جمعيات القطط السمان !
في مجتمعات العالم الأول حصل المواطن الفرد على كامل حقوقه الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، من خلال مؤسساته المدنية والحقوقية وتنظيماته الغير رسمية ،
فأصبح الفرد بعد ذلك موردا اجتماعيا مهما ، وكيان إنساني محترمٌ ومعتدٌ بانتمائه الكلي من خلال انتمائه الجزئي ودوره التكاملي .
ولم يعد أمام المهتمين بالأنشطة العامة سوى ما يمكن اعتباره من مظاهر الترف في المجتمعات المتقدمة كحقوق الحيوانات وصيانة بيئاتها.
أما في بلادنا العربية ذات الترتيب "الثالث" غير المنصف ، إذ أصبح تصنيفنا ضمن ما يسمى بالعالم الثالث شرف لا نستحقه ، لأن العالم الثالث عالم يسير إلى الأمام وهذا يكفي وأن كان ببطء . أما نحن فلم نترك للعالم فرصة اكتشافنا بل نحن من نثبت للعالم أننا نسير للخلف بخطى متسارعة وحثيثة لا تدع لنا مجالا للتفكير حتى لنسأل أنفسنا .. إلى أي اتجاه نسير ؟!.
إذا ، في بلادنا العربية لدينا ما يميزنا ويسهل على الآخرين معرفة نقاط ضعفنا .. لدينا " الاسمية " !
وتتحقق أسميتنا في أمرين لهما قدرة هائلة في العزف على وتر العاطفة هما : الدين والمواطن ! .. هذه " الاسمية " لا تنشط قدرتها على تحريك العواطف إلا في اغتراب " الوطنية " وهيمنة الذاتية على " التكاملية " في المجتمعات المتراجعة للخلف .
فباسم الدين يستطيع الفرد والجماعات تحقيق ما فشل في تحقيقه وجودنا فيه .. عالم الأحادية المستبدة ..! إذ يمكن للبعض ، فرد أو جماعة ، اقتناص جزء من السلطة غير المباشرة بطريقة غير مباشرة هي عباءة الدين !.
وباسم "المواطن" يستطيع المتطلع للمركز الرسمي بامتيازاته المعروفة في بلادنا الوصول لدوائر الأضواء وتحقيق بعض المكاسب المادية والمعنوية من خلال تأسيس الجمعيات الاجتماعية
أو المشاركة في إدارتها . لهذا السبب تكثر لدينا الجمعيات الصورية وربما الوهمية . فمن جمعية حقوق الإنسان ، إلى جمعية حقوق المعاق ، إلى جمعية حماية المستهلك .. وصولا إلى جمعية " السمنة " التي من أهم أهدافها " خسخسة " المواطن !!
ورغم أن 80% من المواطنين السعوديين ( خاسين ) بفعل ارتفاع الأسعار وفقا لقانون العلاقة العكسية الاقتصادية التي تقول : كلما ارتفعت الأسعار مع ثبات الدخل كلما انخفضت أوزان ذوي الدخول الثابتة والمحدودة !. والسبب عدم استطاعتهم شراء كميات مناسبة من المواد الغذائية ذات السعرات الحرارية المناسبة رغم أن أسعارها لم تتأثر بهذه العلاقة الاقتصادية بسبب الوفر الزائد في أرباح التجار القادر على تغطية النقص إلى حين !!
ومع ذلك لم يجد عشاق موضة " الجمعيات " أسما لجمعيتهم الجديدة يميزها عن باقي الجمعيات إلا جمعية "السمنة" !!
ولكن إذا عرف السبب بطل العجب !. فكما لقطط الغرب السمان جمعية لسماننا جمعيات !!!
تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com
التعليقات (0)