مواضيع اليوم

جمانة حداد تطلق نمرتها المخبوءة عند مسقط الكتفين في الجزائر

علي مغازي

2009-12-24 21:13:37

0

جمانة حدّاد تكتب «النص الثالث» من أجل اكتمال فتنة الأرض

جمانة حداد - رابطة كتاب الاختلاف - مدونة علي مغازي

أزراج عمر-

عن الدار العربية للعلوم ودار الاختلاف صدرت للشاعرة اللبنانية جمانة حداد مختارات شعرية انتقتها من مجموعاتها الشعري عودت ليليت" 2004 و "يدان إلى هاوية" 2000م و"دعوة إلى عشاء سري" 1998 فضلا عن عدد من القصائد غير المنشورة.

ويبدو من هذا الزخم من الدواوين أن جمانة حداد تمارس الكتابة الابداعية منذ عدة سنوات وبسبب ذلك فإنه يمكن لنا أن ننظر في إنتاجها لرصد مدى تطورها الفني، وتأمل مضامينها معا في بحث قادم.
تحمل هذه المختارات عنوانا جامعا يوحي بنبرة التمرد التي تسكن إنتاجها، أو لنقل نصوصها. فالعنوان هو: "النمرة المخبوءة عند مسقط الكتفين". إن قراءة هذه المختارات ينبغي أن تنطلق من معاينة الفكرة المحورية التي تنطق بها النصوص جميعا وتتمثل في استخدام الجنس كعامل إغواء وإغراء، وكعامل مقاومة الذكورة الشرقية من خلال التاريخ. إن نصوص جمانة حدّاد يمكن أن تقرأ كسيرة ذاتية لشخصية "ليليت" الأسطورية حينا، وحينا آخر فإن هذه الشخصية توظفها كقناع مرآوي من خلاله نرى مشاهد الرجل الشرقي الذي يشيء المرأة ويختصرها دفعة واحدة في جسدها ومفاتنه، ونرى كذلك مقاومات المرأة للذكورة الشرقية.
إن "ليليت" الأسطورية على خلاف حواء الخارجة من ضلع آدم لتكون له أمة وتابعا. وباختصار فإن "ليليت" الأسطورية هي رمز المرأة الحديثة التي تكسر القيود والتي تنأى بنفسها عن مملكة الذكر المسيجة من كل الجهات.
باعتبار جمانة حداد شخصية "ليليت" المرأة الأولى حسب جزء من التراث الأسطوري الشرقي فإنها تقدم صورة مغايرة لذلك التراث الكلي الذي يلغي ذلك الجزء التمردي. من هذا المنطلق وعلى هذا الأساس فإن جمانة حداد تقيم علاقة مختلفة مع ذلك التراث، وهي علاقة التمرد، والتحرير. هذا من ناحية الفكرة المحورية، أما من ناحية التقنية الفنية فهي تكتب"النص الثالث" الذي ليس هو بالنص التقليدي ببحوره وقوافيه وسياجاته ولجامه وليس بالنص التفعيلي الذي يوظف التفعيلة كوحدة موسيقية تتكرر وفقا لتموج التجربة التي يتأسس عليها النص وتشكل علته.
لست هنا بصدد تقديم دراسة تحليلية متكاملة حول هذه المختارات، كما أنني لا أصدر بشأنها حكم قيمة جماليا – مضمونيا فالذي أريد فعله هو الإشارة إلى بعض عناصر الجمالية في هذا "النص الثالث" الذي تكتبه جمانة حداد.
إنه نص ينهض على استخدام أسلوبية كل من العهد القديم والعهد الجديد "الانجيل". إلى جانب هذا فان جمانة حداد توظف كلا من السردية ثم تتبعها بلحظات توتر اللغة المطعمة بالشفافية التي تشبه مرايا العشب. رغم الموقف التمردي في نصوص جمانة حدّاد فإنها لا تلغي كلية ما علق بالتاريخ الداخلي للمرأة من الوهن: "أنا ليليت الزوجة المختارة والزوجة المطلقة، الليل وطائر الليل، المرأة الحقيقة، والأسطورة المرأة" ثم إنها هكذا: "أنا المرأة الأم، الالهة الأم، والالهة الزوجة". وهي: "أنا دليلة وسالومي ونفرتيتي بين النساء، وأنا ملكة سبأ وهيلانة طروادة ومريم المجدلية".
إنها المرأة التي ترويها اللغات وتفسرها الكتب و"عندما يرد ذكري بين النساء تمطرني الأدعية باللعنات". وهي تماهي نفسها بالعتمة وليس بالضوء، وهي تتمرد على المعنى الذي يضيق بها ولكنها تعلن إنتماءها للتأويل: "من ناي الفخذين يطلع غنائي.

الأنهر من شبقي
فكيف لا يكون مد
كلما افترت شفتاي العموديتان عن قمر؟.


إن هذه المرأة التي تشتعل شبقا وتنفجر غابات من الزرقة تقدم نفسها بأنها مثل ميدوزا صاحبة الحضور الكلي وذات القدرة الكلية وكأنها هي النقطة التي تجمع البرازخ: "أنا النجاة، أنا التي في الجهات كلها.

فأين تهربون مني وأنتم إليّ تفرون؟
أنشب جوعي في طرائد صيدي.


وتواصل كتابة أسطورتها، وتاريخ خروجها من جنة أقفاص الرجل إلى حرية اللامنتهى حيث ترمي "فتنة الأرض" و"تدبّر في المخادع أحوال رعيتها
".

 جمانة حداد -النمرة المخبوءة عند مسقط الكتفين- مدونة علي مغازي





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات