الدفاع عن أمتنا في وجه كل ألوان الافتراء ومنه ما يزعمونه عن قصور لغتنا عن التعبير عن عصرنا الراهن وما تحقق من تطور في ميادين العلوم وسواها.‏

وعرضت السيدة نائب رئيس الجمهورية بشكل موجز للتوجهات في سورية على المستوى الرسمي والخاص بشأن حماية اللغة العربية والارتقاء بها وتمكينها من أداء رسالتها والعناية التي يخصها بها سيادة الرئيس بشار الأسد ولاسيما من خلال المشروع الذي تقدمت به سورية في مؤتمر القمة الذي عقد في دمشق من أجل النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة وعمليات تطوير مجمع اللغة العربية وإنشاء لجنة التمكين التي انبسطت على المؤسسات الرسمية في كل أنحاء القطر إضافة إلى مشاريع كثيرة أخرى كالعمل على إغناء المحتوى الرقمي العربي وسواها.‏

وأعربت الدكتورة العطار عن الأمل بأن يشكل اجتماع جمعيات حماية اللغة العربية هذا منطلقا لتبادل الخبرات وتطوير استراتيجيات العمل ولتحقيق خطوات ملموسة وعملية لحماية اللغة العربية وتطويرها بما يتناسب مع مستجدات العصر والتطورات العلمية الراهنة.‏

وأكد الدكتور السيد حرص سورية قيادة وحكومة على تمكين اللغة العربية والارتقاء بها للدخول إلى مجتمع المعرفة ومواكبة احدث العلوم والتقنيات التي يشهدها عالمنا اليوم مشيرا إلى المشروع الذي تقدمت به سورية في مؤتمر قمة دمشق من أجل النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة.‏

واستعرض السيد ما حققته اللجنة بعد أربع سنوات من انطلاق عملها من تشكيل لجان في وزارات الإعلام والثقافة والتربية والتعليم العالي إضافة إلى لجان فرعية في المحافظات وعمليات التعريب في مجمع اللغة العربية للمصطلحات الأجنبية ووضع تسميات عربية لأسماء المحال التجارية وتعميم التجارب الناجحة على المحافظات.‏

وقدم نماذج لما قامت به الوزارات في ضوء خطة اللجنة كوزارة التربية التي عممت على المعلمين التحدث بالعربية الفصحى وتدريب الطلاب على المهارات اللغوية وتفعيل دور المسرح المدرسي وإحداث قناة تربوية وضبط الكتب المدرسية بالشكل وغيرها.‏

وأشار إلى ما قامت به وزارة التعليم العالي من تكثيف للجهود في مجال التدقيق اللغوي للكتب المترجمة وعممت على الجامعات الحكومية والخاصة أن تستخدم الهيئة التدريسية اللغة العربية الفصحى في المحاضرات والمناقشات إضافة إلى تعميم تدريس المناهج في الجامعات الخاصة باللغة العربية.‏

وكذلك عرض الدكتور السيد ما قامت به وزارة الإعلام من اعتماد الكلمات العربية في الإعلانات واستبعاد العامية والأجنبية منها إضافة إلى البرامج الإذاعية والتلفزيونية والزوايا والمواد الصحفية التي تركز على التوعية اللغوية إلى جانب ما قامت به وزارة الثقافة من طباعة كتب تعالج التحديات التي تواجهها لغتنا إضافة إلى إقامة ندوات تعرف باللغة العربية الفصحى في جميع المراكز الثقافية فضلا عن إقامة معارض للكتب.‏

بدوره قدم الدكتور فؤاد فهمي الأمين العام لجمعية حماة اللغة العربية المصرية عرضا للتجربة المصرية في حماية اللغة العربية والتعريف بخصائصها وميزاتها في الإبداع الأدبي والفني والفكري والعلمي.‏

وأشار فهمي إلى أن الجمعية التي تأسست عام 2000 تحرص على إيصال ثلاث رسائل تتعلق باللغة العربية تتمثل الأولى في الاعتزاز الكامل بمنزلتها ويقين بقيمتها رغم كل مظاهر الإهمال وعناصر التحديات إضافة إلى عتاب مرير لما يحدث من أهلها من هجر ومجافاة إضافة إلى الدعوة لتذكر الماضي بثقة والنظر للمستقبل بأمل.‏

وتحدث فهمي عن ملامح عمل الجمعية من اتصال مباشر مع الناس والمؤسسات والجمعيات المعنية بالتربية والثقافة والمساهمة في كتابة الأبحاث الهادفة لخدمة اللغة العربية والثقافة العربية إضافة إلى فتح نوافذ على الشبكات المسموعة والمرئية للمساهمة في تحقيق أهداف الجمعية.‏

وتطرق فهمي إلى أبرز التوصيات التي حرصت جمعية حماة اللغة العربية في مصر على إصدارها في كل الفعاليات التي أقامتها والتي ركزت في مجملها على تأكيد دور المدارس والمناهج والأنشطة ومدارس اللغات وتطوير الكتب ومسابقات الخطابة والتعبير الارتجالي.‏

وأشار فهمي إلى أن حماية اللغة العربية في مصر لا تقتصر على دور جمعيته فقط إنما هناك عدد من الجمعيات الأخرى من بينها جمعية لسان العرب والجمعية المصرية لتعريب العلوم.‏

من جانبه ركز الدكتور موسى الشامي رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية على ملامح التجربة المغربية لحماية اللغة العربية ولاسيما الخطوات التي قامت بها الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية منذ تأسيسها حتى الآن.‏

وأوضح الشامي إن الجمعية منذ بداياتها لقيت صدى واسعا وطيبا في المغرب وأنشأت مراكز في مجمل المناطق المغربية بالتعاون مع بعض المثقفين المغاربة الذين استندوا إلى أهمية اللغة العربية في الحياة المغربية.‏

ولفت الشامي إلى أن الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية تقوم بعملها في إطار ذلك وفق اتجاهين الأول اتجاه علمي بحت يتولاه علماء اللغة العربية والمختصون واتجاه ميداني يتم فيه التعريف بقيم اللغة العربية وثرائها اللغوي عبر إنشاء المراكز والمشاركة في الفعاليات والندوات وغيرها من النشاطات.‏

وأبدى رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية تفاؤله بواقع اللغة العربية ومستقبلها ليس في المغرب فقط وإنما في العالم وذلك في ضوء الحضور القوى لها في الأوساط الأدبية والمعرفية والعلمية داعيا إلى إنشاء اتحاد عربي لحماية اللغة العربية يعمل على استكمال مهام اللجان والجمعيات المحلية في كل بلد عربي.‏

بدوره قدم الدكتور عثمان السعدي رئيس الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية سردا تاريخيا لواقع اللغة العربية في الجزائر والظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي مرت بها حتى الآن.‏

ووصف السعدي وضع اللغة العربية في الجزائر بالغريب لأنها مدة طويلة كانت تعامل كلغة أجنبية وكان يتم اعتماد اللغة الدارجة لغة رسمية في البلاد وقال انه قبل استقلال الجزائر تأسست الجمعية الجزائرية للدفاع عن العلماء الجزائريين عام 1931 التي استطاعت بناء 400 مدرسة من تبرعات الشعب الجزائري حيث كان يتم فيها تعليم اللغة العربية.‏

الكاتب العام للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية
elfathifattah@yahoo.fr




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات