جمعيات "سكرانة "
تسعى بعض الجمعيات التي ارتدت حجاب حقوق الإنسان وتبنت أطروحة الدفاع عن الحقوق الفردية للبشر من خلال مواقفها و شعاراتها ، إلى إشاعة الرذيلة وهدم القيم المجتمعية بشتى أساليب وطرق الإفساد.
فقد برزت خلال الأيام الأخيرة على صفحات الجرائد الوطنية و في وسائل الإعلام المتعددة مجموعة من المواقف البعيدة كل البعد عن " بيت الحكمة الجمعوية " المتمردة عن الدين و الثوابت المؤسسة للأمة المغربية .
وتعالت هذه الأصوات النشاز، التي تدعي انتماءها إلى حظيرة المجتمع المدني ، لتحاول مرة أخرى إثارة الفتنة ، لصالح أجندة خارجية تريد تحطيم هوية البلد والأسس الاجتماعية والأخلاقية التي بني عليها ، من خلال دفاعها في إطار جمعياتها على الشذوذ الجنسي و الدعارة و ترويج الخمور .
فقد تابع المغاربة خلال الفترات الأخيرة انسلاخ تصريحات بعض المسؤولين في جمعيات "حقوقية " عن كل ما من شأنه أن يوحد الأمة و يسهر على أمنها واستقرارها، من قبيل الدفاع عن أطروحة بيع الخمور للمغاربة في العلن أو حق الشواذ جنسيا في التكثل في إطارات جمعوية قانونية وممارستهم شذوذهم الجنسي بكل حرية تحت ذريعة " احترام الحريات الفردية " ، بالإضافة إلى دفاع هذه الأقلية المدعومة عن الإفطار في رمضان جهرا أو عن كل ما يمكنه أن يدغدغ مشاعر المغاربة و يسيء إلى المجتمع المغربي المحافظ .
وتتحين هذه الجمعيات في شخص بعض المسؤولين عنها الفرص لتتصيدها و تطلق تصريحاتها الفتاكة الداعية إلى الانحلال و التفسخ المجتمعي ، حيث عمدت إحداها في كثير من المناسبات إلى الرد عن دعوات أحد المنظرين للمواطنين من أجل ممارسة حقهم وحريتهم في اجتناب التسوق ممن يبيعون السموم الفتاكة ، كما ردت على قرارات مجموعة من المجالس الجماعية الرامية إلى إغلاق حانات الخمر الموجودة بالأحياء الشعبية، وتفننت هذه الجمعيات في الدعوة إلى التسامح مع ممارسي الشذوذ الجنسي و الترخيص لهم بتأسيس جمعيات تنظمهم و تعمل على رعاية مصالحهم .
ولم تقف استفزازات هذه الجمعيات عند هذا الحد بل تعدت ذلك لتصل إلى حدود دعوة المجتمع من أجل ممارسة الرذيلة بحرية و الإفطار في رمضان جهارا .
ويتضح من خلال تتبع مسار "قادة" هذه الجمعيات ، "السكرانة " من فرط دفاعها عن الخمر و المخمورين ، أن لهم علاقات بدوائر أجنبية يستقوون بها ،ويحصلون بترويجهم لتلك الأفكار الهدامة على دعمها ومساعدتها في مختلف المستويات.
لقد نسي هؤلاء المتطفلون على العمل الجمعوي أن هذا الأخير أضحى يشكل دعامة للمجتمع بخلق الأجواء الملائمة لتأطير المواطنين و لبناء مجتمع مسؤول يساهم في التنمية والتغيير والعمل على إدماج الشباب في عملية النمو الاجتماعي وفتح المجال للإبداع وإبراز قدرات الشباب على الخلق والابتكار لجعله أداة قوية للمشاركة ، ويتحمل المسؤولية مدركا لدوره في المجتمع محبا لوطنه متشبعا بقيم المواطنة.
تناست هذه الجمعيات أن مجتمعنا مهما كان دفاعه من أجل توفير الحقوق و الحريات لا يمكنه أن يسير في اتجاه تفشي الظواهر المستفزة لمشاعر المواطنين لأن ذلك من شأنه أن يمس بحقوق المواطنين في وضع حدود متفق عليها تؤسس لها قيمنا المنبثقة من الدين الإسلامي الحنيف .
إن محاولة تجويف العمل الجمعوي من قيمه الإنسانية التربوية لم يكن أبدا لبنة لتشييد "بيوت الحكمة " و إنما هو معول من معاول هدم القيم الاجتماعية المغربية، ولن يكون إلا كذلك مادامت الجمعيات التي تبغي الفساد في الأرض مستمرة في شغبها غير المرغوب فيه .
عادل تشيكيطو
tchikitou@yahoo.fr
التعليقات (0)